الجزائر-غرداية:أوقفت قوات الأمن 10 شبان على الأقل، إثر تجدد المواجهات التي نشبت بمختلف أحياء بريان في غرداية، أمس، مباشرة عقب صلاة الجمعة. وأسفرت اشتباكات أمس لوحدها عن جرح ما لا يقل عن 10 أشخاص، لتبلغ الحصيلة النهائية للجرحى أكثر من 26 خلال ال48 ساعة الأخيرة. تدهورت الأوضاع في بريان منذ ليلة الأربعاء إلى الخميس، وتواصلت المواجهات بصفة متقطعة إلى غاية مساء الجمعة، واستعملت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المئات من الشباب في أحياء الشوف والشعبة مساء الجمعة. وأوقعت الاشتباكات الأخيرة 26 جريحا في 3 أيام، ويفوق عدد الجرحى، حسب مصادرنا، هذا الرقم بكثير، بسبب رفض العشرات منهم الذهاب إلى المصالح الصحية للعلاج خوفا من التوقيف. وتجددت الاشتباكات والمصادمات في بريان، 550 كلم جنوبي العاصمة، منذ مساء الأربعاء إلى الخميس، بعد أسبوع من الهدوء. وقال منتخبون بأن سبب التدهور الجديد عائد لتخفيف الإجراءات الأمنية، بعد الهدوء الذي ساد في الأيام الأربعة الأولى بعد الأحداث التي عاشتها المنطقة الأسبوع ما قبل الأخير، انتهت إلى تنقل رئيس الحكومة بأمر من رئيس الجمهورية لتهدئة الأجواء. وقد أغلق شباب من أحياء بريان الطريق الوطني رقم واحد لعدة ساعات، ليلة الخميس إلى الجمعة، قبل تدخل قوات النظام لإعادة فتحه. وأسفرت مصادمات، ليلتي الخميس والجمعة الماضيين، عن جرح 26 شخصا تقريبا، وإصابة أسرة بحالة رعب هستيرية بعد اقتحام منزلها ونهب محتوياته بالقوة من قبل أشخاص ملثمين، حسب شهادات عاملين في المصالح الصحية ببريان. ولم تتوقف الاشتباكات إلى غاية تدخل قوات الشرطة والدرك، بعد مغادرة قوات هامة المدينة التي شهدت هدوء نسبيا تواصل على مدى أسبوع تقريبا. وطلبت اللجنة الولائية للأمن المزيد من القوات بعد ليلتين ملتهبتين قضاهما سكان أحياء الشوف وكاف حمودة، وأجزاء من حي صرعاف، وتجددت الاشتباكات بعد صلاة الجمعة، رغم دعوة خطباء المساجد إلى التعقل. وبدأت المواجهات ليلة الأربعاء إلى الخميس في حي كاف حمودة، ثم توقفت بعد وصول قوات من الدرك إلى المكان من بسكرة وورفلة والأغواط. وتجددت الاشتباكات بين الشباب بالحجارة في حي الشوف المجاور، الذي لم تتوفر فيه تغطية أمنية كافية. ولم تهدأ الأوضاع في بريان حتى الساعة الرابعة من صباح الجمعة، ثم عادت للاشتعال مجددا في المساء. واجتمع المكتب الموسع للمجلس الولائي بغرداية بصفة طارئة للبحث في الأزمة الحالية، حيث ندد منتخبوه، في بيان لهم، بتناول بعض الصحف للأحداث الأخيرة وطالبوا بالتعقل والهدوء. وللتذكير، فقد تنقل السيد عبد العزيز بلخادم، رئيس الحكومة، مباشرة بعد بدء المواجهات لأول مرة نهاية الشهر الماضي، وصرح في لقاء قصير مع ''الخبر''، أنه تنقل إلى المنطقة ''بغرض تقديم التعازي لعائلة الضحية الذي سقط في الأحداث الأليمة''. وأنه قام بمساع في المنطقة لتهدئة النفوس ''والحمد الله أننا وفقنا في ذلك بفضل جهد الخيرين''. وأنه نجح في ''إخماد نار الفتنة بين أبناء المنطقة الواحدة'' وقال إن ملف الأزمة ''طوي نهائيا''.