في العراق كل شيء يمكن أن يحدث. وفي العراق مهد الحضارات كانت كلمة الله البدء, وكان الإنسان الأول الذي بحث عن الخلود, وحين وجده حوله الى مفهوم اجتماعي، يرى الخلود للمجتمع وليست للفرد, إذ أن الأفراد يأتون ويذهبون ويبقى المجتمع منتج الأفراد خالداً (1). والعراق الذي كان أباً للحضارة الفرعونية, ومع الملوك الهكسوس, حيث دخلت إلى مصر علوم التحنيط والفلك والحساب والآلة العسكرية, ومن ثم ظهر الأهرام المنبثق من الزقورة. ومن العراق انطلق نبوخذ نصر ليوحد ما يسمى الهلال الخصيب, وليقتلع سرطان العصور ((من فلسطين)) هؤلاء اليهود الذين عاثوا خراباً في كل مكان وجدوا فيه. وإذا كان المصريون يطلقون على مصر أم الدنيا، فيجب أن نطلق على العراق خالقة الدنيا والحضارات ((بالمفهوم الأرضي)). يحضرني الكلام هنا وأنا أشاهد إحدى القنوات العراقية تبث لقاءات مع عراقيين وتسألهم عما حدث من تغيير بعد فترة صدام, وهل هم راضون, وعن الفرق وماذا تغير ...؟ والجواب طبعاً كان كما نتوقع, فليس هناك شيء جيد وكل يرمي باللائمة على الأمريكيين ودول الجوار...... والحقيقة التي يجب أن نتوقف عندها أن الحرب التي حدثت في العراق والاحتلال الأمريكي لها، لم يكن بدافع الخلاص من خطورة صدام ولا بدافع نشر الديمقراطية بدل الديكتاتورية البعثية أبداً, وكما أنها لم تكن بدافع السيطرة على آبار النفط وخيرات العراق أولاً. بل كانت وبشكل مباشر لمنع لظهور نبوخذ نصر آخر يقضي على مملكة اليهود في فلسطينالمحتلة, أليست الإدارة الأمريكية جميعا تتبع المسيحية المتهودة التي تعمل على عودة اليهود الى أرض الميعاد, ليأتي المسيح مرة أخرى وينتصر اليهود في معركة هرمجيدون التوراتية, ويأتي فيما بعد يوم الدينونة. هذا ما صرح به بوش في بدء حربه على العراق, إذ قال وبشكل علني أن الأمر في حربه على العراق أتاه على شكل نبوءة, وأيضا أليس أول ما فعله اليهود حين سقطت بغداد 2003 هو نهب متحفها وخاصة اللوحات التي تتحدث عن السبي البابلي. إن التهويد الذي يجري على المسيحية في أمريكا قائم على قدم وساق (2) والمجتمع الأمريكي مجتمع جديد هاجر معظمه في البدء على خلفية الاضطهاد الديني الذي لاحق أفراده في بلادهم الأصلية. أقول هذا وأنا أفصل بين الثورة الصناعية والتقنية, وبين عقول الأفراد في المجتمع الأمريكي, ذلك أن عقول الأفراد عامة مليئة بتلك الخرافات اليهودية والتي تنمّ عن عقلية تعيش عصور الانحطاط الثقافي والفكري, وتنم عن حالة فكرية متبدية غير قابلة حالياً للانفتاح, هذه العقلية التي ترى أن مجيء المسيح قاب قوسين وأدنى...، كل ذلك لأن من يسيطر على مقرات الثقافة والدين والاقتصاد هم اليهود. و كيف لا وكل مرشح للرئاسة الأمريكية عليه مدح اليهود و (اسرائيل) وعدم معادة السامية وإرضاء ذلك اللوبي المسيطر على أمريكا وبعض الدول الأوروبية. ونخلص إلى أن ما يجري هنا وعلى أرضنا كيفما سموها، شرقاً أوسطيةً, أم دول عربية, نقول أن ما يجري ليست حرب مصالح بل حرباً دينية بامتياز, وأن مواجهة هذه الحرب لن تكون بالدين الذي يفرقنا بمعونة اليهود الى طوائف تكفر بعضها البعض والى مذاهب ترى نفسها فقط الناجية من النار, وليست بالعرقية التي تقسمنا الى عرب وأكراد وشركس وجركس وأرمن وسريان وآشوريين و ... وليست بالأممية التي ترى اليهود غاصبي أرضنا وحاضرنا ومستقبلنا مساوين لنا, وأيضاً ليست بالكيانية الصغيرة ((إذ أن كل ماذكرناه يعود الى سايكس بيكو حصراً)) بل بالقومية التي هي روح الأمة والتي أنشأها المجتمع على هذه الأرض الواحدة الموحدة, ولكنها أيضاً ليست أية قومية, بل القومية المنبثقة من الجغرافيا أولاً ومن الجماعة ثانياً, أي الأمة السورية ((الهلال الخصيب)) والأمة المصرية ((الفرعونية)) والأمة المغربية ((دول المغرب العربي)) والأمة العربية ((الحجاز ودول الخليج و..)) ....وجامعة الأمم العربية أحب الى الله وشعوبها من جامعة الدول العربية وفيها كل الخير..... 1- .انظر ملحمة جلجامش 2- انظر مقالنا وجهة نظر غير قابلة للتكذيب نشر عل موقع أوروك الجديدة بتاريخ 12\2\2008 المصدر:بريد الفجرنيوز From: محمد حيان الأخرس Sent: Saturday, April 05, 2008 4:33 PM Subject: مقالةللنشر