إن صح ما تناقلته وسائل الأنباء عن احتمالية دخول سيارات جديدة إلى قطاع غزة عبر المعابر الإسرائيلية، فإن ذلك معناه: أن حلقة صلدة من حلقات الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة قد كسرت، ومعنى ذلك: أن حلقة من حلقات الاختناق داخل طرقات قطاع غزة قد اكتملت، لتضيق الطرق بالسيارات الحديثة موديل 2010، وبالسيارات القديمة موديل 1960، والسيارات المسروقة من المستوطنات ترخيص رقم "10" والسيارات المسروقة من المستوطنات ترخيص رقم "12" والسيارات التي تم تهريبها من الأنفاق، والسيارات التي تم إعادة تركيبها في الفترة الأخيرة لضيق الحال، والسيارات التي تم تشكيلها على هيئة "تكتك" وراحت تزاحم الجميع، وفوق كل هذا وذاك يتربع على عرش المواصلات في قطاع غزة العربة التي يجرها حمار، لتزدحم الشوارع بكل أنواع المتحركات، والمجرورات. لا نرتضي لوزارة المواصلات أن تقف على قارعة الطريق وتراقب حركة السيارات، وتحصي عددها، وتسجل أرقامها، وتأخذ رسوم الترخيص من مالكيها، وتضمن انتقال الملكية بشكل صحيح، وتقوم بالفحص، والتوثيق، وتنظيم حركة السير في قطاع غزة، المطلوب هو: تحديد السيارات التي يسمح لها بالسير على الطرقات، فلا يعقل أن يرتفع عدد السيارات بشكل مضطرد، وأن يتضاعف عدد الناس، وتظل الطرقات كما هي، ولا يجوز التذرع بالحصار، وأنه السبب في الحيلولة دون فتح الشوارع، وإنما على وزارة المواصلات أن تتصرف على ضوء ما ينفع الناس، وألا تعطي ترخيصاً لسيارة جديدة إلا إذا تم إنزال سيارة قديمة عن الخط، وعلى وزارة المواصلات أن تضع حداً لكل تلك السيارات المسروقة، والسيارات المتهالكة، التي تشكل خطراً على المواطن والبيئة، وأن تنسق عملها مع الشرطة، والمجالس البلدية، وتحدد مناطق واسعة من مدن وطرقات قطاع غزة، يمنع فيها منعاً باتاً تحرك العربة التي يجرها حمار، ولاسيما أن الكثير من حوادث الطرق الليلة تسبب فيها حمار. سيخرج عليكم ألف صوت ليقول: أين الرحمة؟ لا يمكن لغزة أن تستغني عن العربة التي يجرها حمار، إن أوضاع الناس صعبة، والطرق مغلقة، وما شابه ذلك من تعجيز، مثلما قيل سابقاً: إن ارتفاع سعر الوقود أجبر الناس للاستعانة بالعربة التي يجرها حمار، فإن وصل سعر الوقود إلى أسفل سافلين، كما هو اليوم، ظلت العربة التي يجرها حمار تنافس سيارات أحدث موديل على الشارع نفسه الذي ضاق بالمارة. لقد دخل على مواصلات غزة في الفترة الأخيرة ما يعرف باسم: "التكتك" إنه عملي، ويؤدي خدمة كبيرة للنقل، وهو خير بديل "للكارة" التي يقودها طفل صغير، ويسير في أضيق شوارع المدن، يصطدم بالسيارات الحديثة، وهو يشتم أصحابها، بل ويتهمهم بالغباء، وأنهم لا يحملون رخصة قيادة، ليواصل الطفل وحماره المشوار، في حين يبلع صاحب السيارة لسانه، ويتجرع الإساءة، وهو منشغل في تصليح الأضرار!.