انقرة:وعد ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني تركيا يوم الثلاثاء بالنضال من اجل انضمامها للاتحاد الاوروبي ووصف المعارضين لعضويتها بالتحيز او فرض الوصاية على التكتل الاوروبي.وبدأت تركيا عملية بطيئة للانضمام للاتحاد الاوروبي الذي يضم 27 دولة لكن الاتحاد منقسم على نفسه بشأن منحها عضوية كاملة. وتبنت فرنسا أكثر المواقف رفضا لدخول تركيا الاتحاد. وفي أول زيارة لكاميرون لتركيا منذ توليه رئاسة الحكومة البريطانية في مايو ايار حرص على التأكيد على ان تركيا ستجلب مزيدا من الرخاء والاستقرار السياسي للاتحاد بفضل قدراتها الاقتصادية الكبيرة ونفوذها المتنامي في منطقة الشرق الاوسط. وقال كاميرون في خطاب القاه اليوم أمام اتحاد الغرف التجارية وبورصات السلع في تركيا "سأظل أقوى مدافع محتمل عن عضويتكم في الاتحاد الاوروبي ولاكتسابكم نفوذا أكبر على المائدة العليا للدبلوماسية الاوروبية. هذا شيء أشعر بحماس شديد له. "معا أود ان نمهد الطريق من أنقرة الى بروكسل." واضاف كاميرون "حين أفكر فيما فعلته تركيا للدفاع عن أوروبا كحليف في حلف شمال الاطلسي وما تفعله تركيا اليوم في أفغانستان الى جانب حلفائنا الاوروبيين أشعر بالغضب من احباط سعيكم الى عضوية الاتحاد الاوروبي بهذا الشكل. "رأي واضح. من الخطأ ان نقول ان تركيا بوسعها حراسة المعسكر لكن لا يسمح لها بالجلوس في الخيمة." وركز كاميرون في خطابه على اهمية تركيا كشريك استراتيجي في أفغانستان وامكانية قيامها بدور في المشاكل الدبلوماسية العويصة بما في ذلك البرنامج النووي الايراني والصراع الاسرائيلي الفلسطيني. وقال "ما من دولة أخرى لديها امكانية بناء تفاهم بين اسرائيل والعالم العربي" وان أقر كاميرون بان الغارة الاسرائيلية على قافلة مساعدات متجهة الى قطاع غزة المحاصر قد وترت العلاقات التركية الاسرائيلية. وأضاف "احث تركيا واسرائيل على عدم تخليهما عن هذه الصداقة" لكنه استخدم لهجة شديدة عن الموقف في غزة وهو ما سيلقى صدى عند كثير من الاتراك. وقال "يجب الا تكون غزة معسكر اعتقال ويجب الا يسمح باستمرار ذلك" داعيا تركيا لمواصلة البحث عن حل. ووصف كاميرون تركيا بانها قوة اقتصادية تنمو بسرعة ستكون مهمة للغاية وانها توفر فرصة هائلة لرجال الاعمال البريطانيين. وشركاء بريطانيا التجاريين الرئيسيين دول اوروبية لها معدل نمو أبطأ. وقال كاميرون "اليوم تزيد قيمة تجارتنا (البريطانية التركية) على تسعة مليارات دولار في العام. أود مضاعفتها خلال الخمس سنوات القادمة." وعقد كاميرون في خطابه مقارنة بين تركيا وبريطانيا التي منعتها فرنسا من قبل من الانضمام الى الاتحاد قبل ان تدخل النادي في نهاية المطاف عام 1973 . وقال كاميرون "نعرف شعور من يمنع من دخول النادي. لكننا نعرف أيضا ان هذه الامور يمكن ان تتغير." وتضع هذه التصريحات رئيس الوزراء البريطاني على مسار صدامي مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تعهد خلال حملته الانتخابية عام 2007 بالوقوف بحزم ضد انضمام تركيا الى الاتحاد مشيرا الى اختلافات ثقافية ومخاوف على الوئام السياسي داخل الكتلة. ويعارض حزب المحافظين لكاميرون بشدة الاندماج السياسي الوثيق داخل الاتحاد الاوروبي ويرى في الاتحاد بالدرجة الاولى سوقا مشتركة يجب ان تكرس للتجارة الحرة. وأضاف كاميرون ان من يعارض انضمام تركيا للاتحاد هم ثلاث فئات من يفرضون وصايتهم ويرون في القوة الاقتصادية لتركيا خطرا عليهم و"المستقطبون" الذين يرون ان على تركيا ان تختار بين الشرق والغرب والمنحازون الذي يسيئون فهم الاسلام. وطالب كاميرون بضم تركيا للاتحاد لانها تحديدا دولة علمانية ذات غالبية مسلمة مؤكدا على ان الاتحاد الاوروبي عرف بمبادئه لا بدينه.