يزور ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني تركيا اليوم الثلاثاء، ويعدها بالنضال من أجل انضمامها للاتحاد الأوروبي، ويصف المعارضين لعضويتها بالتحيز وبمحاولتهم فرض الوصاية على التكتل الأوروبي. وبدأت تركيا عملية بطيئة للانضمام للاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، لكن الاتحاد منقسم على نفسه بشأن منحها عضوية كاملة. وتبنت فرنسا أكثر المواقف رفضا لدخول تركيا الاتحاد. وفي أول زيارة لكاميرون لتركيا منذ توليه رئاسة الحكومة البريطانية في مايو، سيحرص على التأكيد على أن تركيا ستجلب مزيدا من الرخاء والاستقرار السياسي للاتحاد بفضل قدراتها الاقتصادية الكبيرة ونفوذها المتنامي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى المضطربة. وفي مقتطفات من خطاب يلقيه اليوم نشرها مقدما مسئولون بريطانيون، سيقول كاميرون "سأظل أقوى مدافع محتمل عن عضويتكم في الاتحاد الأوروبي، ولاكتسابكم نفوذا أكبر على المائدة العليا للدبلوماسية الأوروبية. هذا شيء أشعر بحماس شديد له. معا أود أن نمهد الطريق من أنقرة إلى بروكسل." ويلقي كاميرون خطابه في اتحاد الغرف التجارية وبورصات السلع في تركيا، وهو اتحاد يتمتع بنفوذ في قطاع الأعمال. ويعقد كاميرون في خطابه مقارنة بين تركيا وبريطانيا التي منعتها فرنسا من قبل من الانضمام إلى الاتحاد قبل أن تدخل النادي في نهاية المطاف عام 1973. وسيقول كاميرون "نعرف شعور من يمنع من دخول النادي. لكننا نعرف أيضا أن هذه الأمور يمكن أن تتغير." وتضع هذه التصريحات رئيس الوزراء البريطاني على مسار صدامي مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تعهد خلال حملته الانتخابية عام 2007 بالوقوف بحزم ضد انضمام تركيا إلى الاتحاد، مشيرا إلى اختلافات ثقافية ومخاوف على الوئام السياسي داخل الكتلة. ويضيف كاميرون "حين أفكر فيما فعلته تركيا للدفاع عن أوروبا كحليف في حلف شمال الأطلنطي وما تفعله تركيا اليوم في أفغانستان إلى جانب حلفائنا الأوروبيين، أشعر بالغضب من إحباط سعيكم إلى عضوية الاتحاد الأوروبي بهذا الشكل". "رأيي واضح. من الخطأ أن نقول أن تركيا بوسعها حراسة المعسكر لكن لا يسمح لها بالجلوس في الخيمة." ويعارض حزب المحافظين لكاميرون بشدة الاندماج السياسي الوثيق داخل الاتحاد الأوروبي ويرى في الاتحاد بالدرجة الأولى سوقا مشتركة يجب أن تكرس للتجارة الحرة. وسيضيف كاميرون أن من يعارض انضمام تركيا للاتحاد هم ثلاث فئات من يفرضون وصايتهم ويرون في القوة الاقتصادية لتركيا خطرا عليهم و"المستقطبون" الذين يرون أن على تركيا أن تختار بين الشرق والغرب والمنحازون الذي يسيئون فهم الإسلام. وسيطالب كاميرون بضم تركيا للاتحاد لأنها تحديدا دولة علمانية ذات غالبية مسلمة مؤكدا على أن الاتحاد الأوروبي يعرف بمبادئه لا بدينه.