الجزائر:انتقد مصطفى بوشاشي، رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، متابعة المرحّلين أو العائدين طوعا من غوانتانامو بتهمة الإرهاب. وفي مقابل ذلك وصف استفادة المحاكمين منهم من البراءة ب''الشيء الإيجابي''، داعيا إلى إبطال التهمة عن البقية.استبعد المحامي مصطفى بوشاشي وجود شروط أمريكية تحمل الحكومة الجزائرية على اعتقال العائدين من غوانتانامو، و التحقيق معهم وإحالتهم على محكمة الجنايات. وقال المحامي الحقوقي المدافع عن بعض المعتقلين سابقا، في اتصال مع ''الخبر'': ''نحن على اتصال وبانتظام مع زملاء أمريكيين يتواصلون هم أيضا بشكل منتظم مع مؤسسات القضاء الأمريكي، ولم يتحدث هؤلاء أبدا عن شروط مسبقة بخصوص كيف تعامل الجزائر المعتقلين عندما يرحّلون أو يعودون طوعا إلى بلدهم''. وأوضح بوشاشي أن غالبية الجزائريين الذين غادروا المعتقل الأمريكي، عددهم 11، تعرّضوا للاعتقال في بلدان أجنبية واقتيدوا إلى المعتقل بناء على تهم لا تستند إلى أدلة ودون محاكمة. وأضاف ''بعد قرار الحكومة الأمريكية غلق السجن وترحيل الذين تعتقد من وجهة نظرها أنهم غير مرتبطين بتنظيم القاعدة، جرى ترحيل مجموعة من الجزائريين دون موافقتهم. وتعرّض المرحّلون للاعتقال بمجرد وصولهم إلى الجزائر وأحيلوا على قاضي التحقيق بمجلس قضاء العاصمة، وفي فترة التحقيق وجّهت لهم تهمة الإرهاب وأحيلوا على محكمة الجنايات بعد وضعهم تحت الرقابة القضائية''. وقد خضع قطاع من المتهمين للمحاكمة وحصلوا على البراءة، بينما استفاد واحد فقط من انتفاء وجه الدعوى بقرار من قاضي التحقيق، بمعنى أن القضاء قدر بأن ما يتضمنه الملف لا يستحق المتابعة. عن ذلك يقول بوشاشي: ''استفادة المرحّلين من البراءة شيء إيجابي في اعتقادنا كرابطة حقوقية تتابع ملف المرحّلين من غوانتانامو، ولكننا نعتقد أن مغادرتهم المعتقل وإبعادهم من الولاياتالمتحدة دليل على براءتهم من تهمة الإرهاب الدولي، وبالتالي ما كان على القضاء الجزائري أن يتابعهم أصلا''. وأضاف ''للأسف هناك تأثيرات داخلية وخارجية على العدالة جعلتها تقوم بطريقة آلية بإحالة المرحّلين على محكمة الجنايات، ولو كان هؤلاء مذنبون لما أفلتوا من المحاكمة في البلد الذي يفترض أنه ضحية الإرهاب الدولي''. وعبّر منسق مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية، دانيال بن يامين، عن ''امتنان'' حكومته للمساعدة التي قدمتها الجزائر في إطار إجراءات غلق السجن، وترحيل المعتقلين الجزائريين. وتحدث في الموضوع أثناء زيارته الجزائر الأسبوع الجاري على خلفية ترحيل إثنين حديثا، أحدهما أثيرت حوله ضجة كبيرة من طرف المنظمات الحقوقية الدولية، يسمى عبد العزيز ناجي. ويعاني أغلب المرحّلين من متاعب صحية ونفسية موروثة عن ظروف الاحتجاز والمعاملة السيئة، ويوجد أحدهم في مستشفى الأمراض العقلية بالبليدة منذ شهور طويلة؛ يدعى سفيان حدرباش. المصدرالخبر:الجزائر: ح. يس 2010-07-30