عاد ملف ما يسمى "بالسلفية الجهادبة"ليتصدر الأحداث والعناويين من جديد بالمغرب ،بعد الاضراب المفتوح عن الطعام الذي خاضه حوالي 54معتقلا بكل من سجني القنيطرة وطنجة،بعدما وعدهم محاوروهم بتحقيق مطالبهم،وان كانت بعض مطالب المضربين تجاوزت ماهو حقوقي الى ماهو أبعد من خلال اطلاق سراحهم ما داموا أبرياء حسب وجهة نظرهم. ولولا تدخل بعض الأطراف في آخر لحظة لحلت الفضيحة لا قدر الله خصوصا وأن معظم المضربين كانوا على استعداد للذهاب بعيدا في هذا الاضراب،وظهر ذالك جليا لما امتنعوا عن شرب الماء طيلة يومين -طبعا اضافة الى الطعام-،مما يطرح معه سؤال المخرج الذي يحفظ ماء وجه الجميع. الآن يبدوا حسب العديد من المراقبين أن الكرة في ملعب الدولة بعدما قدم رموز هذا التيار وطليعته ما يكفي من المبادرات التي تعددت لكنها كلها تصب في خانة الخروج من عنق الزجاجة،وآخر هذه الخطوات النوعية ماقدمه الشيخ أبو حفص "وثيقة أنصفونا"التي وضعت النقط على الحروف ،ووضحت بجلاء مواقف الرجل والتي بالتأكيد يتقاسمها معه معظم المعتقلين،على الأقل في الخطوط الكبرى التي فصلت فيها الوثيقة بشكل كافي كما يرى ذالك بعض المتتبعين،خصوصا وأن المبادرة وجدت لها صدى كبير داخل منتدى الكرامة لحقوق الانسان الذي تتواجد فيه مجموعة من التيارات الاسلامية المعتدلة. الشيخ محمد الفيزازي بدوره قدم مقترحات على هذا المستوى ،واقترح فكرة اعادة المحاكمات ومحاولة ايجاد طريقة للخروج من الأزمة في مرحلة الاستئناف بعيدا عن الثمن السياسي الذي لا ترغب فيه الدولة. العديد من المهتمين بالملف والفاعلين فيه،كجمعية النصير لمساندة المعتقلين الاسلاميين ومنتدى الكرامة لحقوق الانسان اضافة الى بعض الجمعيات الأخرى يؤكدون أن الكرة اليوم هي في نصف ملعب الدولة وعليها أن تقذفها إما قانونيا من خلال اعادة المحاكمات،أوتقذفها سياسيا وهناك مستويات أبرزها العفو وطي الملف بشكل نهائي.خصوصا وأن الملف اذا لم يتم حله سيزيد من تأزيم الوضع السياسي بالمغرب هذا اذا علمنا أن المعادلة الدولية التي تحكمت في الملف تغيرت بوصول ادارة جديدة للبيت الأبيض لها رؤية مغايرة لسابقتها-على الأقل على المستوى الشكلي- من جهة والهزيمة الواضحة للتحالف الدولي ببعض بؤر التوتر وخصوصا في أفغانستان،ولا ننسى أيضا الأزمة الاقتصادية التي أرخت بظلالها ،فضلا عن التنمية التي فشل فيها المغرب،فهل تقدم الدولة على خطوة تعيد اليها بريقها الذي فقدته مع عدد من الملفات؟هذا ما نرجوه.