أخاطبك وأقدم لك الشكر من موقع الخصم لا الصديق ، ومن موقع المناضل ضد خطكم الذي دمر كل ما يمكن انقاذه ولم يبقى إلا الفتات وبعض السماسرة الجدد الذين يتغلفون ببواقي ارث حركة فتح علهم يحافظون على ما تبقى من مصالحهم ولو بأغلفة المقاومة والشرفاء أحيانا. عندما يدب الطاعون في حفنة وفي بوتقة فلابد أن هذا الطاعون سينال الكل،إلا من تغلف بأدوات الحماية مسبقا ومن كان له المقدرة على كشف هذا الوباء منذ السنوات الأولى لانطلاقة هذه الحركة. لقد أوضحتم برجولة عن خطكم وأعربتم في مواقفكم عن جاهزيتكم لدفع الثمن نتيجة مواقفكم وبرنامجكم،لم يعد شيء تحت الستار،كل شيء مكشوف،وقبل أن تكشفوا أدوات الغير أنتم قد كشفتموه. قلتم: لا للكفاح المسلح . لا لحركة تحرر تستخدم البندقية كوسيلة لتحقيق أهدافها اعترفتم أنكم أنتم أصحاب فكرة أوسلو والموقعين عليها تحديتم التجربة الفلسطينية المناضلة وتحديتم ارث الشهداء لتنخرطوا في برنامج التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني متمسكين بما يسمى خارطة الطريق في بنودها الأولى،بصرف النظر عن التزام إسرائيل بها. أصدرتم عدة قرارات نالت وطالت الكثير من الكوادر كخطوة متقدمة لافساح المجال لمشروعكم. عملتم ضمن طاقم مبرمج لإنهاء حركة فتح منهم من كان بالداخل ومنهم من كان بالخارج مثل أبو ماهر غنيم. مازلتم مصرين وبقناعتكم أن تكملوا مشوار حل القضية الفلسطينية ولو على حساب ثلاثة أرباع الشعب الفلسطيني. لا أريد أن أتهمك بمنظمة التحرير،فمن سبقك قد حلل منظمة التحرير لصالح السلطة التي أنت موقع على وجودها بموجب اتفاق أوسلو. ولذلك أقول لك انني أحترمك من موقع الخصم ولن أتوانى في معركتي مع تيارك في أن أستخدم كل الوسائل لمجابهة برنامجك الذي يدمر قضيتنا ويدمر شعبنا،ومن موقع الند إلى الند. أما الآخرون فهم سماسرة جدد تعلموا في روضة السمسرة التي كان روادها معروفين،منهم من يتمسك بالعمل الإعلامي والمانشيتات الإعلامية للحفاظ على موقعه من خلال الفضائيات،وبعض الحفنة أصحاب المقاولات والأعمال الخاصة والمستفيدين،لا حراك لهم إلا الاستنكار وهم المسئولين بالدرجة الثانية بعد أبوعمار عن برنامج التهاوي الذي أصيبتبه حركة فتح من منتصف السبعينات إلى مرحلة التمهيد لانعقاد ما يسمى بالمؤتمر السادس لحركة فتح،كان بالأجدر بهؤلاء التاريخيون أن يهتموا بقضية اللاجئين وأن يقيموا مع شعوبهم لا في فنادق الخمسة نجوم،كان بامكانهم أن يعيشوا ليتحسسوا مشاكل شعبهم لو كانوا في محل القيادة وعلى قدر لها،فالقائد دائما يعيش وسط شعبه في مخيم اليرموك أو عين الحلوة. القضية الفلسطينية والمشكل الذي تتعرض له حركة فتح يتجاوز قضية التنظير ومقابلة صحفية هنا ومقابلة صحفية هناك،وما هو على جدول الأعمال للمناضلين أهم بكثير من الأنشطة التي يمارسها هؤلاء الذين يسمون أنفسهم تاريخيون. ترميم حركة فتح يحتاج إلى كادر طليعي وليس كادر كان يعيش تحت مظلة أبو عمار،ترميم حركة فتح يحتاج إلى قائد له قدرة على اتخاذ القرار،ترميم حركة فتح يحتاج إلى قائد يشعر ويتحسس آلام الكوادر،لا أن يعيش في برجه العاجي ليصنع حواله جوكة شبيهة بالفلاشا تتغنى به وبتاريخه الفارغ. هذا هو القائد الذي يمكن أن يرمم حركة فتح وأن يقنع كادرها،وبالتالي هذا هو القائد الذي يلملم حركة فتح ويخرجها من محنتها ومطباتها،وهو القائد الذي يحسن من ظروف المعادلة أمام السيد عباس ونزواته السياسية والأمنية التي هي بالتأكيد خارج مصلحة الشعب الفلسطيني،كما هو موقع من يريد أن تنصبه كوادر حركة فتح المظلومة كقائد للحفاظ على ارثه وتاريخه الذي اكتسبه من رجل قوي مثل أبو عمار. القصة وما فيها طويلة جدا وتفاصيلها كثيرة ويمكن أن يؤشر اصبع السبابة للإتهام بالتدمير،فإذا كان عباس قد دمر خلال خمس سنوات أو ست سنوات أو عشر سنوات،فهناك من دمروا بلغة الفئوية والإقليمية والعشائرية مستفيدين من الدعم الإقليمي عندما كانت منظمة التحرير عروس الكل يزفها ولذلك السبابة ستؤشر دائما للذين أضروا حركة فتح أكثر من عباس،فعباس قبل ثلاث عقود أو عقدين لم يكن في قيادة الصف الأول ولا الثاني في حركة فتح ولم يكن مقر ببرنامجها إلا بعدما تعرضت حركة فتح لسلسلة تصفيات ذهبت بالشرفاء وأبقت من لا قرار لهم،وليتبوأ عباس رئاسة فتح وليعيش الآخر في أمجاد الماضي وهو نسي أن جثة أبو عمار اختفت تحت التراب بفعل السم الذي دبره الجميع،ولا أستثني أحدا.