بيروت:ترأس رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري اجتماعاً لكتلة «المستقبل» النيابية امس، في «بيت الوسط» وجرى عرض لآخر التطورات السياسية والمستجدات الراهنة. والتقى الحريري السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي في حضور المستشار محمد شطح، وعرض معه التطورات والعلاقات الثنائية. وكان الحريري توقف خلال افطار اقامه غروب اول من امس على شرف عائلات وفاعليات بيروتية، عند «طاولة الحوار التي عقدت جلسة لها قبل الظهر» وقال: «النتيجة الاساسية لهذا الحوار هي ان القيادات السياسية تلتقي تحت سقف رئاسة الجمهورية، والناس تتحاور بهدوء وروية، وهذا ما نقوله منذ البداية. فكل الامور يمكن ان تحل من خلال الكلمة الطيبة والهدوء اللذين يشكلان اساساً لأي حوار في البلد. لقد كان الحوار الوطني ناجحاً اليوم برأيي وساده الكثير من الهدوء بخاصة بعد المرحلة التي شهدنا خلالها بعض التوترات». وتوقف عند «قضية اغتيال الرئيس السابق للحكومة الشهيد رفيق الحريري»، وقال: «هي قضية كل لبنان وقضية وطنية انتفض من اجلها الشعب اللبناني الذي قال بعد الاستشهاد ان كل ما يريده هو الحقيقة ولا اكثر. الحقيقة والعدالة هما كل ما نريده. من هذا المنطلق فإن هذه القضية بالنسبة الينا هي قضية مركزية، ونطالب بالحقيقة ولا نريد لا التسييس ولا اللف والدوران، كل ما نريده هو الحقيقة والعدالة وهذان امران سنتمسك بهما، بكل هدوء وروية». واعتبر الحريري ان البلد «يواجه تحديات عديدة، وأبرزها المشكل الكبير الذي حصل في الجنوب والذي كاد يؤدي الى اندلاع حرب مع اسرائيل، بسبب الغطرسة الاسرائيلية والاعتداء على السيادة اللبنانية، في حين يصر لبنان على احترام وتطبيق القرار 1701». وتحدث عن تحقيق «انجاز يتعلق بالحقوق الانسانية للفلسطينيين التي اختلفنا في شأنها حوالى الستين سنة، واستطاع مجلسا الوزراء والنواب وكل القوى السياسية ان تستجمع قواها وتحتكم الى المنطق وتنظر الى مصلحة البلد، واقرينا قانوناً يمنح اخواننا الفلسطينيين حقوقاً انسانية. فما كان من اسرائيل، وعلى لسان احد مسؤوليها الا ان سارعت بتهنئة الحكومة اللبنانية على هذه الخطوة التي اعتبرتها خطوة باتجاه التوطين». واكد «ان الفلسطينيين سيعودون الى وطنهم فلسطين، ضمن حق العودة بإذن الله، فما تقوم به اسرائيل يؤكد ارادتها زرع الفتنة بين اللبنانيين. ان اعداءنا كثر وقوتنا بوحدتنا ولا يظنن احد غير ذلك. فلا احد في لبنان باستطاعته ان يتغلب على الآخر، لذلك نحن ننادي دائماً بالوحدة الوطنية ولهذا السبب ايضاً لن يصدر من هذا البيت سوى الكلمة الطيبة والدعوة الى الحوار والوحدة الوطنية». وتطرق الحريري الى مشكلة الكهرباء في لبنان معتبراً ان الحل يكون ب «شراكة بين القطاعين العام والخاص. نحن كحكومة اقرينا هذا الامر ونتمنى على المجلس النيابي ان يقر الموازنة بأسرع وقت ممكن». وكان الحريري اكد امام المكتب السياسي ل «تيار المستقبل» الحرص على «الاستقرار الداخلي ورفض تعريض السلم الأهلي لأي اهتزاز، منوهاً بالدور الذي لعبته القمة الثلاثية في بعبدا في حضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الأسد، إلى جانب الرئيس ميشال سليمان». وأشاد «بالوقفة البطولية للجيش اللبناني في العديسة حين تصدى لقوات العدو الاسرائيلي إذ حاولت خرق موجبات القرار 1701، والتعدي على السيادة اللبنانية». وعلق الحريري «أهمية كبرى على دعوة الرئيس سليمان إلى دعم شعبي لتسليح الجيش اللبناني، وهو العماد في الاستراتيجية الدفاعية الوطنية المأمولة»، وشدد على «أهمية دور هيئة الحوار الوطني في البحث عن التوافق اللبناني على القضايا الرئيسية، التي لم يتبق منها سوى الاستراتيجية الدفاعية المطروحة على النقاش راهناً». وانتهى الاجتماع الذي تخللته مداخلات لأعضاء المكتب السياسي، إلى تبني ما عرضه وما قدمه الجميع في النقاش، إضافة إلى ما تناول موضوع المحكمة الدولية من وجهات نظر «تلاقت عند تأكيد توفير كل مقومات العمل للمحكمة باعتبارها الإطار القادر على الوصول إلى الحقيقة وتحقيق العدالة، وكذلك اعتبار التحرك في اتجاه النيابة العامة التمييزية، وإيداعها القرائن والمعطيات الجديدة المتعلقة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، خطوة في الاتجاه الصحيح الذي نراهن عليه، لا سيما ان هذه المعطيات أودعت مكتب المدعي العام الدولي وأصبحت في عهدة الجهة الرئيسية والوحيدة المعنية بملف التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد وسائر الجرائم».