إرهاب يقتل في الجزائر والكل يتكلم!:عبد الله الرافعي جريمة أخري. عودة قوية للإرهاب، هذا هو الانطباع العام الذي لايختلف فيه اثنان حول العملتين الإرهابيتين اللتين ضربتا قلب العاصمة. ومرة أخري يتكرس أن قاعدة الإرهاب في بلاد المغرب أضحي أسلوبها لا يخرج عن الغيلة بإستخدام البشر الملغمين تارة أو السيارات الملغمة تارة أخري هذا من جهة، ومن جهة أخري فالظاهر أن العمليات المنفذة في أماكن حيوية علي غرار عمليتي الثلاثاء 11 كانون الاول (ديسمبر) المستهدفتين لمقر المفوضية العليا للاجئين والمحكمة العليا والمجلس الدستوري تضع المصالح الأمنية في دائرة محرجة لأن ما حدث يثبت أنها إما دخلت فترة استرخاء كان المفروض تفاديها أو أنها لم تستوعب النسق الإجرامي الجديد وتوقيتاته ووتيرته وإستراتيجيته وفلسفته، وهذه الأمور كلها تندرج في بوتقة هي من أهم العقائد التكتيكية والفلسفية في عرف الأجهزة الأمنية، بحيث إن هذه الأجهزة لن تحقق أي هدف علي خصومها ما لم تغص موغلة في فكر وتصورات العدو من باب اعرف خصمك ومسألة اعرف خصمك هي المسألة التي وجب إعادة النظر فيها فمن غير المعقول أن يظل كل دور وزارة الداخلية مجرد تقارير يتلوها الوزير زرهوني أمام الكاميرا عن عدد القتلي والجرحي في صورة لا تختلف كثيرا عن إعلانه عند كل مناسبة انتخابية عن النتائج، فالمتابع لخرجات وزير الداخلية عند كل بلوي لا يجد فرقا كبيرا بين عدد المقاعد المحصل عليها من قبل الحزب الفلاني او العلاني وبين عدد القتلي، الذين حصدت أرواحهم الآلة الإرهابية علي حين غيلة، وما يجعلنا نذهب هذا المذهب وننحي هذا المنحي في كلامنا، هو أننا سمعنا زرهوني منذ مدة يقول أن هناك سبعة أماكن حساسة ورمزية وذات دلالات سياسية وسلطوية هي مشاريع عمليات إرهابية حسب ما استقته مصالحه من بعض الإرهابيين التائبين، فكأن معاليه كان علي دراية بالمرض ولكنه لم يفعل ما من شأنه الحؤول دون النتائج التي تلاها علي مسامعنا بعيد وقوع الفأس في الرأس. أما في مقابل كل هذا فإن ما لا يقبل بحال هي تلك التصريحات والتحاليل التي أمطرنا بها البعض علي أكثر من منبر إعلامي فضائي والتي انقسم أصحابها فريقين أحدهما ربط الجريمة بالرافضين للعهدة الثالثة والثاني ربطها برافضي زيارة ساركوزي من دون اعتذار وكلاهما جانب الصواب، لأن هؤلاء الإرهابيين لا يعنيهم أن يحكم الرئيس الحالي أو غيره عهدة أو عهدتين وهم لا يريدون إلا مد عهد غير منته لجرائمهم في حين أن الفريق الثاني أوجدوا رباطا لا أعلم من أين لهم به يجعل الرافضين لزيارة ساركوزي وعدم إقراره بالاعتراف التاريخي في نفس خانة الإرهابيين وهم بذلك يساوون بين الوطنيين النزهاء والإرهابيين القتلة وهذا لا يكون بحال من الاحوال فيجعلون المسلمون كالمجرمين. ما لهم كيف يحكمون؟