نبتعد عنها في صمت.. في كل عام نجد أنفسنا أبعد فابعد.. أسوارها تزداد ارتفاعاً وشموخاً ويتقزم المعتدي أمام كبريائها.. ونحن كما في كل مرة نرضى بحالنا ونلعن المحتل والاحتلال في سرنا ونصمت. ربما اقترب النسيان وابتعد الأمل باللقاء. فوق 50 فوق 30 لماذا نلعن الاحتلال!! فرغم الجدار والهدم والتهويد والتهجير والمصادرة والحفريات والتجريف.. إلا أنه وبكل " شجاعة " يسمح للفلسطينيين من أهل الضفة الغربية بالدخول إلى مدينة القدس في جُمَعِ رمضان كلها لأداء صلاة الجمعة والتراويح في المسجد الأقصى المبارك، وإن حدد العمر بخمسين عاما للرجال وثلاثين للنساء فإن ذلك يدخل ضمن " التسهيلات " التي أعلنت عنها " بلدية الاحتلال " للمسلمين في رمضان. تسهيلات يدخل في إطار التسهيلات الممنوحة للمصلين من كبار السن القاصدين مدينة القدس من الفلسطينيين: * الاضطرار للخروج من البيت باكرا أي بعيد صلاة الفجر مباشرة، والسبب؛ الوصول إلى المسجد الأقصى قبيل صلاة الجمعة ببعض الوقت. * من أبرز التسهيلات الممنوحة أيضا: تجميع المصلين على حاجز قلنديا العسكري الذي يفصل القدس عن مدينة رام الله وهو الطريق الوحيد لسكان الضفة الذي يربط أهل الضفة بالقدس، وذلك بهدف التفتيش وفحص التصاريح التي بحوزتهم، ويتم ذلك على خمسة مراحل أي أن التصريح يتم فحصه من قبل خمسة جنود على الأقل. * على بوابات السور تتمركز وحدات من الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود والهدف من وجودها هو توقيف الداخلين من الرجال الذين تشتبه بأنهم دون السن المسموح له وفحص هوياتهم وتفتيشهم. وما كل نفس حين تلقى حبيبها تسر !! لا شك أن القدس تسر بزوارها في كل جمعة من جمع رمضان، تقضي أيام السنة وأشهرها تنتظر تلك اللقاءات الرمضانية القليلة لتحتضن بعض أبنائها، إلا أن القدس تحزن حين ترى شبابها يمنعون من الدخول حتى الفتيات دون الثلاثين عاما يمنعن من الدخول، ولكنها تنتشي فرحا حين تصلها جموع أبنائها في مسيرة البيارق التي تأتيها من كل الداخل الفلسطيني المحتل، شبابا وفتيات وشيوخاً وأشبالاً وأطفالاً وحجات كلهم يتلهفون لخدمة الأقصى وزواره يوفرون وجبات الإفطار ويحرصون على إظهار المسجد الأقصى وساحاته في أبهى صوره. وفي هذا العام يبدو المسجد الأقصى حزينا أكثر فشيخ الأقصى وقائد مسيرة البيارق الشيخ رائد صلاح تغيبة سجون المحتل الغاصب، إلا أن هذا لم يفت من عضد أبائه وإخوانه من المضي على ذات الدرب وحمل البيرق للأقصى، فنرى لسان حال المسجد الأقصى يقول: يخادعني العدو فلا أبالي وأبكي حين يخدعني الصديق 28/08/2010 الجزيرة توك