سراييفو:تمتاز البوسنة والهرسك بمساجدها العريقة القديمة ذات الطابع العثماني والتي جرى تجهيزها بشكل خاص خلال شهر رمضان المبارك لتستقبل المصلين الذين يفضلون ارتياد تلك المساجد العتيقة.ويشكل مسجد (خسرو بيك) في وسط الحي القديم في سراييفو أكبر وأجمل تلك المعالم ويعتبر الاكبر والاقدم والاكثر جذبا للمصلين قاطبة حيث تمتليء ساحات المسجد بالمصلين خلال هذا الشهر الفضيل خصوصا في صلوات المغرب والعشاء وبشكل مميز صلوات التراويح التي تكتسب اهتماما خاصا لدى المسلمين البوسنيين. ويقول عميد كلية العلوم الاسلامية الدكتور عصمت بوشاتليش لوكالة الانباء الكويتية (كونا) هنا ان هناك خمسة مساجد في العاصمة البوسنية يرجع تاريخ بناؤها الى القرن ال17 الميلادي بينما هناك عشرة مساجد أخرى شامخة في المدينه شيدت ما بين القرنين ال8 و19 الميلادي.ويوضح بوشاتليش ان العدوان الصربي كان يركز على تدمير المساجد والتكايا العريقة بغرض طمس التاريخ العريق للاسلام في المنطقه لكن البوسنيين كانوا يركزون على ترميم تلك المساجد العتيقة قبل غيرها للمحافظة على تلك الهوية الروحية والوطنية الكبرى. وأكد انه جرى ترميم جميع تلك المساجد تقريبا بينما يجري بناء مساجد جديدة أخرى في مناطق لم تكن فيها اساسا مساجد او مسلمين قبل الحرب.وقال بوشاتليش ان البوسنيين يحتاجون اليوم الى بناء المدارس وتقديم المنح الدراسية للطلبة اكثر من حاجتهم لاي امر او منشأة اخرى معتبرا ان الاسلام قوي ما دام المسلمون اقوياء وصامدين وعاملين. ولفت الى وجود مساجد عتيقة تفتح ابوابها الان في البوسنة والهرسك تعتبر الاقدم في اوروبا وربما خارجها موضحا ان عملية ترميم تلك المساجد بعد الحرب جاءت بطريقة تعيد لتلك المعالم والتحف المعمارية شكلها الاصلي في ظل وجود كوادر هندسية مدربة على عمليات الترميم المميز.ويرى الدكتور عصمت ان تزيين المساجد في شهر رمضان خاصة واقامة موائد الافطار في ساحاتها وحلقات الذكر والدعاء داخلها أعاد الوجه المشرق للاسلام في البوسنة والذي لم تشهد له البلاد مثيلا في المئة عام الاخيرة مطمئنا الى ان الاسلام والمسلمين في البوسنة والهرسك بخير وان تمسكهم بدينهم لا مثيل له. وأضاف ان حركة الاتصال والترابط بين البوسنيين وأشقائهم في العالم الاسلامي سواء من خلال المؤسسات الرسمية او الشعبية او حتى الافراد هي في تزايد وحركة نشيطة وأن القيود المختلفة بدأت تزول شيئا فشيئا بين البوسنة والدول العربية والاسلامية الصديقة والشقيقة.