القاهرة:ظهرت الخميس عبر شريط فيديو زوجة راهب دير مواس كاميليا شحاتة لكن ظهورها لم يسفر إلا عن مزيد من الغموض والارتباك ووفقاً لتصريحات خاصة ل'القدس العربي' نقلاً عن هاني عزيز المستشار الخاص للبابا شنودة الثالث وعضو الأمانة العامة للحزب الحاكم فإن نجل شقيق البابا الكاهن بطرس جيد كاهن كنيسة العذراء بحي الزيتون شمال القاهرة هو الذي قام بتصوير الشريط الذي ظهرت فيه المرأة التي تحولت لأشهر إمرأة في مصر. وقد فوجئ المصريون أمس بالشريط الذي تظهر خلاله كاميليا شحاتة زوجة كاهن دير مواس لتؤكد أنها باقية على ديانتها دون تغيير، وتظهر في الفيديو وخلفها صورة السيد المسيح، وتتحدث لمدة 11 دقيقة، وتروي قصتها بالتفصيل وحرصت على أن تقوم برسم علامة التثليث كناية عن تشبثها بالمسيحية. ونفت كاميليا أنها قد تعرضت لأي نوع من الضغوط أو التعذيب من جانب الكنيسة، فالكنيسة - حسبما قالت - تحمل لواء التسامح والعفو والمحبة، ومن المستحيل أن تتعامل مع أبنائها وفق منهج التعذيب كما أكدت تمسكها بحياتها الأسرية والاجتماعية مع زوجها القس تادروس سمعان وابنها أنطون وأشارت إلى أنها لن تتخلى عن الأسرة. وفي أول رد على الشريط نفت الكنيسة المصرية أي علاقة لها به وشدد الأنبا مرقص على أن الكاتدرائية موقفها ثابت ولن تهتز إزاء أي ضغوط تمارس عليها من أي جهة. بينما قال سلفيون ونشطاء يهتمون بالقضية إن الشريط مفبرك وان المرأة التي تقمصت شخصية زوجة الراهب كومبارس وقد أراد الذين قاموا بتصوير الشريط تبديد الغضب المتنامي بين الرأي العام. وحذرت الكنيسة من تكرار تلك المظاهرات واثرها السلبي على الوحدة الوطنية، معتبرة في الوقت نفسه أن البابا شنودة، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خط أحمر لا يجوز الاقتراب منه. وقد رفض كبار رجال الكنيسة الأرثوذكسية التعليق على تكرار المظاهرات المطالبة بظهور كاميليا، وأكد مرقص أن الكنيسة 'لن ترضخ لمطالب ظهور كاميليا في وسائل الإعلام'. واعتبر قضية كاميليا 'شأناً كنسياً خالصاً'، وحذر من خطورة 'العبث بأمن الوطن'، مؤكداً أن البابا شنودة والكاتدرائية 'خط أحمر لا يمكن المساس به'. وهو ما أكد عليه عدد من القساوسة. وقد عمت حالة من الفرح في الشارع القبطي فور ظهور كاميليا وقال أحد مستشاري البابا: إننا نهدي ذلك الشريط للأخوة المتظاهرين من المسلمين بمناسبة عيد الفطر وفي تصريحات خاصة ل'القدس العربي' أشار الداعية أبو يحيى بطل قضية كاميليا والذي كان قد استقبلها وتوجه بها نحو الأزهر لتشهر إسلامها قبل أن يختطفها أشخاص تابعون للأجهزة الأمنية وفق شهادته قال (إن الشريط الذي جرى تداوله مفبرك ولا يمثل الحقيقة وشدد على أن المرأة التي ظهرت فيه ليست كاميليا وقد عرفت ذلك منذ الوهلة الأولى). وأشار أبو يحيى الذي اعتقل فور إعلانه إسلام كاميليا ثم أفرج عنه لاحقاً إن رجال الكنيسة يعيشون مأزقاً ولا يعرفون كيف يتصرفون بسبب تنامي الغضب في اوساط الرأي العام المطالب بفتح ملف المتحولات للإسلام اللواتي تم تسليمهن للكنيسة وعلى رأسهن كاميليا ووفاء قسطنطين. ومن المقرر أن تنطلق اليوم مظاهرة ضخمة أمام مسجد مصطفى محمود بعد صلاة العيد ينظمها حقوقيون وناشطون وسلفيون يطالبون الكنيسة بالإفراج عن كاميليا وكان مصدر كنسي مقرب من البابا شنودة، أكد في وقت سابق أنه لن يسمح لكاميليا شحاتة، بالظهور العلني مجددا حتى لو حدثت مظاهرة كل يوم، لأنه لن يرضخ لضغوط أحد'. كما رفض أساقفة المجمع المقدس التعليق على ما نشرته عدة مواقع إلكترونية مؤخراً حول إسلام كاميليا شحاتة، وارتدائها النقاب، فضلاً عن حفظها بعض أجزاء القرآن الكريم بعد إشهار إسلامها. واعتبروا أن هذا 'شأن عائلي لا يستحق كل هذه الضجة، وأكد مصدر بالمجمع المقدس أن البابا شنودة قرر بشكل نهائي منع ظهور كاميليا في الإعلام لأجل غير مسمى، كما تم إرجاء إيداعها أحد الأديرة مؤقتاً، على أن تستقر في أحد دور الخدمة بعين شمس فترة من الزمن. كانت عدة مظاهرات اندلعت في القاهرة وعدد من المحافظات، تطالب بظهور كاميليا حية أو ميتة، فقد نظم نحو 500 من النشطاء المتضامنين مع كاميليا شحاتة، وقفة احتجاجية، مساء أمس الأول، عقب صلاة التراويح في الليلة الختامية بمسجد عمرو بن العاص . وشدد هؤلاء على ضرورة تحرير كاميليا. وحاصرت عشرات السيارات التابعة للأمن المركزي المسجد، وحاولت قوات الأمن منع المصلين من المشاركة في المظاهرة، وفرضت طوقاً أمنياً حولها لمنع انضمام الأعداد الغفيرة من المصلين في ليلة 27 رمضان. وأعلن النشطاء خلال المظاهرة اعتزامهم تنظيم مظاهرة رابعة عقب صلاة عيد الفطر بمسجد مصطفى محمود، الجمعة المقبل، مهددين بالدعوة إلى 'مظاهرة مليونية فى ميدان العباسية لمحاصرة مقر البابا شنودة بالكاتدرائية'، إذا استمرت الكنيسة في 'تعنتها ورفضها إظهار كاميليا'. وطالب المتظاهرون البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، ب'الإفراج' عن كاميليا وإظهارها لتعلن بنفسها ما إذا كانت مسلمة أم لا. - 'القدس العربي' من حسام ابوطالب
