"مش عايزين فتنة.... الوحدة الوطنية أهم ... مصر أهم من كامليا شحاتة ووفاء قسطنطين وألف غيرهم.... مش ناقصين مشاكل" تعليقات عدد كبير من القيادات السياسية والتنفيذية والنخب الفكرية والدينية والكيانات الوطنية على اختفاء المواطنة المصرية كامليا شحاتة ، وهي تعليقات غير قانونية ولا حقوقية، تعبر عن طبيعة مرحلة وثقافة نظام انعكس على شعب عريق وله رصيد مثل الشعب المصري المتدين بفطرته منذ فجر التاريخ حين عاش تحكمه قيم الترابط المجتمعي ذات المرجعية الدينية فكانت قيم التسامح والعدل والحرية والمساواة هي ركائز ومقومات التعامل والعلاقات ، ولكن عندما تغولت القيم المادية والمصالح الشخصية والحسابات السياسية غير الأخلاقية كانت الممارسات الشاذة على مستوى الفكر والسياسة والاقتصاد والعلاقات الاجتماعية وتم استدعاء فزاعة الشقاق بين بعض المسلمين والمسيحيين - المسمى سياسياً بالفتنة الطائفية - وكانت مصالح بل حياة المواطنين هي الثمن. قواعد ومنطلقات ** اختزال وحدة الوطن في طبيعة العلاقة بين بعض المسلمين والمسيحيين هو نوع من خلط الأوراق المتعمد والمغالطات المقصودة بهدف إرباك المناخ العام الذي يسوده الإرهاب الفكري والابتزاز السياسي المتبادل ** التعاطي الساذج مع هذه الأحداث باللقاءات الودية والصور التذكارية والأحضان الدافئة شكلاً الباردة مضموناً لن يخفف الاحتقان بقدر ما يزيد الرصيد السلبي بسبب كثرة اللقاءات وانعدام النتائج ** الصمت وغياب الشفافية بل واستدعاء معلومات مغايرة يزيد من المنطقة الرمادية بين الجانبين وهو مناخ خصب للشائعات والهواجس والمخاطر وفي الأخير إهدار حقوق الإنسان وفي مقدمتها الحق في الاعتقاد والحياة ** غض الطرف عن ظواهر التفكك والفشل الاجتماعي وعمليات البلطجة وانهيار الأمن وارتفاع معدلات الجريمة وغياب سيادة القانون وتزوير إرادة الشعب هو المهدد الحقيقي للوحدة الوطنية ** صمت النخب الفكرية والسياسية و بعض الكيانات الوطنية لاعتبارات شخصية وداخلية يزيد من حجم المشكلات ويشكك في مصداقية الكيانات ** تفويض الأجهزة الأمنية لإدارة هذا النوع من الملفات بعيداً عن أصحاب الاختصاص من رجالات الفكر والسياسة والاجتماع والدين سلاح متعدد الحدود منها المزيد من تغول الجهاز الأمني وتهميش المؤسسات المعنية فضلاً عن التوظيف السياسي لصالح فصيل ضد فصيل ما يهدد الوحدة الوطنية ** عدم الانحياز وسيادة القانون وفرض سلطة الدولة بعيداً عن سلطة الأشخاص و الهيئات والأجهزة يمثل مخرجاً آمناً لهذا النوع من الأزمات خلاصة المسألة .... الوحدة الوطنية مفهوم شامل ، وهي مسئولية كل المصريين ومن أولوياتها حماية وحراسة الإنسان المصري ، حياته ومعتقده وممتلكاته .... وليس العكس .... حفظك الله يا مصر .... محمد السروجي مدير المركز المصري للدراسات والتنمية