يصرُّ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح السيد محمد دحلان: أن الهدف من استئناف المفاوضات هو "نقل الأزمة إلى ساحة ""نتان ياهو"، وهذا هو الهدف من العملية، وأن "نتان ياهو" خسر في المعركة، وهو في مواجهة مع المجتمع الدولي". قد يفهم من تصريح السيد دحلان أن الذي بيننا وبين الكيان الصهيوني مجرد خلاف مع قيادات إسرائيلية، يمكن التغلب عليه إذا تم استبدال القيادة الراهنة. وهنا سأفترض: أن "نتانياهو" أصيب بالمرض، وأدخل المستشفى في حالة شلل كامل، فهل ستنتهي الحرب مع الكيان الصهيوني؟ وهب أن "نتانياهو" قد غار سياسياً، وجاءت حكومة بزعامة حزب "كاديما"، على أحسن تقدير! فهل معنى ذلك نهاية الصراع، والتوصل إلى اتفاق؟ وإن كان كذلك، فلماذا لم يتم التوصل لاتفاق بعد عشرات اللقاءات والنقاشات، والمفاوضات على مدار سنوات مع زعيم حزب "كاديما" السابق "إيهود أولمرت؟ قبل عدد من السنين قال بعض السياسيين الفلسطينيين: إن حربنا مع المتطرف "أرئيل شارون"، ولو غار هذا الشخص إلى أسفل سافلين، سنحقق النصر، وتقوم دولة فلسطين! واستجاب الله للدعاء، وجاء "إيهود أولمرت" الذي باعنا الكلام، فأين ذهب السلام؟ وقبل عشرات السنين قال بعض الساسة الفلسطينيين إن حربنا مع "شامير"، وغار الرجل وظلت السياسة الإسرائيلية، وقبل ذلك صب البعض غضبهم على شخص "مناحم بيجن" وقبل ذلك حاربنا شخص "ديفيد بن غريون" ومساعده "شمعون بيرس"، فماذا كانت النتائج؟ أجزم أن حربنا المقدسة لا علاقة لها بالأشخاص، وأجزم أن نهاية "نتانياهو" السياسية، أو هزيمته الشخصية في انتخابات برلمانية إسرائيلية قادمة لن تعيد للفلسطينيين بعض حقوقهم، ولن توقف التوسع الاستيطاني، ولن تقيم دولة فلسطينية، ولن توقف تهويد القدس، وستخرج علينا أحزاب إسرائيلية جديدة، وشخصيات جديدة، ولكنها تسير على الخط ذاته، تطبق نفس البرنامج السياسي المستوحى من عقيدة يهودية مدونة في كتابهم "التناخ"، عقيدة تصفية العدو وسحقه تحت الأقدام، عقيدة سار عليها من قبل "يوشع" في أريحا، و"شمشون" في عسقلان، و"شاؤول" في بيشان، و"ديفيد" في جت وصقلغ، هؤلاء القادة اليهود التاريخيون هم أساتذة القادة الإسرائيليين الحاليين بدءاً من تسفي لفني، وأهود براك وحتى فيجلن ويعلون وليبرمان. إن أسوأ ما في المفاوضات هو خسران الزمن، الزمن الفلسطيني الذي كان يمكن أن يغير المعادلة على الأرض، ويجني ثمار الانتصار! والدليل على ذلك ما ستقبضه دولة الكيان الصهيوني، مقابل موافقة "نتان ياهو" على تجميد جزئي للاستيطان لمدة شهرين فقط!. فمتى نلتقي على فهم مشترك لعدو واضح جليّ مشترك، لندرك أن ما بيننا وبين من اغتصب أرضنا ليس نزاعاً محدود المكان، ولا هو خلاف محكوم بزمان، إن ما بيننا وبينهم هو صراع تأصل حتى لامس النخاع؟.