مدريد:توفي الداعية الاسلامي الاسباني منصور إيسكوديرو وهو أحد رواد وناشري الإسلام في اسبانيا خلال الثلاثين سنة الأخيرة.وتوفي منصور إيسكوديرو بسكتة قلبية عن سن يناهز 63 سنة الأحد الماضي عندما كان يؤدي صلاة الفجر في منزله بضواحي قرطبة وجرت مراسيم دفنه مساء الاثنين في المدينة الأندلسية نفسها بحضور مختلف ممثلي الجماعات الإسلامية ومسؤولين إسبان. وتأتي وفاته لتترك غيابا ملحوظا ليس فقط في الحقل الإسلامي بل في المشهد الديني في اسبانيا بحكم أنه كان من دعاة الحوار بين الأديان، ويكفي أنه يوم وفاته شارك في مؤتمر حول حرية الأديان في كاسيتا ليون شمال اسبانيا. وولد منصور واسمه الحقيقي فرانسيسكو سنة 1947 في إقليم مالقة وتلقى تعليمه في مدرسة دينية مسيحية وحصل على الإجازة في الطب من جامعة كومبلوتونسي في مدريد سنة 1973 والتحق لاحقا بالحزب الشيوعي الإسباني. واعتنق الإسلام سنة 1979 وأصبح اسمه منصور، وأسس أولى التجمعات الإسلامية في اسبانيا قبل مجيء المهاجرين المسلمين إلى هذا البلد الأوروبي، وبهذا أصبح من رواد الانبعاث الإسلامي خاصة الأندلس منذ طرد المسلمين من هذه الأراضي. ترأس فيدرالية الهيئات الإسلامية في اسبانيا (فيري) ولاحقا (اللجنة الإسلامية) وكان أحد موقعي أول اتفاقية بين المسلمين والحكومة الإسبانية سنة 1992 التي أرست أرضية العمل الإسلامي سواء فيما يتعلق ببناء المساجد وتعليم اللغة العربية أو تلقين دروس الدين في المدارس التي يوجد فيها أبناء الجالية الإسلامية. واشتهر منصور بطلبه الشهير الذي حظي بتأييد كبير في العالم الإسلامي ويتجلى في ضرورة اقتسام المسيحيين مع المسلمين الصلاة في جامع قرطبة، الأمر الذي كان يرفضه الفاتيكان بشدة. ويحتل أوسكوديرو فصلا خاصا في تاريخ الإسلام في أوروبا خلال القرن العشرين. فقبل مجيء المهاجرين العرب والمسلمين في إطار الهجرة إلى اسبانيا، استطاع رفقة مجموعة من المسلمين الإسبان إحياء الإسلام في منطقة كانت لديها حساسية خاصة من هذه الديانة بحكم التاريخ الشائك، أي اسبانيا وبالضبط الأندلس. وكان إيسكوديرو يؤدي صلاة بعض الأعياد الدينية الإسلامية في باحة جامع قرطبة. كما اشتهر بدفاعه المستميت عن حقوق الموريسكيين ومطالبة الدولة الإسبانية بالاعتذار لهم. 'القدس العربي'