التعادل يحسم قمة الكاميرون وكوت ديفوار بأمم أفريقيا    مشروع قانون يميني متطرف لحظر الأذان داخل الأراضي المحتلة عام 1948    جنوب إسبانيا: أمطار غزيرة تتسبّب بفيضانات في محيط مالقة    المنطقة السياحية طبرقة عين دراهم: إقبال متزايد والسياحة الداخلية تتصدر عدد الوافدين    دراسة: حفنة مكسرات قد تغير حياتك... كيف ذلك؟    «أصداء» تفتح ملفات التنمية والحوكمة في عدد استثنائي    توقّعات مناخية للثلاثية الأولى    وراءها عصابات دولية .. مخابئ سرية في أجساد الأفارقة لتهريب المخدّرات!    ما بقي من مهرجان «خليفة سطنبولي للمسرح» بالمنستير...ذكاء اصطناعي وإبداعي، مسرح مختلف وتفاعلي    نابل .. حجز أكثر من 11 طنا من المواد الغذائية الفاسدة    مع الشروق .. التاريخ يبدأ من هنا    بعد فضيحة الفيديوهات.. هيفاء وهبي تعود إلى مصر    والي قفصة يقيل المكلف بتسيير بلدية المتلوي    عاجل/ جريمة مروعة: شاب يقتل صديقته داخل منزل بالمنزه 7..    المنزه السابع: إيقاف مشتبه به في جريمة قتل فتاة خنقًا    بني مطير: وفاة طفلة ال11 سنة في حادثة انزلاق حافلة واصطدامها بعدد من السيارات    تونس تعلن رفضها القاطع لاعتراف "الكيان الص.هيوني بإقليم "أرض الصومال"    طقس مغيم جزئيا وظهور ضباب محلي خلال الليل    "كان" المغرب 2025.. السودان تنتصر على غينيا الاستوائية    مصر.. تحرك أمني عاجل بعد فيديو الهروب الجماعي المروع    السجل الوطني للمؤسسات يطالب بإيداع أصول العقود والمحاضر فوراً    اعتقالات جماعية قرب برج إيفل علاش؟    عاجل/ "حنظلة" تخترق هاتف "كاتم أسرار" نتنياهو وتعد بنشر محتواه قريبا..    البنك الوطني للجينات يقوم بتركيز ثلاث مدارس حقلية بولايات سوسة وصفاقس وبنزرت    مدنين: انطلاق المخيم البيئي الثالث للكشافة التونسية بجزيرة جربة    وزارة النقل تدرس فرضيات توسعة محطة الحاويات بميناء رادس    مدرب منتخب مصر: "سنلعب للفوز على أنغولا رغم التأهل لدور الستة عشر    البطولة الوطنية لكرة السلة - برنامج مباريات الجولة الاولى لمجموعة التتويج    التوقيع على 5 وثائق بين اتفاقيات ومذكرات تفاهم خلال اللجنة المشتركة التونسية السعودية    ''مقرونة باللحمة'' تُدخل 17 عاملاً مصرياً المستشفى    سوسة: ايقاف صاحب مطعم بعد حجز كميات من الأسماك الفاسدة    النيابة تأذن بإيقاف صاحب مطعم بسوسة يخزّن أسماكا غير صالحة للاستهلاك    الركراكي: "لديا ثقة في مشروعي الفني وأنا الأنسب لقيادة المغرب نحو اللقب القاري"    فيلم "فلسطين 36" في القاعات التونسية بداية من الأربعاء 7 جانفي 2026    نابل: "العلوم الإنسانية والاجتماعية بين تحديات التحول الرقمي وفرص تحقيق التنمية المستدامة "محور أعمال منتدى تونس الثاني للعلوم الإنسانية والاجتماعية    توزر: إشكاليات تراث جهة الجريد وسبل تثمينه في ندوة فكرية بعنوان "تراث الجريد بين ضرورة المحافظة ورهانات التثمين المستدام"    علاج للسرطان.. من أمعاء الضفادع...شنيا الحكاية؟    عاجل-فرجاني ساسي: ''نسكروا صفحة نيجيريا والتركيز على مواجهة تنزانيا''    وفاة الممثلة الفرنسية بريجيت باردو عن عمر يناهز 91 عاما    المهدية :انطلاق عملية التصويت على سحب الوكالة من أحد أعضاء المجلس المحلي بشربان عن عمادة الشرف    احذر.. إشعاع غير مرئي في غرفة النوم!    تونس تودّع سنة 2025 بمؤشّرات تعافٍ ملموسة وتستشرف 2026 برهان النمو الهيكلي    اختتام البطولة الوطنية للرياضات الإلكترونية لمؤسسات التكوين المهني    هام/كميات الأمطار المسجلة خلال 24 ساعة الماضية..#خبر_عاجل    غزة: خيام غارقة في الأمطار وعائلات كاملة في العراء    ماسك: «الاستبدال العظيم» حدث في بروكسل    مرض الأبطن في تونس: كلفة الحمية الغذائية تثقل كاهل المرضى والعائلات محدودة الدخل    زيلينسكي يصل إلى الولايات المتحدة استعدادا لمحادثات مع ترامب    علي الزيتوني: بالعناصر الحالية .. المنتخب الوطني قادر على الذهاب بعيدا في الكان    تونس تُشارك في الصالون الدولي للفلاحة بباريس    سفيان الداهش للتونسيين: تُشاهدون ''صاحبك راجل 2" في رمضان    رئيس الجمعية التونسية لمرض الابطن: لا علاج دوائي للمرض والحمية الغذائية ضرورة مدى الحياة    عاجل/ بشرى سارة لمستعملي وسائل النقل..    استراحة الويكاند    نصيحة المحامي منير بن صالحة لكلّ تونسية تفكّر في الطلاق    موضة ألوان 2026 مناسبة لكل الفصول..اعرفي أبرز 5 تريندات    أفضل دعاء يقال اخر يوم جمعة لسنة 2025    تونس: مواطنة أوروبية تختار الإسلام رسميًا!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو لوحدة المسلمين ضد المؤامرات الخارجية

الدوحة:أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بيانًا دان فيه الأوضاع العربية برُمَّتها، وطالب بضرورة الحفاظ على الثوابت الفلسطينية وعدم الاعتراف بيهودية "إسرائيل"، كما دعا لضرورة العمل على وحدة السودان بالإضافة لتضافُر جهود القوى الوطنية المخلصة بالعراق نحو اتجاه تحرير إرادة البلد من الآثار السلبية للاحتلال الأمريكي.جاء ذلك خلال البيان
الختامي للاجتماع الثاني لمجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "الدورة الثالثة"، والذي عقد برئاسة فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي، وحضور فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة "المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم"، في مدينة الدوحة خلال الفترة من 21 – 22 من ذي القعدة 1431ه 29- 30 أكتوبر2010م.
وشارك في هذا الاجتماع ثلاثة و ثلاثون عضوًا عالجوا فيه العديد من القضايا الإدارية والهيكلية وناقشوا عددًا من قضايا ومشاكل العالم الإسلامي.
جدير بالذكر أنّ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يضمّ أكثر من ألف عالم بصفتهم الشخصية بجانب 70 جمعية تضمّ 50 ألف عالم من علماء المسلمين.
ففي الشأن الفلسطيني، دعا الاتحاد، الإخوة الفلسطينيين إلى أن يرصوا صفوفهم ويوحدوا كلمتهم، ويتجاوزوا حالة التجزئة والانقسام إلى موقف موحد يحفظ الثوابت الفلسطينية مهما كانت كلفتها وفي مقدمتها تحرير كل فلسطين.
وفي الشأن السوداني، اعتبر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أنّ الخطر الكبير الذي يواجه الأمة العربية والإسلامية في الأشهر القليلة القادمة يتجسّد في الهجمة الآثمة التي راحت تستفرد بالسودان لغرض فصل الجنوب عن الشمال، فلولا الدعم الخارجي لدعاة هذا الانفصال وما تمارسه الإدارة الأمريكية من ضغوط على حكومة السودان والدول العربية، لما تطور الوضع إلى ما وصل إليه.
وفي الشأن العراقي، دعا الاتحاد إلى تضافر جهود القوى الوطنية المخلصة نحو اتجاه تحرير إرادة البلد من الآثار السلبية للاحتلال وتصفية أي ارتهان سياسي أو أمني أو اقتصادي أو عسكري لقوى التوسع والعدوان، ودعا جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إلى متابعة ما يقام من قضايا وملاحقات لكل من أثبتت الوثائق ضلوعه في جرائم بحق العراق والعراقيين وتشكيل لجان تحقيق مستقلة.
كما ندّد الاتحاد بالتدخلات الأمريكية وغيرها في اليمن تحت أي ذريعة، علمًا أن هذه التدخلات المغرضة تعزّز قوى العنف والتطرف والغلو داخل اليمن وخارجه، التي تستمد شرعيتها من ادعاء مقاومة التدخل الأجنبي.
ودعا الاتحاد، الحكومة اليمنية والشعب اليمني المعروف بالحكمة إلى المصالحة والمشاركة الحقيقية الكاملة لجميع مكونات الشعب واحترام حقوق الجميع.
وإلى مضمون البيان:
البيان الختامي للاجتماع الثاني لمجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الدورة الثالثة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمد رسول الله، وعلى سائر إخوانه من النبيّين والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد.
فقد عقد مجلس الأمناء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اجتماعه الثاني في دورته الثالثة في مدينة الدوحة 21 – 22 من ذي القعدة 1431ه 29- 30 أكتوبر2010م.
وشارك في هذا الاجتماع ثلاثة وثلاثون عضوًا عالجوا فيه العديد من القضايا الإدارية والهيكلية وناقشوا عددًا من قضايا ومشاكل العالم الإسلامي وأصدروا البيان الآتي:
1- في الشأن الفلسطيني:
يتابع الاتحاد بقلق بالغ التطورات الأخيرة الجديدة الحاصلة في القضية الفلسطينية التي هي قضية الأمة المركزية، وهي الأخطر على مستقبلها، ويتمثل ذلك في موقف حكومة الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية من يهودية (دولة إسرائيل) بمعنى أن تلك الدولة وما تضمه من مناطق وأراضٍ هي وطن لليهود، الأمر الذي يعني إلغاء حق العودة، وتهديد وجود العرب الفلسطينيين، الذين بقوا تحت تلك الدولة منذ 1948م، كما يتضمن التسليم لِمَا تدعيه الصهيونية من حق توراتي، وقد أضافت عليه الإدارة الأمريكية (اعتبار فلسطين هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي).
وفي ظل هذه السياسة التي يُرَاد فرضها على الفلسطينيين والعرب والعالم صدرت تصريحات متخاذلة تعطي مزيدًا من التنازلات المجانية للعدو المغتصب ما كان الكيان الصهيوني ومن وراءه ليتجرأ على طلب الاعتراف بيهودية الدولة لولا مواقف عربية وفلسطينية مستسلمة.
إنّ الجرأة الصهيونية على المُضِي في الاستيطان وطرد الفلسطينيين من منازلهم والحفريات تحت المسجد الأقصى وتهويد مدينة القدس هي نتيجة طبيعة للقبول بسياسة الأمر الواقع، والتخلي عن الشعب الفلسطيني وتركه يواجه مصيره بمفرده، كما نجده في الحصار المفروض على غزة.
والاتحاد إذ يشيد بالخطوات الإيجابية للقوافل الإنسانية التي وصلت وتصل إلى غزة، ويثني على التجاوب المبارك مع هذه القضية من قبل القوى الحرة في العالم كله، وفي الدول العربية والإسلامية، فإنّه يدعو إلى المزيد من هذه المواقف العالمية التي تكشف الصلف الصهيوني، وتعري سياسته الآثمة، وتضع العالم أمام مسؤولياته اتجاه هذه الشعب الأعزل. كما يدعو الدول العربية والإسلامية وجميع أحرار العالم لرفع الحصار الظالم على غزة العزة ويعلن عن السعي لتسيير قافلة برية إلى غزة، إضافة إلى القافلة البحرية التي أعلن عنها سابقا والتي لا تزال تنتظر الموافقات الرسمية من المواني المعنية.
والاتحاد إذ يستعرض مسيرة العملية السياسية والمفاوضات التصفوية منذ عشرين عاما ليتأكد له إيمانه الراسخ بأن الحل الوحيد مع العدو الصهيوني هو المقاومة الشاملة للوصول إلى تحرير فلسطين المحتلة كلها وإعادة الحقوق المغتصبة إلى أهلها.
ويدعو الاتحاد الإخوة الفلسطينيين إلى أن يرصوا صفوفهم ويوحّدوا كلمتهم، ويتجاوزوا حالة التجزئة والانقسام إلى موقف موحد يحفظ الثوابت الفلسطينية مهما كانت كلفتها وفي مقدمتها تحرير كل فلسطين.
ويترحم الاتحاد على شهداء فلسطين، ومنهم شهداء أسطول الحرية الذين قضوا مقبلين غير مدبرين ويدعو لتحرير جميع الأسرى لدى العدو الصهيوني وإطلاق سراحهم، ويحمل العدو مسؤولية الحفاظ على حياتهم وصحتهم.
2- في الشأن السوداني:
يعتبر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الخطر الكبير الذي يواجه الأمة العربية والإسلامية في الأشهر القليلة القادمة يتجسد في الهجمة الآثمة التي راحت تستفرد بالسودان لغرض فصل الجنوب عن الشمال. فلولا الدعم الخارجي لدعاة هذا الانفصال وما تمارسه الإدارة الأمريكية من ضغوط على حكومة السودان والدول العربية، لما تطور الوضع إلى ما وصل إليه.
إن مخطط التقسيم إذا ما تحقّق، بفصل الجنوب وإقامة دولة فيه، سوف يؤدي إلى مزيد من تفتيت السودان بدعم انفصال مناطق أخرى، الأمر الذي يخطّط له لتنتقل عدواه إلى دول الجوار، التي أخذت دعوات الانفصال تستشري فيها.
يدعو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى توحيد كل القوى الداعمة للوحدة داخليًا وخارجيًا، من أجل الحفاظ على وحدة السودان، ويوصي بدعم ذلك من كل الدول العربية والإفريقية والإسلامية، وكل أحرار العالم. وعلينا ألا نستسلم للأوهام التي يُغَذّيها البعض بأن الدولة المنفصلة في الجنوب ستكون صديقة للعرب والمسلمين، وذلك من أجل تجنب وضع النقاط على الحروف، خوفًا من إغضاب القوى العالمية المصرّة على الانفصال والتجزئة.
إنّ الخطر الذي يهدد السودان في هذه الأيام تقف وراءه بقوة وتصميم قوى دولية صهيونية مما يتطلب كشف ذلك واستنكاره واتخاذ إجراءات فورية فاعلة، فالمخطط صهيوني في السودان يستهدف تجزئة المجزأ، وتقسيم المقسم وطمس الهوية العربية والإسلامية.
ويدعو الاتحاد بحرص شديد إخواننا في الشمال والجنوب للمحافظة على السلام والتعايش والوحدة باعتبارها مصلحة للجميع.
كما يدعو الإخوة الجنوبيين أن يحكموا العقول، ويرجّحوا المصالح المشتركة، فالوحدة قوة والانقسام ضعف.
3- في الشأن العراقي:
تابع الاتحاد عن كثب ما كشفته وسائل الإعلام العربية والعالمية من مئات الآلاف من الوثائق التي تؤكّد فداحة الظلم والعدوان على هذا الشعب المسلم العريق، وحاول تمزيقه والقضاء على سيادته ووحدته، ووزنه في المنطقة.
ومن جانب آخر فإنّ الأدلة تتضافر على أنّ احتلال العراق كان عملًا عدوانيًا لا مسوغ له وأن الذرائع التي تَمّ إعلانها تهاوت واحدة تلو الأخرى.
والاتحاد يدعو إلى تضافر جهود القوى الوطنية المخلصة نحو اتجاه تحرير إرادة البلد من الآثار السلبية للاحتلال وتصفية أي ارتهان سياسي أو أمني أو اقتصادي أو عسكري لقوى التوسع والعدوان، ويدعو جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إلى متابعة ما يقام من قضايا وملاحقات لكل من أثبتت الوثائق ضلوعه في جرائم بحق العراق والعراقيين وتشكيل لجان تحقيق مستقلة.
4- في الشأن اليمني:
إن الاتحاد ليعبر عن انشغاله الكبير بما يجري في اليمن عمق جزيرة العرب من استفحال حالة الانقسام والتحارب، مما غدا يشكل خطرًا حقيقيًا على وحدة اليمن، وذلك رغم وجود قوى وحدوية صميمة في الحكومة والمعارضة، يمكن أن تلتقي على أرضية مشتركة لحفظ أمن البلد ووحدته من التجزئة باتجاه المحافظة على وحدة اليمن والتصدي للتدخل الأمريكي في شؤونه.
وفي هذا الصدد يندّد الاتحاد بالتدخلات الأمريكية وغيرها تحت أي ذريعة، علمًا أن هذه التدخلات المغرضة تعزز قوى العنف والتطرف والغلو داخل اليمن وخارجه، التي تستمد شرعيتها من ادعاء مقاومة التدخل الأجنبي.
وقد ندّد الاتحاد مرارًا ولا يزال بأعمال العنف العشوائية التي تجري في اليمن وغيره من البلاد الإسلامية من قبل الحركات التكفيرية المتطرفة ويدعو المتأثرين بها إلى تقوى الله في بلاد المسلمين ودمائهم وفي سمعة الإسلام التي تتعرض للتشويه وأعطوا بذلك ذريعة للتدخلات الأجنبية.
كما يدعو الاتحاد الحكومة اليمنية والشعب اليمني المعروف بالحكمة إلى المصالحة والمشاركة الحقيقية الكاملة لجميع مكونات الشعب واحترام حقوق الجميع.
5- في الشأن الباكستاني:
يعرب الاتحاد عن مخاوفه الشديدة من الوضع الذي تعيشه جمهورية باكستان الإسلامية، من التدخلات الأمريكية والعسكرية الأمنية، بحجة ملاحقة الإرهاب، ومن الاندفاعات الداخلية، التي تحضر لصراعات أهلية، فضلًا عن حالة الاضطراب الأمني الخطير، وما أفرزته الفيضانات من معاناة أليمة لملايين من أبناء هذا البلد وفقرائه ونسائه وأطفاله.
ويدعو إلى الوقوف مع وحدة باكستان واستقلالها التام، ودعمها البرامج والمشاريع الوحدوية العلمية والعملية، وبرامج الإغاثة والمساندة للمتضررين، وإعادة التعمير ويحذر من إثارة النعرات العرقية والطائفية بين مكونات الشعب الباكستاني.
وقد تشرف الاتحاد بأن يكون مشاركًا في هذه البرامج بقدر طاقته وإمكاناته وسيظل كذلك مؤكدًا نداءاته إلى العالم الإسلامي حكومات وشعوبًا وجمعيات لإغاثة المتضررين وإعادة بناء ما دمرته الفيضانات.
6- في الشأن البنغلاديشي:
وقد تابع الاتحاد ما نشرته مواقع إعلامية كثيرة من تقارير مؤلمة عما يدور على الساعة البنغلاديشية من محاولة إلغاء التعديل الخامس من الدستور الذي ينص على الإيمان بالله والثقة به، كما تبلغ باعتقال أعداد كبيرة من العلماء المعروفين ومن قيادات العمل الإسلامي وغيرهم والتهديد بمحاكمتهم كمجرمي حرب مما أثار الكثير من الاستياء على مستوى العالم الإسلامي والعالم الحر.
وقد ناقش الاتحاد في هذا الاجتماع لمجلس الأمناء هذه التقارير وقرّر تكوين لجنة لزيارة بنغلاديش، والإطلاع على الأوضاع عن كثب، وحثّ حكومة بنغلادش على الحفاظ على الوحدة الوطنية والهوية الإسلامية التي تبقي بنغلاديش داخل محيطها الإسلامي وأمتها الإسلامية كما يدعو إلى الالتزام بمواثيق حقوق الإنسان:
7- في الإصلاح العام:
إنّ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يرى من مهماته الجليلة تصحيح الانحرافات الفكرية والسلوكية في العالم الإسلامي، وبذل الجهود الممكنة بكل الوسائل المتاحة في نشر الوسطية والاعتدال والوعي الرشيد والفهم السليم للشريعة، والالتزام بمحكماتها وقواطعها، وجمع المسلمين عليها حكامًا ومحكومين، رجالاً ونساءً، والتذكير بطاعة الله ورسوله في الشأن الفردي والجماعي والشعبي والحكومي، ودعوة المسلمين كافة إلى الالتزام بالعبادات التي هي مصدر سعادة وفوز، وبالأخلاق الكريمة التي تحفظ وحدة المجتمعات، وتمنحها الروح الإيجابية، وتجعلها في مقام الأسوة والقدوة الكفيلة باستنهاض روح الأمة حضاريًا وبمقاومة الضعف والهزيمة الداخلية للوصول إلى التغيير المطلوب في الأنفس والسلوك (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
ومؤسسات الاتحاد تبذل جهدها في سبيل دعم هذه المعاني العظيمة بالبرامج المختلفة، من ندوات ومؤتمرات وزيارات إلى سائر البلاد الإسلامية والعالمية، ويعدّ هذا جزءًا جوهريًا من رسالته العظيمة التي يتشرف بحملها.
8- في شأن الأقليات الإسلامية:
يشيد الاتحاد بثبات هذه الأقليات على مبادئ دينها، وسعيها لتكوين المؤسسات العلمية والاقتصادية والاجتماعية التي تحفظ وجودها وتحقق انتماءها وبناء المساجد والمراكز التربوية الحاضنة لأجيالها كما يشيد بسعيها الرشيد للتعاطي بإيجابية مع المجتمعات المحيطة بها، والالتزام بالأنظمة والأخلاقيات الكريمة التي يتطلبها الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتحتمها ضرورة العيش في مجتمعات غير إسلامية.
ويعرب الاتحاد عن قلقه من تنامي ظاهرة الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا)، والأعمال العنصرية المتطرفة التي تستهدف القرآن الكريم، أو النبي العظيم صلى الله عليه وسلم، أو الوجود الإسلامي ومؤسساته، والمظاهر الإسلامية الأخلاقية في اللباس وغيره.
ويدعو الاتحاد تلك الدول التي تقع فيها لأعمال العدوانية ضد الإسلام والمسلمين إلى تحقيق مبادئ العدل والمساواة والحرية التي تنادي بها، وعدم ازدواجية المعايير، بما يحقق الأمن والأمان للجميع، ويحمي الأجيال القادمة من الاستفزاز، ويثبت الاندماج الرشيد، والتنوع الإيجابي الذي هو ضرورة حضارية.
ويؤكد الاتحاد دعوته المستمرة برفع الظلم والاعتساف وتحقيق العدل والإنصاف والحقوق المشروعة حسب المواثيق الشرعية والدولية حسب المواثيق الشرعية والدولية للأقليات المسلمة في كل مكان وبخاصة في فلبين وكشمير وتايلاند وميانمار.
9- في الدعوة إلى المصالحة الشاملة:
يدعو الاتحاد مجدداً إلى إحياء المصالحة الشاملة بين فعاليات الأمة كافة، الحكومية والشعبية، العلماء والدعاة، الهيئات والمنظمات والحركات والشعوب والقوميات، على أساس من كفالة الحقوق، وتعزيز مناخ الحريات، وتوسيع قاعدة المشاركة، والتزام النهج السلمي قولاً وعملاً، وإرساء قواعد العدالة، وتنفيذ أحكام القضاء المستقل تنفيذًا فوريًا، وتأكيد سيادة القانون واستقلال القضاء، وإلغاء قوانين الطوارئ، والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين ظلمًا، وتيسير عودة المواطنين المهجرين، وتأكيد دور العلماء في إصلاح الأمة والدعوة إلى الله والالتزام بثوابت الأمة الدينية والوطنية، والدفاع عنها تعزيزاً لدورها، وقطعاً للطريق على المتربصين بها الدوائر.
ويرّحب الاتحاد بالجهود الدائبة التي تبذل في بعض الأقطار العربية والإسلامية أي لتحقيق المصالحة بين جميع الفئات العاملة لخدمة الفكرة الإسلامية ولا سيما أولئك الذين انتهجوا سبيل العنف والتغيير بالقوة عددًا من السنين، ثمّ فاءوا إلى كلمة الحقّ، وعادوا إلى نهج الوسطية الإسلامية الذي يتبناه الاتحاد ويدعو إليه. ويؤكد الاتحاد في هذا السياق ضرورة الإسراع في الإفراج عن سائر المعتقلين السياسيين، في جميع دول العالم الإسلامي، واستيعاب الجميع في الحياة العملية، وفي النشاط الدعوي السلمي، استثماراً لطاقتهم، واستفادة من تجربتهم في الحيلولة بين الشباب المسلم وبين الوقوع في براثن دعاة الغلو والعنف والتكفير.
10- في الشأن الأفغاني
يتابع الاتحاد بقلق شديد استمرار احتلال حلف "ناتو" بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لأفغانستان وما أفرزه ولا يزال من قتل وجرح الآلاف من المدنيين ومن العنف والتدمير والمآسي الإنسانية التي يعاني منها الشعب الأفغاني.
والاتحاد يؤكد موقفه الراسخ لمشكلة أفغانستان هو خروج الاحتلال من هذا البلد المسلم العزيز والمصالحة لجميع مكونات الشعب الأفغاني وأطيافه السياسية للوصول إلى حكومة وحدة وطنية.

11- في شأن العدوان على أمهات المؤمنين:
ويعلن الاتحاد عن رفضه الشديد للأصوات المنكرة التي تقيم احتفالات السب والشتم لأصحاب النبي وأزواجه، وتحرض على الفتنة، وتؤسس لتمزيق نسيج الأمة وتعايش طوائفها، وتردد ما يقوله أعداء الإسلام عن تاريخ الإسلام ورجاله ورموزه.
ويشيد بالأصوات الحكيمة التي ترفض هذه الفتنة، وتقرر المبدأ الإسلامي في الثناء على الجيل الأول، والترضي عنهم، واحترام جهادهم، والتي أفلحت في عزل هذه الأحداث المنكرة، وتحجيم أثرها السيئ في تمزيق وحدة المجتمعات الإسلامية.
* * *
ويحذر الاتحاد بشدة من إحياء فتنة الطائفية والمذهبية التي لا يستفيد من إثارتها إلا المشروع الصهيوني الأمريكي.. والاتحاد إذ يحذر من هذه الفتنة يدعو بقوة إلى سد جميع الذرائع المؤدية إلى مثل هذه الفتن بالقول أو الفعل.
وفي الختام يودّ الاتحاد وهو ينهي أعمال الاجتماع الثاني لمجلس الأمناء في الدورة الثالثة أن يتقدّم بصادق الشكر ومُوفّوره إلى كلّ من ساهم في الترتيب لهذا الاجتماع وتيسير أعماله حتى أدّى مهمته على أحسن ما يكون الأداء.
ويخصّ الاتحاد بالشكر والتقدير دولة قطر أميرا وحكومة وشعبا على توفير مقر للاتحاد، وتسهيل مهمة الاجتماع الثاني لمجلس الأمناء وجزاه الله خيرا.
وكما بدأنا بحمد الله نختم بحمده، فبنعمته تتمّ الصالحات، والصلاة والسلام على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الأمين العام: أ.د/ علي محيي الدين القره داغي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.