أنا ارتجفت فلسطينيتي في غزة، وخجلت من نفسي حين قرأت في صحيفة "هآرتس": أن لا فلسطيني على قائمة المطلوبين للجيش الصهيوني في الضفة الغربية، فهل ارتجفت فلسطينيتك يا ابن رام الله والخليل ونابلس؟ ألم تخجل من نفسك وأنت تقرأ هذا الخبر الذي يشير إلى انعدام المقاومة رغم وجود جيش الغاصبين واستفزازات المحتلين وعدوانية المستوطنين؟ لقد تفاخرت بالخبر دولة الصهاينة، وتباهت بأن التنسيق الأمني الناجع بين عناصر الأمن الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلية كانت من أهم الأسباب التي ساعدت على تقلص قائمة المطلوبين، فلم يبق التنسيق الأمني أحداً في الضفة الغربيةالمحتلة يفكر في رفض الاحتلال، بعد أن استتب الأمن للمستوطنين، وبعد أن صار الفلسطيني المقاوم في القبر أو السجن أو المنفى أو في قطاع غزة، ولم يبق في الضفة الغربية مسيطراً إلا الفلسطيني الجديد؛ الذي صنعه بيديه الجنرال الأمريكي "كيث دايتون" وخليفته "ميلور" والمسئول الفلسطيني الذي ينسق ويتعاون ويلتقي مع رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. خجلت من فلسطينيتي عندما عرفت أن هذا الوضع الأمني المريح جداً للإسرائيليين قد مكنهم من شق الطرق الالتفافية بلا خوف، وكما ذكرت صحيفة "المنار" المقدسية، فإن إسرائيل تقوم حالياً بشق طريق وأنفاق وبناء جسور تربط بين مدينة جنين والخليل عبر الطريق الواصل بين القدس وأريحا، ليمتد خلف مستوطنة "معاليه ادوميم"، وتعمل في المنطقة مئات الآليات والجرافات منذ أكثر من شهرين لانجاز هذا الطريق، ويبدو كما تقول المصادر أن إسرائيل تماطل في استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية إلى حين استكمال شق الطرق والأنفاق وبناء الجسور، بهدف رسم حدود دولة مؤقتة تمنحها للفلسطينيين في الضفة الغربية بدعم وإسناد أمريكي ومباركة من أنظمة عربية رسمية. لصحيفة "هآرتس" الحق في التباهي بأن العودة إلى التوسع الاستيطاني، وشق الطرق الالتفافية هو انعكاس لتحسن الوضع الأمني في الضفة الغربية، وناتج عن زيادة التعاون بين الإسرائيليين وقوات الأمن الفلسطينية. وأن العديد من كبار رجال المقاومة قد اعتقلوا، وقد قتل عشرات آخرون في عمليات اغتيال مخططة لها. ألا يُخجل هذا التباهي الإسرائيلي كل فلسطينيٍ؟.