تونس قابس :شهدت احدى البيوت القديمة بمنطقة «المنزل» قرب سوق الدواب البلدية عملية حفريات عميقة استمرت لاكثر من ثلاثة اشهر ولم يتم التفطن اليها الا مؤخرا فاذنت النيابة العمومية بفتح تحقيق في الموضوع وتمت مداهمة المكان الا ان المشبوه فيهم كانوا قد فروا بما غنموا من الحفريات... تنقلنا الى موقع الحادث وعاينا الوضع الذي اصبح عليه المنزل واستمعنا الى الجيران يروون تفاصيل تتقاطع احيانا وتتضارب اخرى ولكنها تجمع على ان المنزل كان مسرح عملية سرقة كبيرة مست حتى بعض البيوت المهجورة المجاورة. منطلق الحكاية عندما تقدم احد الجيران الى السلط الجهوية للإبلاغ عن حركات مسترابة في منزل قديم مجاور لمجمع الصحة الاساسية بالمنزل وغير بعيد عن سوق الدواب البلدي ومن بينها ان احدهم كان يخرج بعض الاتربة ويلقيها وسط ارض بيضاء تتوسط المساكن الشعبية. المنزل وحسب رواية الشهود والجيران كان على ملك مهندسة معمارية اصيلةقفصة وباعته لاحد العاملين بالخارج اصيل مدينة غنوش بحوالي 7 آلاف دينار في حين ان قيمته تتجاوز ذلك بكثير وقام الشاري منذ نهاية الصائفة الفارطة بكراء المنزل الى اشخاص من ذوي الاصول المغاربية. الحفريات كما شهدناها تلخصت في حفرة مستطيلة الشكل وسط المنزل ابعادها بين 3 و4 امتار وبعمق ثلاثة امتار كقاعدة لحفريات في الاتجاهات الاربعة في شكل انفاق تمر اسفل الغرف ويصل بعضها الى منازل مجاورة بحثا عن اشياء تضاربت الاقوال حولها بين ان تكون اثارا رومانية او كنوزا ذهبية لعصور غابرة خاصة وان المنطقة تعتبر من اقدم المناطق بالجهة حسب بعض المختصين. تم العثور داخل المنزل على عدد من الفؤوس والمعاول ولباس العمل وعدد من جوازات السفر ومؤن اكل تكفي العشرات بما يفيد ان عدد افراد المجموعة كان كبيرا الا انهم لم يتواجدوا حسب الجيران في فترة واحدة تجنبا لاثارة الشكوك. واكد اكثر من شاهد وخاصة من السكان القريبين انهم لم يسمعوا جلبة و دوي معاول او حفر بما جعلهم يتفاجؤون مما رأوه داخل المنزل وهو ما فسره البعض بتعاطي افراد المجموعة للسحر ودليلهم الرموز والطلاسم الكثيرة التي كانت تملأ اركان المنزل. وتجنبا لاثارة الشكوك لم يخرج افراد المجموعة كامل الاتربة المستخرجة وانما حولوها الى بعض غرف المنزل ويبدو انهم احسوا بخطر يداهمهم ففروا جميعا قبل ان يتم اقتحام المنزل وتم فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحفريات واغراضها. ٭ «الشروق» (مكتب قابس) ٭ نبيل العمامي