حفريات وبخور.. لإرضاء «الجنّ» حارس الخبيئة!! ذهب في جرار مكدسة. مجوهرات شتى وأنواع من الأموال المتناقله.. تم طمرها في باطن الارض منذ القديم تتطلع لها أيدي الباحثين متسترين عن أعين الناس بظلام الليل الحالك في مناطق معزولة قلّ من وصل لها، عالم لم أتخيل وجوده ولم يخطر على بال مخلوق سوى في خرافات جداتنا وفيما مضى من قصص سمعت منها الكثير والكثير إلى يومنا هذا... كما يحكى بالمغامرات والأساطير!! والحقيقة أن هذا ما يحكى حول عالم الكنوز من أهوال. أكثر من أن توصف: جن وسحر ورصد وكتابات غريبة تستخدم لفك الطلاسم التي تحافظ وتحمي تلك الثروات والكنوز من أيدي العابثين اللاهثين وراءها ..جنّ يتمثل على حد القول حراسا على شكل (ثعابين اتاس نيران متوهّجة وغيرها). ينضاف إليها الزئبق الأحمر الذي يستخدم في فك لطلاسم هذه الدفائن التي يحلم بها الجميع ويستخدم للسيطرة على كبار العفاريت والجن. والسؤال الذي يدور بالخلد هو هل هذا العالم موجود بالفعل؟ وهل صحيح ما يأتيه البعض من مدعي السحر؟ وما الداعي وراء البحث المضني للبعض هل هو الثراء الفاحش الذي يحلم به الكثير. وللوقوف على بعض فصول تلك المغامرات ليس بالبحث عن الثروات ولكن بالبحث عن حقيقة هذا العالم الغريب كان لنا لقاء مع بعض من عاشها بكل تفاصيلها ومن لا يمل من البحث عنها... ولمزيد التقصى في الموضوع ذهبنا إلى مناطق وشاهدنا الحفريات التي قام بها البعض والتقينا بعضاً ممن شاهد مثل هذه الأمور وفيما يلي احدى أهم الحكايات الحقيقية. شاهد عيان «كان البدر في ليلة التمام حيث التقيت في احدى الاراضي بولاية من ولايات الوسط» بالساحر ومساعديه هكذا بدا السيد (ح.ب) 53 سنة وهو واحد من الذين يبحثون عن الكنوز حديثه حيث قال: لقد وصلتني جملة من المعلومات إلى وجود كنز ضخم قرب زيتونة كبيرة تبعد عن بئر للسقي حوالي 200 متر، توجهت رفقة ساحر ومساعديه إلى حيث يقع الكنز في ليلة قمرية مضيئة ثم، أنزل أحدهم عدته، وهي عبارة عن «رزمة كبيرة»، فيما توجه الآخر إلى المكان المجاور للزيتونة يتفحص الأرض على ضوء البدر، ليأخذ أربع «طوبات» من الحجر ثم أخرج من صندوق صغير قنينة وقصبة، وأخذ يكتب على الحجر خطوطا لم اكتشف معناها لعتمة الليل وكذلك لبعده عني، وقمنا بعد ذلك بوضعها في شكل رباعي حول بقعة مساحتها متر مربع وهو ما يسمى التربيع (المكان) بحيث يكون بين كل حجرة وأخرى 20 قدما، ليشرع الساحر في ترديد بعض التعزيمات بعد ان وقف على المكان واستقبل القبلة سبّح الله ثلاثا وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا ثم تلا أية الكرسي 21 مرة وفي كل مرة كرر قوله تعالى ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم ثلاث مرات أيضا؛ استغرقت العملية مدة ساعة تقريبا، وقد طلبوا مني قبل ذلك أن لا أنبس ببنت شفة، لأن أي كلمة قد تعصف بأحدهم إلى ما لا يحمد عقباه. وما أثار انتباهي هو أن أحدهم أخرج «مجمر صغير» بعدما أضرم فيه النار وأخذ يبخر المكان، ليتقدم أحدهم من مكان المربع، وقد كشف عن ذراعه الأيسر، وهو يردد بعض الكلمات دون انقطاع وقرأ آيات إحراق الجن مع قوله تعالى «ولما سكن عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون»، وأخرج سكينا وشرع في جرح يده، وبعد ذلك طلب البدء بالحفر وأخذ في حفر مساحة المربع، بعد نصف ساعة تقدم نحوه الشيخ الساحر وأخذ المعول، فيما طلب منه الانصراف إلى مكان بعيد بطلب من جن المكان وما كان منه إلا ان نفذ الأوامر لم نشعر بالوقت إلا وأشعة الشمس تضايقنا والشيخ يخبرنا أن البخور قد انتهى ويلزمنا إعادة الكرة في ليلة أخرى من الأسبوع المقبل. مرت الأيام وها نحن نعاود الحفر والتبخير ليعلمنا الساحر ان الجن حارس الخبيئة قد غير المكان لأننا لم نأت له بالبخور اللازم. علما وان هذا البخور كلفنا أموالا طائلة ولهذا السبب توقفنا عن البحث في ذلك المكان إلى أن نستطيع التعرف من جديد على المكان الذي قد تحتويه الخبيئة أو الكنز مرة أخرى. رحلة من اجل الكنز «بمجرد ان نزلنا نحن الثلاثة من السيارة في باب عليوه، حتى بلغ إلى مسامعنا صوت ينادي علينا، التفتنا نحو مصدر الصوت فإذا هو المغربي الذي اتفقنا معه قبل انطلاقنا من مدينة القيروان، هكذا بدأ السيد الناصر حديثه عن قصته المشوقة وعن رحلة بحثه عن الكنز مع عالم السحرة بحثا عن الكنوز والتي لم تكلفه الكثير على حد زعمه وأضاف، سلم علينا المغربي ثم اخبرنا انه يجب علينا ان نغادر المكان وان نذهب الى شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة حيث أوقفنا هنالك السيارة وطلب منا النزول وان لا ننقسم الى مجموعتين وان يبقى احدنا في السيارة مع اكياس التراب التي طلب منا ان ناتي بها وهي عبارة عن عينة من التراب الذي من المفترض ان تحتوي على الكنز الذي نبحث عنه. وما كان منا الا ان نفذنا ما طلب منا. وقد كنت مرافقا لمغربي من حسن حظي.... في اثناء سيرنا وقفنا امام اكبر الفنادق في العاصمة حيث قام المغربي باتصال هاتفي وماهي الا لحظات حتى خرج رجلان من النزل واتجها نحونا وقفنا لبرهة حيث قدَّم لنا المغربي مُرافقَيْه «حمد» و«الحُسين» ونظر يمينا وشمالا قبل أن يُكمل مُخفضاً صوته: «حمد والحسين مختصان في الحَفْر، وهما من أقربائي الأوفياء الذين أعتمد عليهم»..،، ثم واصلنا طريقنا منقسمين الى فريقين وعند اقترابنا من السيارة التي تركنا صديقنا فيها لاحظنا وقوف رجلين من الأمن يستفسران صديقنا الذي بقي في السيارة والذي غبنا عنه وقتا طويلا عن سبب بقائه هناك وان كانت له مشكلة ما وبعد ان انصرفا حمدنا الله أنهما لم يلاحظا أكياس الرمل التي كانت هناك وإلا لكنا في ورطة كبيرة. امتطينا السيارة وغادرنا المكان إلى إحدى المقاهي بحي النصر. شرط أساسي وبمجرد ان دخلنا الى المقهى حتى بدأنا الحديث في ماهو مهم. وبادر المغربي قوله بالحديث والاستفسار عن مكان الخبيئة علما أن معظم حديثنا كان بصوت منخفض مؤكدا على ضرورة لزوم الصمت والتحكم في النفس أثناء عملية الحفر والتعزيم، والذي لفت نظري ان قريبيه لم ينطقا بكلمة واحدة وحيث قال في آخر الجلسة «حمد» لنا شرط وهو أن تطلبوا من قريبة لنا تقطن بمدينة صفاقس أن ترافقنا في رحلة البحث عن الكنز لكونها حجر أساسي في هذه العملية حاولنا الاستفسار عن السبب لكنهم أصروا انه الشرط الأساسي منذ البداية وانها الوحيدة القادرة على قراءة وفهم الإشارات والرموز لاماكن الكنوز وما كان منا إلا أن وافقنا على ذلك لكوننا متعجلين ونرغب في الحصول على الكنز في اقرب وقت ممكن. اتصلنا بقريبتنا و اتفقنا على الالتقاء صباح غد بمحطة القطارات ببرشلونة فلبت النداء بسرعة وكأنهم كانوا على اتفاق مسبق. سكت مخاطبنا للحظة ثم أردف قائلا: الشيء الذي استغربت منه هو أننا حين اتصلنا بالمغربي الأول منذ البداية وقبل ان ننطلق في رحلتنا اكد لنا ان العملية لن تكلفنا شيئا وأننا لن ندفع أي مليم قبل الحصول على الغنيمة... وبعد ان التقينا تغير كل شيء وطلبوا منا مبلغا قيمته 13 الف دينار تونسي بحجة انه ثمن البخور لتبطيل الموانع وأنهم الوحيدون القادرون على جلب هذا البخور والمتكون من «لوبان ذكر- كبريت- حلتيت - فيجل - فاسوخ أسود - حرمل - قصبر - جاوي- النيلة الزرقاء». وانواع اخرى تصل الى حد قوله الى الأربعين نوعا، والأغرب من ذلك انهم طلبوا منا من جهة اخرى ان نقوم بكراء شقة لهم في احد الأماكن الراقية بجهة تونس الشمالية وكل ذلك على حسابنا الخاص كل هذه الشروط بدأت تظهر فتيقنا أننا نتعرض الى عملية تحيل فرفضنا الصفقة وانسحبنا ونحن نتأسف على عدم إيجاد الكنز. خلاصة شهادتان تعتبران مثالين حيّين لواقع معيش في عديد المدن وعيّنة مما يعرض من شكاوي على مراكز الأمن جرّاء التحيّلات فهل بعد كل هذا علينا أن نصدّق هؤلاء الدجّالة؟ ياسمينة بن عبد اللّه ------------------------------------- إشارات خاصة بالدفائن والكنوز لا يمكن ان يختلف اثنان على ان أصحاب الحضارات القديمة سواء القرطاجية او الرومانية او الاسلامية حتى لا يملكون بنوكا تمكنهم من حفظ اموالهم ومسكوكاتهم الذهبية وعليه ان طرق دفن اموالهم وكنوزهم واخفائها معروفه للجميع وتختلف طرق دفن الكنوز بين مجموعة واخرى حيث ان هناك دفائن أفراد ودفائن دينية ودفائن أميريه او ملكيه ودفائن جيوش ايضا... تدفن بطريقة بسيطة بجوار منازلهم او داخلها حيث لا توضع لها اشارة الا نادرا كذلك اذا كانت الاموال كثيرة تدفن في مزارعهم وأراضيهم خارج قراهم ويوضع لها اشارات تدل عليها اما اذا كان الفرد في قافلة او مسافرا وخاف فانه يدفن امواله حيث يكون ويضع لها إشارة ليرجع اليها وتكون إشارات الأفراد من واقع حياتهم وما يكون في محيطهم. يمكن الاستدلال على اماكن وجود الدفائن عن طريق الاشارات والعلامات وأغلبها اما ان تكون علامات محفورة على الصخراو على جدار الجبال او حائط مهدوم وغيره من الأماكن تساعد على تحديد مكان الدفائن المالية او غيرها، وهذا ما يسمى بإشارات الحفر ولها مدلولات يعلمها اصحاب الخبرة. * العقرب تعد العقد الموجودة بالعقرب وتحولها لأمتار باتجاه الإبرة يعني اذا كان عدد العقد مثلا 5 تعد باتجاه ابرة العقرب أربع خطوات وليس بالمتر وتحفر في المكان نفسه. * الجمل الواقف تقيس من الذيل إلى أعلى الرأس وتحول السنتيمتر إلى متر والقياس باتجاه الذيل وليس الرأس وهي علامة تركية. * الجمل الجالس بالارض ويكون هذا نفر وليس حفر هنا بهذه الحالة يبطل القياس ويكون المدفون تحت الجمل نفسه. * الحمامة بالإمكان ان تكون فاتحة جناحيها وعلى طرف جناحها جرن صغيراوأن تكون راكدة على بيض ووصف البيض يختلف قد تكون بهيئة البيضة او تكون بهيئة الجرة.. للتعليق على هذا الموضوع: