"الإخوان يملكون أتباعاًُ ولا يملكون أفكاراً" إحدى المقولات التي يرددها بقصد ودون قصد فلاسفة الحزب الوطني من بقايا التيارات الفكرية المندثرة الذين ظلوا ولعقود طويلة يناضلون ضد الاستبداد والفساد لكن مع طول الطريق وقلة الزاد وضعف الإرادة تغيرت حساباتهم ليتحولوا إلى كهنة المعبد الذين طالما دعوا لهدمه وبناؤه على أساس جديد ، لكنها طبيعة السياسة في شقها المكيافللي المرفوض ، وفي المقابل نطالب بل نرجو نحن كإخوان مسلمين أن يسمعنا القوم لا يسمعوا عنا ، لذا ننتهز فرص اللقاءات والحوارات لطرح الأفكار وتوضيح الرؤى فضلاً عن تكوين صدقات جديدة ، لذا فقد رحبت باتصال أخي الدكتور جمال نصار المستشار الإعلامي لجماعة الإخوان عندما أخبرني بلقاء حواري أو مناظرة تعقدها الجزيرة مباشر بين الإخوان والحزب الوطني يوم الثلاثاء 23من نوفمبر الجاري وأنني أحد ممثلي الإخوان في هذا اللقاء مع أخي الأستاذ صبحي صالح المحامي نائب الشعب عن دائرة الرمل بالإسكندرية وأخي الدكتور عبد الفتاح رزق ، على الطرف الآخر كان ممثلو الحزب الوطني هم الأستاذ مجدي الدقاق والدكتور جهاد عودة والدكتور مصطفى علوي ثم أخبرني بعدها بساعات اعتذار الدكتور مصطفى علوي ثم اعتذار الأستاذ مجدي الدقاق وبالمتابعة أخبرني أن اللقاء سيكون يوم الأربعاء 24 \11 بدلاً من الثلاثاء وقد تغير ممثلي الحزب الوطني ليكونوا الدكتور نبيل لوقا والدكتور جهاد عودة ، قلت حسناً ثم كان الاتصال الأخير يوم الأربعاء في الحادية عشر صباحاً بأن اللقاء تم إلغاؤه لصدور تعليمات من الحزب الوطني أو بعض الجهات الأخرى ذات التغول الملحوظ في جسد الحزب وكل مؤسسات الدولة تعليمات بعدم الظهور إعلامياً خلال هذه الفترة الحرجة - قبل انتخابات مجلس الشعب – مع الإخوان لمنع المزيد من كشف الاستبداد والفساد والتزوير المكون الجيني الأصيل في خلايا الجسد المريض للحزب الوطني ، فضلاً عن مناخ البلطجة والعنف السائد في كل محافظات مصر لدرجة أصبح الجهاز الأمني لا يمثل الشعب المصري بقدر ما يمثل ميليشيا مسلحة للحزب الوطني وحده دون غيره من المصريين ، ولعدم كشف المزيد من تآكل الشرعية وانهيار الشعبية التي تعانيها منظومة الحكم رغم كثافة العضوية ووهم الأغلبية ، رغم المجمعات الانتخابية الورقية والمعايير الموضوعية الوهمية ، الحزب الوطني في مأزق فكري وسلوكي ودستورى لذا فقد رفع شعار "الهروب الكبير" *مدير المركز المصري للدراسات والتنمية