حشّادُ : نبعُك لم يجفْ كل الغُصُون المُورقهْ كل السّواعد والمعاول والمناجل تعترفْ: حشادُ نبْعُك لم يجفْ بصماتُك لم تمّحِ ثبتتْ ثبوت المبدإ منقوشة في وجه كل عاملٍ أو معولٍ أو منجلٍ وعلى المطارق والحجارةِ والسماءْ... منقوشة منقوشةٌ حتى السنابلُ تشهدُ في كل عام تعترفْ: حشادُ نبْعُك لم يجفْ .......... ما زلنا نسمعُ صوتك في سكة المحراث في وقع الفؤوس الداميهْ في دَمْدَمَاتِ الصخرة بين المطارق والأيادي الهاويهْ ما زلنا نسمعُ صوتك في لغطةِ الفلاح خلفَ الماشيهْ وفي صدى الأناتِ تحت المنجم وفي أزيز الآلة المطليّةِ من عرق العمال من دمع اليتامى والأرامل والبطون الخاويهْ كل السّواعد تعترف: حشادُ نبْعُك لم يجفْ ........ حشادُ وجهُك لم يغبْ رغم الرّدَى لم يحتجبْ ما زلنا نذكر صُورَتكْ في كل كف مختضبْ بدمائنا بجراحنا في لون خبز أسْمر أو ساعدٍ مُتورّمٍ وعلى الرّصيف العاطل نتتبع بصماتِك حتى الرصيفُ يعترفْ: حشادُ نبْعُك لم يجفْ ........... بئسَ الغريرُ ما اقترفْ بئس الصّلفْ بئس الجبانُ المرتجفْ لكنك حشاد نبعك لم يجفْ كل الشعوب تعترفْ صحيفة "الوطن" العدد 167 الصادر في 10 ديسمبر 2010 المصدر بريد الفجرنيوز