تجمع عدد من التونسيين أمام القنصلية التونسية في باريس الأحد ، استجابة لدعوة نشرت على صفحات فايس بوك ، تضامنا مع مواطني مدينة سيدي بوزيد التي تشهد مواجهات عنيفة بين السكان وقوات الأمن منذ عشرة أيام أسفرت عن سقوط قتيل وعشرات الجرحي .الدعوة إلى التظاهر السلمي أمام القنصليات التونسية تم الإعداد لها منذ تصاعد وتيرة الأحداث في مدينة سيدي بوزيد خلال الأسبوع الماضي .وتناقلت مدونات ومواقع على انترنت ومجموعات على فايس بوك أخبار التجمعات التي أراد منظموها أن تتم بشكل متزامن أمام كل القنصليات التونسية في فرنسا يومي السبت والأحد. صبري وهو مهندس معلوماتية و أحد منظمي هذا التجمعات صرح لفرانس 24 بأن الغرض من تنظيم هذه المظاهرة التي أردناها أن تكون عفوية هو أن نبرز للشعب التونسي عامة وسكان سيدي بوزيد بصفة خاصة ، أننا نساندهم ولو فرقت بيننا المسافات ، وهي محاولة لكسر العزلة التي يفرضها عليهم النظام : عزلة إعلامية أيضا وهي أشد وطأة من العزلة الأمنية. التظاهر والاحتجاج على السياسية القمعية في مدينة سيدي بوزيد نظمناه على صفحات فايس بوك ، فقد أصبح هذا الموقع خير أداة للتواصل مع زملائنا وأصدقائنا داخل وخارج تونس...وأنشطتنا المنددة بالسياسة البوليسية لبن علي تلقى تجاوبا كبيرا على صفحات موقع التواصل الاجتماعي هذا..وليس من الغريب أن يتم حجبه يوما ما إذا ما تصاعدت الحركات الاحتجاجية في تونس. صبري نفى أن يكون ناطقا بلسان أي من الأحزاب السياسية المعارضة وأكد أن مشاركته في هذا الاحتجاج هي أساسا للتعبير عن موقف مواطن تونسي عادي يتضامن مع أبناء شعبه في مواجهة سياسية القمع التي ينتهجها النظام. خلال هذه المظاهرة السلمية لاحظنا الانتشار الأمني الكثيف لقوات الأمن الفرنسي التي تحكمت في تنظيم هذه الاحتجاجات بشكل يمنع المحتجين من الاقتراب كثيرا من مقر القنصلية التونسية . وصرح لنا أحد أفراد الأمن الفرنسي بأن هذه الإجراءات هدفها الحفاظ على سلمية هذه التظاهرة ، كون الاقتراب من القنصلية قد يسبب انفلاتا أمنيا وقد يعرض العاملين فيها والمتظاهرين على حد السواء لمخاطر محتملة. اللافت للنظر أن هذه المظاهرة السلمية تميزت بحضور بارز لرجال أمن تونسيين أيضا تسللوا ضمن المحتجين ، وهو سلوك يبدو أن المتظاهرين قد اعتادوا عليه . ويقول شاكر الذي كان مصحوبا بأحد أبنائه " أنظر كيف يمارس بن علي سياسته البوليسية حتى خارج تونس.هذه ليست المرة الأولى التي يتسلل فيها رجال الأمن إلى المظاهرات، هناك أيضا من يقوم بالتقاط صور فوتوغرافية و تصويرنا بالفيديو لمضايقتنا وملاحقتنا عند عودتنا لتونس إذا ما تم التعرف علينا. لقد عشنا ذلك إبان زيارة بن علي إلى باريس خلال 2009 حين نددنا بوضع حقوق الإنسان في تونس أمام نفس هذه القنصلية... الشعارات التي رفعها المتظاهرون " تونس ، لا للتجويع لا للقمع كلنا مع أهالي سيدي بوزيد" وكذلك شعارات منددة بقمع السلطة للحريات في تونس ...كلها شعارات مرتبطة بأحداث سيدي بوزيد .كما ردد المتظاهرون شعارات أخرى تندد بسيطرة الدائرة المقربة من بن علي على ثروات البلاد ونددوا ب"المافيا المحيطة به " على حد تعبير سلمى التي أتت بصحبة أخاها إلى هذه المظاهرة. وتقول سلمى " لقد طفح الكيل ...لم يبق اليوم أمام الناس سوى الانتحار لإسماع أصواتهم وللمطالبة بتحريرنا من هذه العصابة التي تحكم البلاد بالحديد والنار... الاحتجاجات ستتواصل إلى أن يأتي التغيير ...ونطالب بن على وعصابته بالرحيل عن البلاد، بعد أن غنموا من خيرات البلاد الكثير...نغفر لهم بشرط أن يسلموا مقاليد تونس لمن يستحق...وما ضاع حق ورائه مطالب... حاولنا الاتصال بالقنصلية التونسية للاطلاع على رد فعلها إزاء هذه المظاهرة ...إلا أن الموظفين امتنعوا بداعي عدم تلقيهم أوامر رسمية من تونس للتحدث للصحافة بحيثيات التجمع الذي وصفوه بالفردي والمنعزل والهامشي.