قال الحزب الديقراطي التقدمي في تونس اليوم الاثنين ان السلطات صادرت العدد 275 من صحيفة الموقف الناطقة بلسانه بسبب تغطيته لاحداث سيدي بوزيد التي شهدت اشتباكات اندلعت قبل نحو 10 أيام وتسببت في سقوط قتيل.وأضاف الحزب المعارض في بيان ارسل لرويترز ان كل الاعداد سحبت من الاكشاك بعد وقت قصير من توزيعها.وقال التقدمي ان هذا الاجراء يمثل "تعديا جديدا لحرية التعبير." واستغرب رئيس تحرير الموقف رشيد خشانة من ان تصادر السلطات الصحيفة بسبب مقالات عن احداث سيدي بوزيد بينما تتصدر اخبار المنطقة العناوين الاولى لوسائل الاعلام الاجنبية. واندلعت منذ عشرة ايام اشتباكات عنيفة بمدينة سيدي بوزيد الواقعة على بعد 120 كيلومترا من العاصمة تونس احتجاجا على اقدام شاب تونسي على احراق نفسه بسبب البطالة رغم انه من حملة الشهادات العليا. وتطبع صحيفة الموقف حوالي 8 الاف نسخة اسبوعيا وهي من اكثر صحف المعارضة جرأة وانتقادا للحكومة. ومن جهة أخرى شن مجلس النواب التونسي وخمسة احزاب سياسية هجوما كاسحا على قناة الجزيرة القطرية الاثنين واتهموها بتشويه سمعة البلاد والتضليل بهدف بث الفوضى خلال تغطيتها لاحتجاجات سيدي بوزيد على تفشي البطالة. واندلعت منذ عشرة ايام اشتباكات بمدينة سيدي بوزيد الواقعة على بعد 210 كيلومترات من العاصمة تونس احتجاجا على اقدام شاب تونسي على احراق نفسه بسبب البطالة رغم انه من حملة الشهادات العليا. وقال بيان للبرلمان ان "الجزيرة تسعى لتشويه سمعة تونس وبث روح الحقد والبغضاء وتوظيف مجريات الأحداث لغايات مشبوهة واختلاق الاستنتاجات المضللة والمزاعم الواهية وفسح المجال للمناوئين والمشككين للإساءة لتونس على أساس التلاعب بالمشاعر والمغالطة الرامية إلى بث الفوضى وزعزعة الاستقرار". وبثت قناة الجزيرة القطرية تقارير عديدة عن الاشتباكات بين الشرطة ومحتجين كما بثت صورا منقولة من هواتف محمولة. وتصدرت ما اصبح يعرف بأحداث سيدي بوزيد الصفحات الاولى لاغلب وسائل الاعلام العالمية في بلد تندر فيه مثل هذه الحركات الاحتجاجية. من جهته اعرب حزب الوحدة الشعبية عن اليقين بأن "مزاعم (الجزيرة) وبعض وكالات الانباء التي حذت حذوها دون ان تذكرها باتت مكشوفة امام الرأي العام الوطني وكل القوى الوطنية." وقال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي إن التناول الإعلامي لقناة الجزيرة مع أحداث سيدي بوزيد وعدد من المدن الأخرى "لم يكن تعاطيا محترفا وملتزما بقيم ومبادئ العمل الصحفي بل كان في جوهره تعاطيا سياسيا يدفع في اتجاه مزيد توتير الوضع من خلال أسلوب التهويل والتضخيم." اما الحزب الاجتماعي التحرري فوصف تغطية قناة الجزيرة بانها "حملة اعلامية مشبوهة تنطلق من أهداف مغرضة وساعية الى خدمة أهداف تتقاطع مع مصالح المواطن وتتعارض مع خدمة الوطن." واتهم حزب الخضر للتقدم الجزيرة "بتضخيم الأحداث والتركيز على البث المتكرر طيلة أيام عديدة لصور غير موثوقة المصدر ومعتمدة التركيب الموجه لهذه الصورة لأجل وضع الأحداث خارج إطارها ولإيهام الناس بوقائع ترتكز على الاثارة." وينظر الى هذه الاحزاب على انها مقربة من الحكومة. واستفحلت الاشتباكات لتصل الى مدن مجاورة مثل المكناسي وبوزيان والرقاب والمزونة بعد أن أقدم شاب ثان على الانتحار احتجاجا على بطالته ايضا بتسلق عمود كهربائي ولمس اسلاك ذات جهد عال. وأتخذت الاحداث منعطفا خطيرا يوم الجمعة حين قتل شاب في مدينة بوزيان التابعة لمحافظة سيدي بوزيد برصاص الشرطة اثناء مواجهات عنيفة بين محتجين وقوات للشرطة كانت تحاول منع الشبان من السيطرة على مركز للحرس.