تونس تشارك في متابعة سير انتخابات مجلس النواب في مصر    العاب التضامن الاسلامي (الرياض 2025): جميلة بولكباش تهدي تونس الميدالية الذهبية الاولى    يمينة الجواني من منزل بورقيبة تروي تجربتها مع مؤسسة «أندا»: من الزراعة الكبرى إلى طموح التوسّع    عاجل/ رشق هذا القطار بالحجارة ووقوع اصابات    قابس: انطلاق فعاليات الصالون الأوّل للتقنيات الزراعية الحديثة والتكنولوجيات المائية    الليلة: ضباب بهذه الجهات..    الليلة: طقس هادئ ومناسب للبحّارة    عاجل/ الزهروني: "دقبونة" و"ولد العيارية" و"العروسي" في قبضة الامن    مشروع السدّ يتحرّك: مفاوضات جديدة لإنهاء ملف انتزاع الأراضي بجندوبة!    كاس افريقيا للامم لكرة اليد - المنتخب التونسي في المستوى الاول    عاجل/ صدور أحكام سجنية في قضية هجوم أكودة الارهابي    عاجل/ تونس تطرح مناقصة دولية لشراء القمح الصلب والليّن    مباراة تونس وموريتانيا الودية : وقتاش و القناة الناقلة ؟    مدير المركز الوطني لنقل الدم: هدفنا بلوغ 290 ألف تبرّع سنوي لتلبية حاجيات البلاد من الدم ومشتقاته دون ضغوط    مجلس الجهات والأقاليم ينتدب في هذه الخطط الإدارية..#خبر_عاجل    الإعلان عن الهيئة المديرة للدورة الجديدة لأيام قرطاج المسرجية    سليانة: انطلاق مهرجان "نظرة ما" في دورتها الثانية    عاجل: 8 سنين حبس لفتاة تروّج في المخدّرات قدّام مدرسة في الجبل الأحمر!    الرابطة الأولى: النادي الصفاقسي يطالب بصافرة أجنبية في الكلاسيكو    عاجل/ انشاء هيكل جديد لتنظيم قطاع القهوة في تونس    الهند: ارتفاع حصيلة انفجار السيارة إلى 12 قتيلا    أطباء بلا حدود تكشف: الأوضاع الإنسانية بغزة ما تزال مروعة..    الترجي الرياضي: توغاي يعود إلى تونس.. ورحة بأيام ل"بن سعيد"    محاولة سطو ثانية على لاعب تشلسي... واللاعب وأطفاله ينجون بأعجوبة    استعمال'' الدرون'' في تونس : وزارة الدفاع تكشف مستجدات المشروع الجديد    نواب ينتقدون مشروع ميزانية الدولة لسنة 2026: "استنساخ للسابقة واعتماد مفرط على الجباية"    ائتلاف السوداني يحقق "فوزاً كبيراً" في الانتخابات التشريعية العراقية    فنزويلا: مادورو يوقّع قانون الدفاع الشامل عن الوطن    انطلاق معرض الموبيليا بمركز المعارض بالشرقية الجمعة 14 نوفمبر 2025    عاجل: هزة أرضية بقوة 5.36 ريختر تُحسّ بها عاصمة بلد عربي    يوم مفتوح لتقصي مرض الانسداد الرئوي المزمن يوم الجمعة 14 نوفمبر بمركز الوسيط المطار بصفاقس    تونس تشارك في بطولة العالم للكاراتي بمصر من 27 الى 30 نوفمبر بخمسة عناصر    وزارة المالية: أكثر من 1770 انتدابا جديدا ضمن ميزانية 2026    قفصة: وفاة مساعد سائق في حادث جنوح قطار لنقل الفسفاط بالمتلوي    تحطم طائرة شحن تركية يودي بحياة 20 جندياً...شنيا الحكاية؟    تعاون ثقافي جديد بين المملكة المتحدة وتونس في شنني    "ضعي روحك على يدك وامشي" فيلم وثائقي للمخرجة زبيدة فارسي يفتتح الدورة العاشرة للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان بتونس    ليوما الفجر.. قمر التربيع الأخير ضوي السما!...شوفوا حكايتوا    النجم الساحلي: زبير بية يكشف عن أسباب الإستقالة.. ويتوجه برسالة إلى الأحباء    معهد باستور بتونس العاصمة ينظم يوما علميا تحسيسيا حول مرض السكري يوم الجمعة 14 نوفمبر 2025    تحب تسهّل معاملاتك مع الديوانة؟ شوف الحل    عاجل/ هذه حقيقة الأرقام المتداولة حول نسبة الزيادة في الأجور…    سباق التسّلح يعود مجددًا: العالم على أعتاب حرب عالمية اقتصادية نووية..    اسباب ''الشرقة'' المتكررة..حاجات ماكش باش تتوقعها    خطير: تقارير تكشف عن آثار جانبية لهذا العصير..يضر النساء    حادث مؤلم أمام مدرسة.. تلميذ يفارق الحياة في لحظة    بش تغيّر العمليات الديوانية: شنوّا هي منظومة ''سندة2''    تحذير عاجل: الولايات المتحدة تسحب حليب أطفال بعد رصد بكتيريا خطيرة في المنتج    تقديرا لإسهاماته في تطوير البحث العلمي العربي : تكريم المؤرخ التونسي عبد الجليل التميمي في الإمارات بحضور كوكبة من أهل الفكر والثقافة    محمد علي النفطي يوضّح التوجهات الكبرى لسياسة تونس الخارجية: دبلوماسية اقتصادية وانفتاح متعدد المحاور    المهد الوطني للرصد الجوي: ظهور ضباب محليا كثيف صباح غد الأربعاء    وزارة الثقافة تنعى الأديب والمفكر الشاذلي الساكر    فريق من المعهد الوطني للتراث يستكشف مسار "الكابل البحري للاتصالات ميدوزا"    تصريحات صادمة لمؤثرة عربية حول زواجها بداعية مصري    الدكتور صالح باجية (نفطة) .. باحث ومفكر حمل مشعل الفكر والمعرفة    صدور العدد الجديد لنشرية "فتاوي تونسية" عن ديوان الإفتاء    شنيا الحاجات الي لازمك تعملهم بعد ال 40    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إنتفاضة شعبنا في سيدي بوزيد تواصل الزحف على معاقل الدكتاتور بن على
نشر في الفجر نيوز يوم 30 - 12 - 2010


قراءة تحليلية بقلم رافع القارصي
معركة الإستقلال الثاني تدخل يومها الرابع عشر وتطيح بأربعة رؤوس من
عصابة السراق في إنتظار البقية و خاصة زعيمهم الجنرال بن علي
إستمرار الإنتفاضة يربك النظام ويجبره على إرتكاب الأخطاء الفاضحة
الخطاب و التحوير الوزاري نموذجا .
بين الخطاب الإضطراري و التحوير الوزاري الإضطراري
الجنرال بن على " هز ساق تغرق الأخرى " .
لقد أجبر أسلوب الضغط العالى " Pressing" المعتمد من قبل شعبنا في إنتفاضته المباركة "مدرب فريق عصابة السراق" الجنرال بن على على فقدان التركيز خاصة بعد بروزكتابات على الجدران في حي بوسلسلة في المرسي على بعد كلمترات قليلة عن قصر مملكة قرطاج فقام بتغيير إضطراري و فاشل لتشكيلة عصابة السراق و هو ما يعبر عنه في قاموس كرة القدم ب " الكوتشينق " إن هذه الإستعارة و التوصيف ينسحبان بالكامل على التحوير الوزاري الذي حصل البارحة و الذي سنقف عند دلالاته من حيث التوقيت و من حيث الأبعاد كما سنتعرض إلى خطاب الدكتاتور بن على بالتحليل مؤطرين كل هذا التخبط و الفوضى في خانة إنتصارات شعبنا و إنجازات إنتفاضته المباركة و هى مازالت في يومها الرابع عشر .

1 / المبحث الأول : خطاب الدكتاتور المتهالك :
هو الإثبات العيني على عمق أزمة السلطة وعلى تواصل الذهول و الصدمة في صفوف
أركان النظام مما يقع على الأرض من تحولات في وعي الجماهير و أداء النخبة .

بعد أكثر من عشرة أيام من عمر الإنتفاضة المباركة و بعد أن تحولت " الحركة المعزولة " على حد زعم إعلام الجنرال المتهالك إلى حركة شعب سئم القهر و البغي الإجتماعي و الحيف و الضيم و الفساد و الإستبداد الذى مارسته عليه عصابة السراق على مدى 23 سنة
وفي حركة يائسة لا تقل يئسا عن حركة الشبان المحترقين في سيدي بوزيد وتعكس بوضوح حالة من ضيق الأفق والحيرة و الإرتباك والتخبط و القلق أدت جميعها إلى فقدان البوصلة عند أعلى هرم السلطة بما يؤشر إلى قرب إلتحاقه بقافلة المنتحرين غير مأسوف عليه .
إنه و بحكم ضحالة الخطاب و ضعف حقله الدلالي إضافة إلى حجم التشنج الذى كان عليه الدكتاتور أثناء إلقائه فإني أتجه إلى الإقرار و قبل الشروع في ملامسة " إعلان الحرب"الذي أطلقه الجنرال بن على على شعبنا و نخبته الإٌقرار بأن الباحث بحكم التوصيف آنف الذكر لا يجد مجالات و اسعة لتحليل مفرداته و تتبع مفاصله نظرا لحالة الفقر المضموني الذى كان عليها ولحالة الإنفصام بين النص و بين تطلعات الشارع التى عان منها خطاب الجنرال بن على.
إلا أن ذلك لن يحول بيننا و بين تفكيكه وقراءته من خلال الأقسام التالية :
القسم الأول: الجنرال بن على ينتج بإمتياز خطاب الرداءة و رداءة الخطاب .
لقد جمع الجنرال في خطابه بين رداءتين وهى سابقة في خطابات الرؤساء تحسب له و بدى عليه الغضب و لاح متوترا و مضطربا و بالرغم من أن الخطاب مسجل لم يقدر الطاقم الأمنى العامل معه على النجاح في تهدئته قبل التسجيل و إعطائه جرعات من التماسك و الرصانة فجاء النص رديئا من حيث الشكل ( فقرة أولى ) و رديئا من حيث المضمون ( فقرة ثانية )

الفقرة الأولى من حيث الشكل :

عادة ما يخضع رجل الدولة إلى دورات تدريبية مكثفة من قبل طواقم من المختصين المشهود لهم بالخبرة و الكفاءة الأكاديمية في فن إلقاء الخطب و مواجهة الرأى العام و التأثير فيه و إستمالاته وهذا التأهيل و التكوين يكاد ينسحب على كل رجالات الدول و يزداد وجوبية في حالة الرؤساء الذين يعانون من حالة فقر مدقع في المخزون العلمي و المعرفي فضلا عن الخطابة و البلاغة و فن الكلام و هي هنات كلها مجتمعة في الجنرال بن على الذى يبدو أنه فشل في كل مراحل التأهيل آنفة الذكر و لم يقدر على إستيعاب أى درس و إليكم الأدلة والقرائن من خلال خطابه الأخير :
1 / كثرة الحركة بالرغم من أنه جالس على كرسي :
تؤكد الدراسات النفسية ذات العلاقة بتفكيك وفهم وتحليل طبيعة الشخصية من خلال لغة الجسد وحركته بأن الشخص الذى يكثر من تحريك الأصابع والأيادي بشكل غير متناسق إضافة إلى عدم إستقراره في الجلسة أثناء إلقاء خطاب إلى الرأى العام وهو ما كان عليه الجنرال بن على طيلة دقائق الخطاب المتلفز
" لاحظ أخي القارئ ان الجنرال بن على كاد يخرج من التلفزة من كثرة الحركة ( مرة يتقدم إلى الأمام ومرة يتراجع إلى الخلف أثناء حديثه إلى شعبنا ) .
تؤكد الأبحاث العلمية بأن هذا النوع من الأشخاص عادة ما يكون يعانون أثناء إلقاء الخطاب من توترات نفسية حادة و إرتفاع غير عادي في كميات الأدرينلين نتيجة للقلق و للضغط اللذين يسيطران على مزاجهم النفسي وأدائهم السلوكي الخارجي وهذا ما لمسه شعبنا وكل الملاحظين في سلوك الجنرال بن على و هو يلقى الخطاب الفضيحة .
2 / التلعثم الفاضح بالرغم من أن الخطاب مسجل :
عند حديثه عن إستعمال المتطرفين للعنف و للفوضى وقبل النطق بالكلمة التى كان ينظر إليها في الشاشة العملاقة المنتصبة أمامه إنعقد لسانه و كاد يتوقف عن الكلام و لم يقدر على نطق كلمة تعبير بشكل واضح فجاءت الكلمة التى نطقها مزيجا بين مفردتين " التعبير والتغيير "
وأضاف بذلك إلى القاموس العربي مفردة جديدة لا أظن أن سبويه المسكين سيفرح بها .
3 / تركه لجهاز الهاتف بجانبه في حالة خدمة :
" أما هاذي قالت لهم إسكتو " ويأتي الدليل القاطع الآن على قمة التوتر و الإرتباك الذي كان عليه الجنرال بن علي و هو يلقى خطابه مع إنطلاق رنين الهاتف و سعى "بن على" المحموم في إسكات صوته و البحث عليه فتشتت تركيزه و ضاع بين النظر إلى عدسات الكاميرا و بين البحث عن الهاتف العجيب (الذى هو الآخر يصطاد في الماء العكر ) وبين ضرورة مواصلة قراءة البيان فتحول بذلك إلى مشهد ساخر تتندر به جماهير شعبنا و تتناقله مواقع النت.
إن حادثة الهاتف كانت الفاضحة التى كشفت أن الجنرال بن على يعيش هذه الأيام خريف عمره السياسى و أن رنين صوت الهاتف لم يكن في الحقيقة إلا رجع صدى لرنين صوت الجماهير و لصوت الآذان المتآمر عليه إذ لا أجد التفسير لهذه السقطة إلا داخل هذه الفرضيات :
أ / قاعة العمليات : تأكيدا لما نشرناه في نشرات سابقة حيث أوردنا الأخبار التى تدور داخل تونس و التى مفادها أن الجنرال بن على يشرف شخصيا على قاعة عمليات قمع الإنتفاضة الشعبية طيلة ساعات الليل و النهار و لا يغفل عن عمليات الرصد و التوجيه و تحليل المعطيات الأمنية الوادرة من المناطق المتمردة على حكمه وفي هذا الإطار يأتي تركه للهاتف في حالة الخدمة لتلقى الأخبار و إعطاء التعليمات .

ب / إنفلات داخل فريق العمل المحيط به : إن إطلالة أى رئيس دولة في العالم تسبقها عمليات معقدة من الإجراءات التى تطال كل صغيرة وكبيرة ذات صلة بمظهر الرئيس و شكله و هيئته
و لا يترك أى شئ للصدفة و تزداد هذه الإجراءات أهمية إذا تعلق الأمر برئيس حظه من الأرصدة العلمية و الكريزما يعانق الصفر و لامجال أمامه "لتعويض" هذه النقائص إلا بالتركيز على جغرافية جسده بداءا بشعره و إنتهاءا بأخمس قدميه و هي الحالة التى تنطبق على الجنرال بن على بالكامل فكيف يعقل و الحالة تلك أن يغفل فريق العمل على مسألة الهاتف و يحرج رئيسه يوم الزينة ؟؟ إنه الإنفلات و الإرتباك و الخوف من القادم الذي أصبح يسيطر على الجميع .
ج / فرضية إحراج " بن على " أمام الشعب و الرأي العام لترذيل صورته واردة أيضا :
بالرغم إني لست من أنصار التفسير التآمري للأحداث إلا أنه فى حالة كحالة نظام عصابة السراق في تونس وخاصة في هذه الظروف الصعبة التى يمر بها تبقى كل الإحتمالات واردة بما في ذلك إحتمال قيام بعض لوبيات القصر بإختلاق حادثة الهاتف لإرباكه أثناء إلقاء الخطاب و تشتيت ذهنه المشتت بطبعه ومن ثم ترذيل صورته أمام الناس جميعا حتى يسهل عليهم شطبها نهائيا و الذي يسند هذا الإحتمال أن الخطاب مسجل ورغم ذلك لم يقع التخلص من اللقطة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .

الفقرة الثانية/ من حيث المضمون :/ تلازم الوعد الكاذب بالوعيد الصادق :
لقد جمع الجنرال بن على في كلمات معدودات بين الوعد الكاذب و الوعيد الصادق و هي بلاغة وإبداع يحسده عليه أصحاب المعلقات السبع فكلاهما ينهل من رقم سبعة و لكن الجنرال يتفوق عليهم بهذا السبق اللغوي الباهر.
ففي الوقت الذي كان فيه بعض السذج و المغفلين ينتظرون من الدكتاتور إجراءات جذرية على الأرض تحمي الأرواح البشرية لشعبنا من الرصاص و من الإنتحار وتطفئ لهيب الغضب راوغ الجنرال الجميع كعادته و سار كعادته عكس إتجاه مصالح الشعب بل حتى عكس مصالحه و مصالح نظامه المتهالك وواصل سياسة الهروب إلى الأمام بأن أصر على المضي قدما في نفس الخيارات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية التى قادت الشباب إلى الإنتحار و أخرجت الجماهير إلى الشارع .
إن هذا التوجه يعكس في الحقيقة إفلاسا على كل المستويات ويؤشر على فقدان النظام لأى ورقة من شأنها تنفيس الإحتقان و لو إلى حين
إنه الإنسداد " وقفت الزنقة للهارب " أمام" بن على" فلم يعد قادر على إطفاء الحريق
أو حتى الإيهام بذلك و لم يعد يملك إلا الوعد الكاذب بالتشغيل و بالحرية و الديمقراطية و هذا ما لم يعد ينطلى حتى على نزلاء مستشفى منوبة للأمراض العقلية " فرج الله كربهم " .
إلى جانب الوعد الكاذب و هي الصفة المميزة و الملازمة لكل خطابات " بن على"
إنتقل بسرعة للحديث عن الوعيد و قد كان هذا المرة صادقا ككل مرة يتوعد فيه شعبنا وقواه النقابية و السياسية و الشبابية وردد بصوت خشبيا الله وحده يعلم كم من سيبال يتضمن
مرتين " بكل حزم بكل حزم " فجاء الوعيد ضارب 2 و الوعد ضارب 0 و هو ما ترجمته بسرعة جحافل قوات القمع ضد المحامين و الصحافيين و النقابيين و الجماهير المنتفضة بعد الخطاب في جندوبة و الجنوب و جبنيانة و قفصة و غيرها من منطق العزة من وطننا الجريح.
إننا نحمل الجنرال المتهالك بن على كل الآثار القانونية " الجزائية " و الساسية المترتبة عن إعلان الحرب ضد الإنتفاضة المباركة وكما نحمله شخصيا المسؤولية كذلك عن كل الجرائم التى أرتكبت قبل الخطاب و التى سترتكب بعد الخطاب و نهيب بكل الزملاء العاملين في الحقل القانوني و الحقوقي في داخل الوطن و خارجه العمل من الآن على تكوين الملفات و توثيق كل الجرائم لتقديمها إلى القضاء الدولى حيث إن مبدأ الإختصاص الدولى لملاحقة كل من يرتكب جرائم ضد الإنسانية مازال يسمح لنا في العديد من البلدان بتحريك الدعاوى ضد الجنرال و أعوانه القتلة وإنا غدا لناظره قريب .

المبحث الثاني : التحوير الوزاري" كوتشينق" فاشل يؤشر على بداية رحلة السقوط :
إننا نعتبر أن دوائر صنع القرارفي النظام كانت تتعتقد أن خطاب الجنرال بن على كفيلا لوحده بإخماد الإنتفاضة و لما تحركت الجماهير كالعادة بعد الخطاب في كل من ولايات الجنوب و صفاقس و جندوبة و الكاف و جبناينة" إلى حد كتابة هذا النص".
أدركت عصابة السراق أن الإنتفاضة هذه المرة مصممة على إدراك أهدافها السياسية و الإجتماعية و مصممة على إحداث التغيير الحقيقي في البلاد و إعادة تشكيل المشهد السياسي التونسي وفق إفرازات واقع ما بعد 17 ديسمبر 2010 بمعنى" حسب توقيت الإنتفاضة و ما جاورها من أحداث" عندها إنتقلت على عجل إلى القيام بإجراء تقليدي تلجأ إليه كل الأنظمة المتهالكة في الربع الساعة الأخير من عمرها السياسي و المتمثل في تبديل مواقع قطع الشطرنح مع الحفاظ على نفس الرقعة ونفس طريقة اللعب و نفس الخيارات التكتيكية ولكن مع إدخال بيادق جدد و وضع البيادق القديمة في مواقع جديدة للتشويش على الجماهير و إختراق إرادتها و إرباك حركتها و إعاقة تقدم إنتفاضتها ولكن غاب عن هؤلاء الحمقى أننا نعيش في 2010 و أن مسرحية بورقيبة في 3 جانفي84" نرجعوا فين كنا قبل الزيادات " لن يكتب لها النجاح هذه المرة فشعبنا قد عرف طريقه و لا مجال للضحك عليه بأى طريقة ولن يرضى إلا بطرد الطرابلسية و زعيمهم من المشهد السياسي و إسترداد أمواله المنهوبة.
كيف نقرأ هذا التحوير الوزاري الإضطراري ؟؟
كنا نتصور أن قدرة أركان النظام المتهالك على إمتصاص الإنتفاضة أكبر من هذا الأداء الهزيل و الضعيف و المتخبط و الذى لا يصح فيه إلا التعبير الدارج " هز ساق تغرق الأخرى "
حيث إن إقدام الجنرال و طاقمة الأمنى الذى يسنده على هكذا حماقة لا يمكن فهمه إلا في هذه العناوين البرقية السريعة ..
1 / قطع الطريق أمام مطلب الهوية لكي لا ترفعه الجماهير مع مطالب الخبز والحرية .
وهو ما نقرأه من خلال إستبعاد وزير التلوث السمعي الجلاد الأخزوري من تشيكلة حكومة عصابة السراق في هذا التوقيت بالذات و كأن قضية الآذان هي الجريمة الأولى في حق إسلامنا العظيم والحال أن الجنرال بن على و هو المسؤول الأول عن كل المنكرات التى وقعت طيلة عهده البائد" بإذنه تعالى" في حق هوية شعبنا بدءا بالحجاب الجريح و دوس القرآن الكريم في السجون و المعتقلات و تعطيل فريضة الحج وخطة تجفبف الينابيع و السماح " لإبليس بالإستقرار في تونس بصفة دائمة " إلخ إلخ إلخ ......... إلخ إلخ إلخ ........
2 / تأكيد تواصل زواج المتعة بين اليسار الإنتهازي وريث الشرفي في الحكم و بين النظام :
إن مواصلة الإحتفاظ بالمرتزق الشيوعي المدعو سمير لعبيدى والإنتقال به إلى موقع جديد في تشكيلة حكومة عصابة السراق يؤكد الإرتباط الوثيق بين مصالح الجنرال في البقاء في السلطة و مصالح اليسار الإنتهازي ( أنزه شرفاء اليسار الذين ينزلون في الشوارع مع شعبنا و يشاركون في فعاليات الإنتفاضة فلهم منى كل الإحترام و التقدير ) في التمعش منه على قاعدة تبادل المنافع بين الأمن و الإيدولوجيا خاصة وأن المهمة الجديدة التى أوكلت إلى هذا المرتزق تتمثل في تعطيل النت و ضرب النضال الاكتروني بما يشبه إعلان منه جولان المعلومة والصورة في الفضاء الإفتراضي بعدما خسر النظام هذه المعركة و تعرى أمام الشعب والرأي العام الدولي فغطت فضائحه كل الآفاق وهو ما شرع فيه منذ تسلمه المهمة القذرة الجديدة حيث وقع قطع النت على المناطق المنتفضة و إعتقال العديد من شباب الفيس بوك .
و لكن يسعدنى أن أزف في أذن هذا الشقي المرتزق خائن ولى نعمته ماركس و إنجلز أن أشبال الإتحاد العام التونسي للطلبة في الميدان يطوفون الشوارع مع شعبهم وكلهم وفاء لقياداتهم التاريخية ولدماء الحركة التلمذية والطلابية و لن يكون مصيرك بأفضل من مصير " عرفك " الشرفي الذى لفظه الجنرال المتهالك "بن على" بعدما إستنزفه في محاربة الهوية و حرية العمل السياسي و النقابي في الجامعة ولكنك تبقى أحمق و إنتهازي كما كنت في الجامعة .

ملاحظة هامة جدا جدا جدا من وحي التحوير الوزاري الأخير :

إننا نعتبر أن القوى الدولية الداعمة للجنرال بن على لم تكن حاضرة في التخطيط لهذا الإجراء أو في توجيه الجنرال إليه على إعتبار أنه لو كان الأمر كذلك لما كات هذه الخطوة متسرعة بهذا الشكل و فاقدة لأى قيمة سياسية من شأنها حماية مصالحها من الإهتزاز في تونس نقول هذا و نحن نستحضر خطاب بورقيبة في 3 جانفي 84 الذى تؤكد مصادرنا أن اللاعب الدولى كان حاضرا فيه بقوة بل كان المهندس الحقيقي لمفردات الخطاب لأنه يومها مازال في حاجة إلى نظام بورقيبة أما في هذه المرة فيبدو أن جماعة وراء البحار رفعوا أيديهم عن الجنرال تحضيرا للبديل . مؤشر خطير يستحق الرصد والمتابعة في قادم الساعات و الإيام ...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.