تونس:قالت الصحفية التونسية في قناة "تونس 7" سكينة عبد الصمد في حوار مع فرانس 24 إن الشعب التونسي يعيش انتفاضة حقيقية وتاريخية، مضيفة أن لجنة التحقيق حول الفساد التي دعا رئيس البلاد إلى تشكيلها يجب أن تكون وطنية ومستقلة عن السلطة وعليها أن تكشف النقاب عن المخالفين الحقيقيين سواء كانوا داخل النظام أم خارجه. إلى ماذا أفضت الندوة الصحفية التي نظمتها بعض أحزاب المعارضة والمنظمات غير الحكومية الأربعاء بالعاصمة؟ سكينة عبد الصمد: لقد تحدثنا عن الطريقة التي انتهجها النظام التونسي لحل الأزمة التي تعصف بالبلاد واستخلصنا في النهاية أن السلطة أعطت الأولوية للحل الأمني ولم تطلب من الشرطة وقف إطلاق النار على المحتجين المسالمين. أكثر من ذلك، رئيس الدولة في خطابه ابتعد كثيرا عن الحل السلمي وراح يبحث عن كبش فداء. كما استمر التعتيم الإعلامي والخطاب الدعائي وأضاعت السلطة فرصة تهدئة النفوس وتهربت كليا من مسؤوليتها. من جهة أخرى، ندد الصحفيون التونسيون مرة أخرى بالقمع الذي يستهدف أبناء الشعب العزل وطالبوا الدولة بالتخلي الفوري عن الحل الأمني لأنه يقود إلى خندق. الرئيس التونسي اتخذ قرارات جديدة – إقالة وزير الداخلية وفتح تحقيق حول الفساد ... - هل سيساعد هذا في وقف الاحتجاجات واستعادة الأمن في البلاد؟ سكينة عبد الصمد: أتصور أن الشعب يطالب بتغيير حقيقي وليس "روتشات" لإسكاته. لجنة التحقيق حول الفساد مثلا يجب أن تكون وطنية ومستقلة لكي تكشف النقاب عن المخالفين الحقيقيين سواء كانوا داخل النظام أم خارجه، و يجب أن لا تكون مكونة من لون واحد أو تضم شخصيات موالية للنظام الحاكم. على أي حال، كل الشارع التونسي يدرك أن عائلة الطرابلسي هي المتورطة الأولى في أعمال الفساد، نحن لا نحتاج إلى كبش فداء.. وبخصوص إقالة وزير الداخلية، السبب يعود بحسب رأيي الخاص إلى عدم سيطرته على الأوضاع في الميدان وليس بسبب عدد القتلى. في الحقيقة، الشارع التونسي يعيش انتفاضة تاريخية.
كيف هو الوضع في تونس العاصمة تحديدا؟ سكينة عبد الصمد: العديد من الأحياء الشعبية انتفضت، فيما وقعت اشتباكات ومداهمات وسمعنا صوت إطلاق نار، لكن لا أدري إذا ما سقط قتلى أم لا. كما قامت الشرطة بتفريق مظاهرات وتجمعات فيما انتشر الجيش في مناطق كثيرة من العاصمة لحراسة المباني والمقرات الحكومية والتجارية. الجيش التونسي لم يقتل ولم يتدخل وهناك صور تظهر الناس يختبئون وراء سياراته ومدرعاته، هربا من الشرطة. عموما، البلاد يسودها التوتر والهلع و الإجراءات الرئاسية لن تؤثر على الوضع في الميدان إذا كانت تحمل طابعا ديماغوجيا