تونس:تواصلت المواجهات في العاصمة التونسية بين المتظاهرين والشرطة رغم فرض حظر التجول. وقال شهود إن خمسة أشخاص لقوا حتفهم أمس، فيما نددت هيلاري كلينتون بمقتل متظاهرين مؤكدة في الوقت نفسه على "العلاقات الإيجابية" بين البلدين. انتشرت قوات الجيش أمس (12 يناير/كانون ثاني) للمرة الأولى في شوارع العاصمة التونسية تونس لتهدئة الوضع في ظل أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد منذ عقود، والتي أوقعت ما بين 23 قتيلا (وفقا لحصيلة رسمية) واكثر من 50 قتيلا بحسب مصادر نقابية وحقوقية. كما فُرض حظر التجول ليلا في العاصمة وضواحيها. لكن شهود عيان قالوا إن الاشتباكات تجددت في مناطق متفرقة في البلاد رغم الإجراءات التي أعلنها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أمس وتضمنت إقالة وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم والإفراج عن جميع المعتقلين، وتشكيل لجنة للتحقيق في مزاعم الفساد، وتوفير أكثر من 300 ألف فرصة عمل جديدة. وأدت الاشتباكات إلى سقوط ضحايا جدد في بلدو دوز الصحراوية ومدينة تاله، ووصل عددهم إلى 5 قتلى وفقا لشهادات شهود عيان. تواصل الاحتجاجات ويقول المحتجون إنهم يطالبون بوظائف وإنهم غاضبون بسبب الفساد وما يقولون انها حكومة قمعية، لكن مسؤولين قالوا إن الاحتجاجات استولت عليها أقلية من المتطرفين الذين يريدون تقويض استقرار تونس. ونقلت وكالة فرانس برس عن شهود عيان قولهم إن مواجهات عنيفة وقعت ليلة امس بين قوات الامن وشبان في ضاحية العاصمة تونس وأبدى المتحدثون "صدمتهم" لحجم الأضرار. وكانت أعمدة الدخان لا تزال تتصاعد صباح الخميس من مبنيين بينما يعمل رجال الاطفاء على اخماد الحريق في الطرقات التي غمرها الحطام. وتعرضت مبان عديدة تابعة للبلدية، تحطمت نوافذها، إلى أضرار جزئية كما شوهدت سيارتان متفحمتان صباح الخميس امام مكاتب المعتمدية. وفي صفاقس، التي تبعد 300 كلم جنوب العاصمة التونسية، أصيب خمسة مدنيين برصاص الشرطة في هذه المدينة التي تشهد "إضرابا شاملا". فقد وقعت مواجهات مع الشرطة عندما أراد الآلاف واكثرهم من النقابيين، "الإعراب عن دعمهم لسكان سيدي بوزيد ومناطق أخرى "تشهد اضطرابات"، كما قال لوكالة فرانس برس نقابيون تم الاتصال بهم هاتفيا. وتنفذ هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 270 إلف نسمة إضرابا عاما بدعوة من الفرع الجهوي للاتحاد التونسي للشغل. تزايد الضغوط الدولية في غضون ذلك ازدادت الضغوط الدولية على تونس، فقد انتقدت الولاياتالمتحدة أمس الأربعاء تعامل الحكومة التونسية مع الاضطرابات الداخلية التي تشهدها البلاد. ونددت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ، خلال مقابلة أجرتها معها قناة "العربية" الإخبارية بمقتل الكثير من المتظاهرين "ومعظمهم من الشباب"، غير أنها أكدت على "الجوانب الإيجابية للغاية" في العلاقة بين الولاياتالمتحدةوتونس. لكن فرنسا كانت أكثر بطئا في انتقاد حليفتها الواقعة في شمال أفريقيا. كما دانت المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون استخدام القوة "غير المتكافىء" من قبل الشرطة في تونس. ودعت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة نافي بيلاي السلطات التونسية إلى البدء بتحقيق "مستقل وذي مصداقية" في أعمال العنف بعد "الاستخدام المفرط" للعنف من جانب قوات الأمن. وقالت بيلاي في بيان إن "معلومات تشير إلى أن غالبية التظاهرات كانت سلمية وان قوات الأمن ردت باستخدام القوة المفرطة بما يتعارض مع المعايير الدولية".
(ه ع ا/دب ا/اف ب/رويترز) مراجعة: يوسف بوفيجلين 13.01.2011