الفجرنيوز وكالات : ندد حقوقيون تونسيون بتصريحات للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أشاد فيها بما حققته البلاد من تقدم بهذا المجال، وذلك خلال زيارة دولة يقوم بها لتونس. وقالت خديجة الشريف الناشطة بحقوق الإنسان ورئيسة منظمة غير حكومية نسوية "أشعر بخيبة أمل، لا يتعلق الأمر بتلقين الدروس وإنما بالاعتراف بالواقع، وأرى أن الرئيس ساركوزي لا يبدي اهتماما بواقع هذا البلد".
وأضافت الحقوقية أن "أولويته (ساركوزي) هي التجارة لكن عليه أن يعلم أن التنمية لا يمكن أن تقتصر على الاقتصاد" معتبرة تصريحاته "مؤشرا على الاستهتار بالمجتمع المدني التونسي".
وكان الرئيس الفرنسي أشاد أمس باليوم الأول من زيارة دولة يقوم بها لتونس لمدة 48 ساعة، بالجهود التي تبذلها الأخيرة على صعيد الدفاع عن حقوق الإنسان معتبرا أن "مجال الحريات في تقدم ومشجع" مؤكدا أنه يرفض "إعطاء دروس" لتونس بهذا المجال.
وأضافت الشريف "تعودنا على هذا النوع من الخطاب، فقد قاله لنا (الرئيس الفرنسي السابق جاك) شيراك عام 2003 وها هو اليوم يقال لنا بطريقة مختلفة رغم الوعود التي قطعها ساركوزي خلال حملته" الانتخابية.
وأكدت رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات (مستقلة) زيارة الوزيرة الفرنسية المنتدبة لحقوق الإنسان رحمة الله إلى مقر جمعيتها اليوم.
من جانبه قال رئيس رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان مختار طريفي "إذا أعطيت ضمانات لساركوزي كي تشهد الحريات تقدما فمرحبا وهذا ما نطلبه".
لكن طريفي أضاف "مع الأسف لم نلاحظ تقدما يذكر ميدانيا بل قد يكون ما يجري اليوم هو عكس ذلك".
الاقتصاد أولا وركز الرئيس الفرنسي زيارته -وهي الثانية له منذ توليه الحكم- على الصفقات الاقتصادية مع بلد بلغ حجم التبادل التجاري معه العام الماضي 10.5 مليارات دولار.
وأكدت باريس اليوم أن تونس ستشتري -في صفقة بقيمة 1.5 مليار دولار- 16 طائرة إيرباص, وتفكر في شراء ثلاث أخرى.
ووقع البلدان اتفاق تعاون يفتح أمام فرنسا الباب لتبيع تونس محطات نووية, لكن ليس قبل عشر إلى 15 عاما حسب الإليزيه.
ودانت منظمة السلام الأخضر (غرينبيس) غياب الشفافية في الاتفاق –وهو شبيه باتفاقات وقعت مع المغرب والجزائر وليبيا والإمارات والهند سابقا- ودعت إلى كشف مضمونه.
كما وقع الوفد الفرنسي -الذي ضم سبعة وزراء وممثلي مائة شركة وطنية- أيضا اتفاقا حول "الهجرة المتوازنة" هو الأول مع دولة بشمال أفريقيا.
وسيسهل الاتفاق حصول التونسيين على تأشيرات تتراوح مدتها بين عام وخمسة أعوام تمكنهم من التنقل بين البلدين وفي دول أوروبا دون حاجة لتأشيرة جديدة كل مرة.
ويفتح الاتفاق وفق الإليزيه 77 مهنة تحتاجها فرنسا في إطار "الهجرة المنتقاة" أمام التونسيين المتمتعين بمؤهلات عالية.