لا شك ان الاحداث الجارية في مصر تتسارع بصورة يصعب متابعتها فضلا عن دراستها حيث كشفت سوءات النظام الرسمي . رحيل الرئيس في ظني لا يكفي وان أحسنا الظن بمن يطالبون برحيل الرئيس والمعتصمون في ميدان التحرير فانهم يقصدون الخطوة الأولى وليست- بل يجب ان لا تكون- الأخيرة , أما إذا كان لديهم غير هذا فان الأمر يحتاج الى مراجعة . هناك ثمة فرق بين إسقاط الرئيس وبين تَنَحِيْهْ , فان تَنَحَى الرئيس طواعية فيصبح الرئيس الشرعي بعد ذلك هو نائب الرئيس الحالي والذي هو من صنع الرئيس , وينذر هذا ييقاء حتمي لسياسة الحكم السابق حتى ولو كانت فترة انتقالية . وببقاء سياسة الحكم سالفة الذكر قد يصار لها قدراً من التجميل هنا أو هناك بعملية اصلاح تطول أو تقصر والتي بدورها تُبقي بوتقة الحزب الوطني الحاكم وقد يُنادَى بالإصلاح المزدوج لحزب وحكم . ورحيل الرئيس يمثل رأس النظام سواء أكان بتفويضه لنائبه أو بتنحيه وهذا لا يعني سقوط النظام , فالمطلوب سقوط النظام ورأسه متلازماً وليس متتابعاً , حتى أن سقوط النظام شكلاً قد لا يعني سقوط الحزب , فالمطلب الأخير تفكيك الحزب الحاكم ومحاسبة أفراده ولعل هذه فيها نظر فإما التفكيك أو المحاسبة أو الجمع ما بينهما وهو الأفضل . وان نظرنا الى الدستور المصري فإن المادة 139 تعمل على اتاحة المجال وليس الإلزام للرئيس بأن يعين نائباً له أو أكثر كما ويستطيع أن يعفيهم في أي وقت , وهنا ينبغي أن نتوقف عند الاعفاء والذي ينذر بعودة مقاليد الحكم وفي أي لحظة للرئيس لذلك لا ينبغي قبول التفويض وان كان كاملاً فالمادة رقم 82 في الباب الخامس من نظام الحكم تقول ( إذا قام مانع مؤقت يحول دون مباشرة رئيس الجمهورية لاختصاصاته أناب عنه نائب رئيس الجمهورية أو رئيس مجلس الوزراء عند عدم وجود نائب لرئيس الجمهورية أو تعذر نيابته عنه، ولا يجوز لمن ينوب عن رئيس الجمهورية طلب تعديل الدستور أو حل مجلس الشعب أو مجلس الشوري أو إقالة الوزارة ) . حيث لا يستطيع نائب الرئيس أن يدعو لحل مجلس الشعب ولا لتعديل الدستور كذلك أو إقالة الوزارة , واذا ما علمنا ان آلية ترشيح الرئيس يجب ان يوافق عليه 250 شخص على ان يكون كحد أدنى 65 عضو من مجلس الشعب و25 عضو من الشورى والباقي من المجالس المحلية لذا إن اسقاط راس النظام وإزالة النظام وفساده وحزبه وتفكيك الجهاز الأمني كاملاً وإعادة بناءه على أساس الحرية والكرامة بما فيها الدائرة التي يرأسها نائب الرئيس فهو حق وواجب وأحذر من أي حوار يبتعد عن هذا الاستحقاق . لذا نؤكد إن من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار . وددت أن يعرف كل من في الأرض أن هناك شعب يستحق الحياة . مهلاً تستطيع الآن شرب القهوة