نيويورك/لندن:من مقاهي النارجيلة في نيويورك وحتى شوارع لندن انضم أبناء الجاليات المصرية الى مواطنيهم في مصر في الاحتفال بسقوط الرئيس حسني مبارك. وفي حي ماي فير في لندن احتفل نحو 200 شخص برحيل مبارك خارج السفارة المصرية حيث قرعوا الطبول ورقصوا وتعانقوا ورددوا " باي.. باي.. مبارك" قبل أن يبدأوا مسيرة في الشوارع. وقال باسم البهلوان وهو طالب (30 عاما) "هذه بداية فصل جديد بالنسبة لمصر ولحقوق الانسان وللديمقراطية وللكرامة في مصر وفي الشرق الاوسط." وقال محمد زايد وهو حلاق (28 عاما) ان المصريين أسعد شعب في العالم " كرامتنبا عادت الينا الان.. ذلك الكلب قد رحل." وفي نيويورك سد عشرات الناس شارع كوينز ملوحين بالاعلام المصرية واللافتات التي كتب عليها "مبروك للشباب المصري.. أحلامكم تحققت." ورددوا "الحمد لله.. نحيا من أجل كرامة مصر." وقالت هدى الامام (32 عاما) وهي تنضم الى احتفالات نيويورك مع أطفالها الثلاثة "لقد تحررت أخيرا.. لقد حررنا أنفسنا من دون اراقة دماء." وأضافت "لا أخشى من تولي الاسلاميين السلطة لان الوجوه التي تصنع هذه الثورة أعرفها.. انها مجرد شبان." ولم يكن كل المصريين في الخارج على يقين مما يخبئه مستقبل بلادهم. وقال سيد جلال (32 عاما) الطالب المصري في لندن "نحن سعداء ولكننا خائفون أيضا. نأمل أن يأتي شخص أخيرا يخدم الناس قبل أن يخدم نفسه. هذا أخطر وقت بالنسبة لمصر." ولكن أحمد علي (30 عاما) الكاتب المصري في لندن قال ان المصريين جاهزون لفتح صفحة جديدة. وأضاف "أيا كان ما سيأتي لاحقا.. حتى ان كان صعبا.. فسيكون أفضل من مبارك." ووجه بعض المصريين الامريكيين انتقادات لطريقة تعامل الرئيس الامريكي باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون مع الوضع. فلاكثر من أسبوعين ظلت ادارة أوباما تبذل جهودا كبيرة من أجل ايجاد توازن بين تأييد التطلعات الديمقراطية للمحتجين مع التردد في التخلي عن حليف قديم أو تغذية انتفاضة قد تنتشر الى أجزاء أخرى من المنطقة. وقالت مريم علام (24 عاما) وهي طالبة في مجال التسويق "أصبت باحباط شديد من الطريقة التي تعامل بها أوباما وكلينتون مع الموقف. أمريكا ديمقراطية. وكان ينبغي أن تظل واقفة الى جانب الشعب منذ اليوم الاول. أنا أرى أن ذلك لطخ سمعة أمريكا." وقال حمدي حمزة (52 عاما) الذي يملك مقهى (على النيل) في حي أستوريا في نيويورك انه على الرغم من أن اليوم يوم احتفال فان بعض المصريين يشعرون أن الولاياتالمتحدة قد نسيتهم. وأضاف في مقهاه بينما كانت قناة العربية تبث مشاهد للاحتفالات في ميدان التحرير "الشعب المصري يحب الشعب الامريكي ولكن لماذا وقفت أمريكا الى جانب اسرائيل ونسيت الشعب العربي." وفي وقت لاحق يوم الجمعة علق أوباما على رحيل مبارك قائلا انه شهد لحظة تاريخية حقيقة وان "المصريين قد ألهمونا". ولكن بعض المصريين في الخارج انتابتهم مخاوف مما ستحمله الايام المقبلة. وقال علام "لا أريد أن يتولى الاخوان المسلمون السلطة. أنا مسلم ملتزم ولا أريد تطرفا." وفي لندن قال يوسف الباز (32 عاما) وهو مصرفي ان الاطاحة بمبارك هي مجرد خطوة أولى في طريق صعب. وأضاف "ما زلنا نريد حالة تطهير أكثر جذرية للنظام." وفي لندن أيضا بينما كان المصريون يحتفلون أبدى عامل عراقي في مطعم حالة من الحذر قائلا "صدام رحل.. ولكن ماذا جنينا.. الاسوأ." (رويترز)