الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    المسرحيون يودعون انور الشعافي    أولا وأخيرا: أم القضايا    بنزرت: إيقاف شبان من بينهم 3 قصّر نفذوا 'براكاج' لحافلة نقل مدرسي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    نابل.. وفاة طالب غرقا    مدنين: انطلاق نشاط شركتين اهليتين ستوفران اكثر من 100 موطن شغل    كاس امم افريقيا تحت 20 عاما: المنتخب ينهزم امام نظيره النيجيري    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    منتخب أقل من 20 سنة: تونس تواجه نيجيريا في مستهل مشوارها بكأس أمم إفريقيا    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    الطبوبي: المفاوضات الاجتماعية حقّ وليست منّة ويجب فتحها في أقرب الآجال    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    عيد الشغل.. مجلس نواب الشعب يؤكد "ما توليه تونس من أهمية للطبقة الشغيلة وللعمل"..    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    كأس أمم افريقيا لكرة لقدم تحت 20 عاما: فوز سيراليون وجنوب إفريقيا على مصر وتنزانيا    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    ترامب يرد على "السؤال الأصعب" ويعد ب"انتصارات اقتصادية ضخمة"    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    كرة اليد: الافريقي ينهي البطولة في المركز الثالث    Bâtisseurs – دولة و بناوها: فيلم وثائقي يخلّد رموزًا وطنية    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    عاجل/ اندلاع حريق ضخم بجبال القدس وحكومة الاحتلال تستنجد    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    تعرف على المشروب الأول للقضاء على الكرش..    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر ... بداية الغضب و نهاية نظام بقلم محمد الرمادي
نشر في الحوار نت يوم 27 - 01 - 2011

تراكمت العديد من الملفات الساخنة داخلياً تتعلق بإصلاحات سياسية واقتصادية وإجتماعية وتعاقبت العديد من الحكومات دون إيجاد حل جذري لهذه المشاكل بل تم ترحيلها لزمن مجهول ،وتفاقمت ملفات آخرى خارجية تخص الدولة والكيان والشعب لم يقم النظام بحلها بشكل يتناسب مع حجم مصر ودورها التاريخي في المنطقة والعالم مما قزم الدولة فما كان إلا أن وجدت حركة شعبية ؛ ومنذ عام 2004 ترى " كفاية " لتراجع دور مصر الإقليمي والعالمي ، ومن قبل هذا التاريخ أيضاً .
اليوم ؛ الخميس 27 يناير الثالث في انتفاضة الغضب ضد نظام مبارك والذي وصل إلى سدة الحكم منذ ثلاثين عاماً .
فمن الملفات الساخنة :
* تهتك في نسيج الوحدة الوطنية في البلاد
* « بطلان البرلمان الحالي » فقد نقلت وكالة يونايتد برس عن وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية أن آمال عثمان؛ رئيسة لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس الشعب المصري أقرت وقالت إن الطعون شملت 486 نائبا [أكثر من 90% ] من بين الأعضاء البالغ عددهم 518 عضوا بينهم عشرة معينين من جانب الرئيس، وهو ما يعني أن 22 نائبا منتخبا هم فقط من لم تقدم ضدهم طعون انتخابية .
* طريقة و اسلوب معاملة قوات الأمن والشرطة المواطن العادي ، والسؤال المطروح :" مَنْ الطرف الذي تخدمه الشرطة !!!" ، إذ أن دور الشرطة يجب أن يكون لحفظ الأمن وإرساء قواعد العدل والمساواة بين الناس أمام القانون.
* اعتماد سياسة التجاهل والعناد التي اتبعها الحزب الوحيد الحاكم مع الشعب طيلة السنوات الماضية .
* ملف الفساد : وقف الفساد وملاحقة المفسدين في الحزب الوطني.
* ملف المطالبة بحياة كريمة والبحث عن الحرية ، والدواء ولقمة العيش بعيدا عن الإهانة والتجريح.
* ملف البطالة وغلاء الأسعار والفقر
* تهميش الشباب ، مما تضاعف أعداد المنتحرين في مصر في السنوات القليلة الماضية، وهو الأمر الذي عزاه إلى غياب الأمل لدى الشباب المصري بغد أفضل، بسبب سياسات النظام وممارسات الأجهزة. وقصور النظم السياسية وعجزها عن دمج الشباب في الحياة السياسية واستبعادهم من المشاركة في صياغة مستقبلهم
* أغلب الصحف المستقلة في مصر أظهرت أن تظاهرات 25 يناير، حملت في مضمونها رسائل قوية للنظام، مفادها أن
صبر المصريين على الفساد وتردي الأوضاع المعيشية والسياسية قد نفد.
* الاحتجاج على حكم الرئيس الطاعن في السن ؛ الذي وصل إلى السلطة بطريق الصدفة وليس بمعايير الاستحقاق ، وكتبت غارديان اللندنية بافتتاحيتها أن مصر الآن تعلو فيها صيحة واحدة : « الديكتاتورية لن تعيقنا بعد الآن ». فقد مر 34 عاما منذ اهتزت مصر بمظاهرات جماهيرية غاضبة. وكان الغضب عام 1977 على قرار الرئيس السادات بوقف الدعم عن الغذاء والوقود ، أما اليوم فالغضب موجه ضد عمل بعينه ألا وهو نظام حكم شمولي متصلب.
* انتفاضة الغضب طريقة لممارسة الضغط من أجل إصلاح سياسي جذري فإن الاحتجاجات ، كما يقول محللون ؛ قد وجهت لطمة قاتلة لحملة ترسيخ ابن الرئيس البالغ 47 عاما الذي يدعمه الحرس الجديد بالحزب الحاكم. وفي الوقت الذي يبدي فيه المصريون رغبة لجعل أصواتهم مسموعة في الشوارع فإن أي محاولة لفرض خليفة مبارك بالانتخابات الرئاسية القادمة من المرجح أن تزيد من زخم ثورة أكبر يصعب معها تمرير سيناريو التوريث، ومحاولات تلميع ابنه جمال لقيت مقاومة من الجيش. علاوة ذلك فإن رجلا مثل جمال كان في مركز برنامج الخصخصة سيجد صعوبة في مواجهة مطالب شعبية متزايدة لتضييق الهوة بين الأغنياء والفقراء.
* قانون الطوارئ و
* المشاركة السياسة وتفعيل دور الأحزاب .
***
المطالب السياسية :
والتي نشرت على موقع فيسبوك على الإنترنت :
* تنحي الرئيس حسني مبارك ، و
* استقالة رئيس الوزراء أحمد نظيف ، و
* حل البرلمان ، و
* تشكيل حكومة وحدة وطنية .
كما وردد المتظاهرون الشكاوى نفسها التي أعلنها المحتجون في تونس والتي تتمثل في : ارتفاع أسعار الغذاء، ونقص الوظائف، والحكم المستبد الذي يخمد الاحتجاجات بقوة .
اسلوب الإنتفاضة هو الجديد الذيً لم يسبق لهذه الاحتجاجات المنسقة مثيله في مصر منذ وصول مبارك إلى السلطة عام 1981 بعد اغتيال الرئيس أنور السادات . أكثر من 85 ألف مصري أكدوا على صفحات موقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت (فيسبوك) عزمهم المشاركة في المظاهرة التي يتوقع أن تكون - في حال مشاركة نصف الرقم المعلن - حدثا تاريخيا بالنسبة للنشاط السياسي الشعبي في عهد الرئيس .
***
ومن جهته قال رئيس الوزراء أحمد نظيف إن الحكومة ملتزمة بالسماح بحرية التعبير بالوسائل المشروعة، معتبرا أن الشرطة التزمت بضبط النفس في التعامل مع احتجاجات الثلاثاء ، كما وتدرس الحكومة المصرية حظر تجمعات مقررة عقب صلاة جمعة 28 يناير [غدا] ، وقالت وزارة الداخلية في بيان إنها لن تسمح بأي تحركات تحريضية أو تجمعات احتجاجية أو تنظيم مسيرات أو مظاهرات وسيتم اتخاذ إجراءات قانونية عاجلة والتحقيق مع المشاركين . والانتفاضة كانت بلا قائد، ومع ذلك كان أول رد فعل لوزارة الداخلية المصرية هو إلقاء اللوم على جماعة لم يكن لها حضور بالمظاهرات ولا معارض سياسي آخر .
***
تنفيس الاحتقان :
السقف النقدي الإعلامي والذي ما زال مرتفعا، وكما كان عليه قبل تفجر الأحداث في تونس، هو مجرد وسيلة سلطوية لتلهية الجماهير وإتاحة الفرصة أمامها للتنفيس ، دون وجود حلول جذرية . فبات النظام الحاكم يدرك خطورة هذه التحركات ويعي أهمية المحافظة على الأمر الواقع مع السماح لبعض حالات التنفيس بالخروج إلى الشارع لتخفيف حالة الاحتقان التي ولدتها الظاهرة التونسية التي أشعل شرارتها الأولى محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه وتوفي إثر ذلك.كما وتحدثت بعض وسائل الإعلام المصرية -وفق مراسل تايم- عن قيام جماعات موالية للحكومة بطبع ملصقات وقمصان كتب عليها عبارات مؤيدة للرئيس مبارك وذلك لحشد مؤيديها مقابل المشاركين في مظاهرة الثلاثاء .
***
المواقف الدولية و «انتفاضة الغضب»
الدعوات الدولية ركزت على أهمية السماح للمصريين بالتعبير بحرية ، ولوحظ في المواقف الدولية تحولاً لافتاً باتجاه دعوة القاهرة إلى « الإصغاء لمواطنيها » و « احترام تطلعهم إلى التغيير » ، فيما تحدثت الحكومة المصرية عن مواصلة الإصلاحات .فقد حث الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى السلطات المصرية على التعامل السلمي مع المتظاهرين في الاحتجاجات المتواصلة منذ الثلاثاء الماضي ، ودعوتها إلى إتاحة الفرصة لهم للتعبير عن آرائهم بحرية، في حين أدانت فرنسا سقوط قتلى.
* إسرائيل :
ومن جانبهأعرب سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن أمله بألا تؤثر الاضطرابات في مصر على علاقاتها "الجيدة التي تربطها باسرائيل منذ أكثر من 30 عاما". مضيفا " لا شك في أن الوضع في مصر ليس بسيطا".بدوره قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ييغال بالمور ، إن الحكومة الإسرائيلية لن تعلق على الأحداث الجارية في مصر ، لكنها تراقب الأحداث بدقة شديدة .
* من جهته حث الاتحاد الأوروبي السلطات المصرية على احترام وحماية حق المواطنين المصريين بإظهار تطلعاتهم السياسية من خلال التظاهرات السلمية.وقالت مايا كويانغيتش المتحدثة باسم مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد ، إن الاتحاد الأوروبي يراقب الوضع في مصر عن كثب ، واعتبرت أن التظاهرات إشارة إلى تطلعات الكثير من المصريين بعد أحداث تونس التي أدت إلى خلع الرئيس زين العابدين بن علي.
* الولايات المتحدة الأمريكية :
أما الولايات المتحدة فرغم تأكيدها بأن مصر ما زالت " حليفا وثيقا وهاما " لكنها دعت الحكومة المصرية على التعامل سلميا مع المتظاهرين أثناء الاحتجاجات.وحثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الحكومة المصرية على السماح بالاحتجاجات السلمية وعدم حجب مواقع الإنترنت الاجتماعية قائلة إن أمامها فرصة مهمة الآن لتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.قالت وزيرة الخارجية أن النظام في مصر مستقر [ رغم اشمئزاز الشعوب من التوريث فإن التعاقب الأسري قد وجد بعض الاستحسان بين مؤيدين غربيين للأنظمة المستبدة بالعالم العربي، وهو ما يوفر ضمانات باستقرار مستمر وخاصة بالدول التي تعتبر حلفاء إستراتيجيين] . كما أكد المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبز أن الولايات المتحدة تراقب الوضع في مصر عن كثب وهي تؤيد حق المصريين في التجمع والتغيير وعلى مبارك أن يبدي تفهما ومرونة لشعبه.في حين أشارت السفيرة الأميركية في القاهرة مارغريت سكوبي إلى أن الولايات المتحدة "ترغب في رؤية الإصلاح في مصر وفي أماكن أخرى من أجل خلق فرص سياسية واجتماعية واقتصادية أكبر وتتناسب مع تطلعات الشعب".كما وطالبت الولايات المتحدة أمس النظام المصري ب « الإصغاء لتطلعات شعبها » وبعد اكتفائها بالدعوة إلى « ضبط النفس » دعت إلى « احترام الحقوق الديموقراطية »
* ألمانيا :
كما حثت ألمانيا السلطات المصرية على احترام الحقوق والحريات لمواطنيها ، وعبرت على لسان وزير خارجيتها جيدو فيسترفيله عن قلقها البالغ إزاء الأحداث الجارية في مصر ، ودعت إلى مزيد من الديمقراطية والحوار الاجتماعي وحرية الصحافة والتجمع باعتبارها من الطرق المؤدية للاستقرار .
* بريطانيا
ودعت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها وليام هيغ الحكومة المصرية إلى احترام حق التجمع والتعبير والاستماع إلى هموم المتظاهرين ، واعتبرت أن الانفتاح والشفافية والحرية السياسية مبادئ هامة للاستقرار.وقد عبر هيغ عن أسفه الشديد لوقوع خسائر في الأرواح مؤكدا أنه ينبغي على جميع الأطراف التحلي بضبط النفس وتجنب العنف.
وكانت وزارتا الخارجية البريطانية والألمانية نصحتا رعاياهما الموجودين في مصر في وقت سابق بتجنب التجمعات السياسية والتظاهرات واحترام أي تعليمات من السلطات الأمنية المحلية.
* الصحف البريطانية.
كتبت ديلي تلغراف أن دبلوماسيين غربيين نبهوا إلى أن الاحتجاجات المصرية على نظام الحكم هناك أقوى بكثير وأكثر تهديدا من المتوقع ، وأنه رغم اعتقال عدد كبير من المتظاهرين بعد مواجهات دموية فإن خروج عشرات الآلاف إلى شوارع القاهرة وضواحيها كان مستلهما من الثورة التونسية التي أطاحت بدكتاتورها لأول مرة منذ عقود.وأشارت الصحيفة إلى ما قاله دبلوماسيون غربيون إن الحكومة المصرية فوجئت بأعداد المتظاهرين بالشوارع ، وإن مبارك يواجه لحظة حقيقة حرجة يمكن أن يقدم فيها تنازلات للجماهير أو يستخدم القوة لقمع خصومه .وقال مسؤول غربي " النظام يواجه معضلة وهي أن التنازلات التي تطالب بها الجماهير يمكن أن تفعل ما يكفي لوقف الاحتجاجات أو يمكن ، كما في تونس ، ترجمتها كعلامة على الضعف " . كما حث وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ مبارك على تقديم تنازلات ، وقال " من المهم أن تصغي الحكومة لهموم المتظاهرين وتحترم حقوق حرية التجمع والتعبير ، والانفتاح والشفافية والحرية السياسية هي دعائم الاستقرار " .
* عجز ديمقراطي :
وأكد تعليق ذي تايمز على العجز الديمقراطي ، وأن مصر بحاجة إلى إصلاح ، وينبغي على الولايات المتحدة أن تقف بوضوح إلى جانب المنادين به.وقالت الصحيفة إنه ينبغي على مصر أن تلتفت إلى الاحتجاجات ، وعلى الحكومات الغربية أن تدعمها.
وفي حين أن احتجاجات تونس كانت من الطبقة المتوسطة عموما ، فإن السخط المصري يحركه استياء أساسي من البطالة والفساد والسبات الاقتصادي ، وإن رد الرئيس مبارك كان ينبغي أن يكون إعادة الدعم وإيجاد وسائل أخرى لتلطيف إحساس الشعب بأن مستوياتهم المعيشية مضغوطة.لكن هذا لا يكفي. إذ أن على مبارك أن يعد لخليفته ، وليس فقط بتلميع ابنه جمال للقيادة . وأهم خطوة يمكن أن تتخذها الحكومة هي وضع حد لمضايفة الأحزاب غير الحكومية ، والسماح بتعددية سياسية حقيقية . وينبغي عليها أيضا أن ترفع القيود عن وسائل الإعلام والقضاء . وليس هناك مستقبل للبلد مع التضييق على المحتجين والاعتقالات الجماعية .ومع ذلك يجب على مصر أن تنفذ إصلاحات ، وعلى الولايات المتحدة أن توضح أن غياب التغيير يشكل خطرا جسيما لاستقرار مصر . وأن النظام السياسي الذي يفتقر إلى منافسة حقيقية بين الأحزاب لا يمكن أن يبرز مرشحين لهم ثقل . وعلقت الصحيفة بأن الرئيس أوباما كان متحفظا جدا بشأن المنادين بالديمقراطية في إيران وتونس . لكنه ينبغي أن يكون أعلى صوتا في الحالة المصرية . فالفشل في الضغط على مبارك سيشكك في مصداقية الولايات المتحدة بين أولئك الذين يضغطون من أجل تغيير سياسي . كما أنها بهذه الطريقة تجازف بتمكين أولئك الذين يمكن أن يحطموا الديمقراطية بمنحهم نصف فرصة .
* تنديد فرنسي
أما فرنسا فقد نددت على لسان وزيرة خارجيتها ميشيل إليو - ماري بسقوط قتلى في الاحتجاجات في مصر أمس الثلاثاء ودعت إلى مزيد من الديمقراطية.وقالت الوزيرة الفرنسية " لا أستطيع إلا أن أدين سقوط قتلى . لقد كان موقف فرنسا الدائم هو أن من حق الناس أن يتظاهروا من دون أن يتعرضوا للعنف ناهيك عن الموت ".وأضافت أن مبادئ فرنسا تؤكد احترام القانون وعدم التدخل ، ولكنها تدعو أيضا إلى مزيد من الديمقراطية والحرية في جميع الدول " .
* أمّا على الصعيد العربي فقد اعتبر الدبلوماسي السعودي السابق تركي الفيصل أن مستقبل الرئيس المصري يتوقف على قدرة القياديين المصريين على فهم الأسباب وراء الاحتجاجات الحالية غير المسبوقة في مصر .
* تحركات المصريين في الخارج :
* برلين :
مظاهرة أمام السفارة المصرية ببرلين للتضامن مع المظاهرات المتواصلة بمصر فقد تظاهر عشرات النشطاء المصريين أمام سفارة بلادهم بالعاصمة الألمانية برلين أمس الأربعاء تضامنا مع المظاهرات المتواصلة في مدن مصرية مختلفة احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية والسياسية وانتهاكات الشرطة لحقوق المواطنين.ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها بالعربية والألمانية
"لا للتجويع لا للظلم، والحرية لمصر"
وردد المشاركون في المظاهرة هتافات تطالب برحيل الرئيس المصري حسني مبارك من قبيل "ارحل ارحل يا مبارك .. بن علي في انتظارك" و "يسقط يسقط حسني مبارك" و"يا جمال قل لأبوك.. كل المصريين يكرهوك".
كما ردد المتظاهرون هتافات أخرى توعدت الرئيس المصري باللحاق بنظيره التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، ونددت بوزير الداخلية المصري حبيب العادلي وبالقمع الذي مارسته أجهزته الأمنية تجاه المتظاهرين في القاهرة والمدن المصرية يوم الثلاثاء .وحمل متحدثون في كلمات ألقيت في المظاهرة "رئيس النظام المصري المسؤولية عن إفقار شعبه وامتهان كرامته وإذلاله وانتهاك حقوقه في الداخل والاستخفاف به في الخارج، وتزوير إرادة الناخبين ، وتأخر مصر وتراجع دورها التاريخي ، خلال 29 عاما قضاها في رئاسة البلاد".
* رسالة للسفارة
سلمت مجموعة من المتظاهرين لمسؤولين داخل السفارة المصرية رسالة تطالب بانتقال سلمي للسلطة ، ورفع حالة الطوارئ المفروضة على مصر منذ 29 عاما ، وإلغاء الأحكام الصادرة من محاكم عسكرية على مدنيين ، وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ، وإجراء انتخابات حرة .وكان عدد من النشطاء المصريين في مدن ألمانية مختلفة قد وجهوا رسائل إلى المستشارة أنجيلا ميركل ووزير خارجيتها غيدوا فيسترفيله ، طالبوهما فيها بالتعبير عن احترام حق الشعب المصري في التغيير والتعبير عن الرأي والتداول السلمي الديمقراطي للسلطة وإقامة دولة قانون .وطالب النشطاء المصريون في رسائلهم ميركل وفيسترفيله بإدانة العنف المفرط الذي استخدمته الشرطة المصرية ضد المتظاهرين ، بالدرجة نفسها التي يدينون بهاالعنف ضد متظاهرين في أماكن أخرى بالعالم .ومن المنتظر أن ينظم ناشطون مصريون مظاهرات أخرى أمام وزارة الخارجية الألمانية وفي قلب برلين للتعبير عن تضامنهم مع احتجاجات مواطنيهم في القاهرة والمدن المصرية.
* بريطانيا :
* مصريون بلندن يطالبون مبارك بالرحيل
نظم عشرات المصريين في العاصمة البريطانية لندن الثلاثاء وقفة احتجاجية أمام السفارة المصرية ، تضامنا مع المتظاهرين الذين خرجوا بعدة محافظات مصرية ، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وللمطالبة بالإصلاح .ورفع المحتجون شعارات تطالب بإسقاط الحكومة في مصر وإجراء إصلاحات واسعة وانتخابات نزيهة . ودعا المحتجون أيضا إلى تنظيم مظاهرة ثانية اليوم الأربعاء .وقد اتهمت جبهة إنقاذ مصر المعارضة -ومقرها لندن- الحكومة المصرية بممارسة القرصنة على موقعها الإلكتروني ، مما أدى إلى توقفه الثلاثاء .وقال القيادي في جبهة إنقاذ مصر - في تصريحات ل " قدس برس " - إن الهدف الأساسي من هذه المظاهرات هو المطالبة برحيل نظام الرئيس حسني مبارك.وأضاف " نحن لا نكرر النموذج التونسي ، وإنما نثور منذ وقت طويل من أجل تغيير نظام الحكم ونعتقد أن البيئة السياسية بمصر مختلفة تماما عن تونس ، وإن كان الهدف واحدا ، وهو مواجهة الطغاة بالقدر الذي تتيحه الظروف ، حتى لا تكون الخسائر أفدح من ذي قبل " .ومن جهة ثانية ، نفى الأمين العام لاتحاد تحالف المصريين في أوروبا - في تصريحات ل " قدس برس " - أن يكون التظاهر أمام السفارات المصرية في أوروبا وأميركا نوعا من الاستقواء بالخارج .وقال" نحن لا نستقوي بالخارج ، ولا نطلب معونة منه ضد بلادنا ، نحن هدفنا الأساسي من التظاهر هو أن نوصل كلمتنا إلى السلطات الحاكمة بمصر ، ونطالبها بالتوقف عن انتهاك حقوق الإنسان ، ومراعاة مستقبل البلاد ، وإنهاء الظلم والاستبداد بشكل كامل "، على حد تعبيره .
***
نهاية الأسر الحاكمة
وفي سياق متصل علقت فايننشال تايمز بأن الاضطرابات التي تشهدها مصر تنذر بنهاية الأسر الحاكمة في الشرق الأوسط، وأن جموع المصريين التي خرجت إلى الشوارع هذا الأسبوع لم تطالب فقط بنهاية حكم مبارك الذي دام ثلاثين عاما لكنها استهدفت أيضا إسقاط الرئيس المنتظر المتوقع جمال مبارك . فطالما كان التوريث بالنسبة للمصريين وكثير من العرب في أنحاء المنطقة يعتبر سٌبة كبيرة للمجتمعات التي تهفو إلى حرية أكبر . ومع انتشار الاحتجاجات بالعالم العربي ، نتيجة الثورة التونسية ، فإن التعاقب الأسري في جمهوريات المنطقة من المرجح أن يكون الضحية الرئيسية .
***
ضحايا السويس أكبر عدد من الضحايا
متظاهرون يشعلون إطارات السيارات في أحد شوارع السويس ، امتدت المظاهرات الي حي فيصل وحي السويس وحي الأربعين الذي شهد مواجهات عنيفة أمس الأربعاء . عدد الإصابات بالسويس منذ أحداث الأربعاء إلى أكثر من مائتي مصاب فضلا عن اعتقال قوى الأمن لعشرات المتظاهرين ، كما سمع دوي انفجارات وإطلاق نار في محيط قسم الأربعين ، وهو أحد مراكز الشرطة ، وذلك بعد أن قام المتظاهرون بمحاولة إشعال النار بالمركز . كما أضرم متظاهرون النار في عدد من المباني حيث شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من مقر شركة النظافة بجوار مسجد سيدي الأربعين ومقر الحزب الوطني الحاكم ومبني حي الأربعين .
وحتى كتابة هذه السطور انتفاضة الغضب مازالت مستمرة ، والجمعة ؛ غدا قد تكون ساخنة..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.