سطع نجم 11 شخصية مسلمة في قائمة مجلة "التايم" الأمريكية لأكثر 100 شخصية مؤثرة على مستوى العالم في سنة 2008، والتي ضمت سياسيين وفنانين وعلماء وأدباء، وكان لافتا هذا العام حضور سيدة عراقية تدير مصنعا متواضعا للحياكة. ومن أبرز الشخصيات المسلمة الشهيرة في القائمة التي نشرتها "التايم" الخميس 1-5-2008: زعيم المعارضة الماليزية أنور إبراهيم، والزعيم العراقي مقتدى الصدر، وحاكم دبي الشيخ محمد آل مكتوم، ورجل الأعمال السعودي الأمير وليد بن طلال، والطبيب الأمريكي من أصل تركي محمد أوز، وكان لافتا أن تشمل القائمة أيضا زعيم ما يسمى بحركة طالبان باكستان بيت الله محسود. وفي خانة "الرواد والأبطال" جاءت السيدة العراقية مديحة حسين (37 عاما)، والتي خطَّت سطور التعريف بها في القائمة الملكة الأردنية رانيا العبد الله، قائلة: "هي ليست مثل بقية الشخصيات ذائعة الصيت التي تشملها قائمة (التايم)، ولكنها نموذج لكفاح المرأة العراقية التي استطاعت انتزاع النجاح، ومساعدة العشرات غيرها على تذوق حلاوته واقتطاف ثماره، وسط ظروف صعبة جدا من البطالة التي تحاصر 60% من العراقيين، ووطأة الفقر والعنف في بلد يواجه أسوأ أزمة إنسانية شهدها العالم". ومديحة بدأت نضالها بماكينة واحدة للحياكة، ظلت تعمل عليها حتى كونت مصنعا لحياكة الأعلام ومتطلبات المستشفيات يُظل 100 امرأة أخرى يعملن به. وبحسب تعبير الملكة رانيا، فمديحة "تحيك في هذا المصنع الأمل لهؤلاء النسوة اللواتي يعدن إلى منازلهن كل يوم بالمال والأمل والطعام لأطفالهن". ولا يتوقف دور السيدة العراقية عند هؤلاء النسوة، بل تعدته إلى مد أيادي الرحمة إلى اللاجئين في أنحاء بغداد بمشاركتها في إيصال الطعام والمساعدات إليهم عبر نشاطها في منظمتي الهلال والصليب الأحمر، بالرغم من التهديدات التي تزخر بها العاصمة، قائلة إنها لن "تستسلم لها". "ولا تعد حالة مديحة متفردة بين نساء العراق، فهناك الكثير من الرائدات في النضال مثلها في كافة أرجائه، واختيارها ما هو إلا لتقديم نموذج يتحدث باسم هؤلاء اللواتي يعدن بلدهن بفجر جديد"، بحسب تعبير الملكة الأردنية. الزعماء وضمت خانة "الزعماء والقادة" زعيم المعارضة الماليزية نائب رئيس الوزراء السابق أنور إبراهيم، وبررت "التايم" هذا الاختيار بأن أنور (60 عاما) "نموذج للتسامح، واحترام التعددية الحزبية، والدفاع عن حقوق الإنسان، ومن المنتظر أن يلعب دورا كبيرا في المستقبل السياسي لماليزيا سينعكس على مجرى السياسة العالمية". وفي نفس الخانة أيضا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر؛ "لقدرته على تحويل مجرى الأمور في العالم، فبكلمة منه يستطيع أن يستنفر الآلاف من أتباعه ضد القوات الأمريكية والحكومة العراقية، وبكلمة أخرى يمكنه أن يجبرهم على ترك السلاح". ومن طرائف القائمة اختيار شخصيتين متنافرتين في الأهداف والعمل رغم أنه يجمعهما وطن واحد، وهما: قائد القوات المسلحة الباكستانية الجنرال إشفاق كيلاني، وزعيم ما يسمى بحركة طالبان باكستان بيت الله محسود. ويسعى كيلاني إلى القضاء على تلك الحركة عبر العمليات العسكرية المتواصلة ضدها في منطقة القبائل شمال غرب البلاد منذ عام 2004، أو إقناعها بالدخول في مفاوضات تضع حدا لعمليات الجيش، ولأعمال العنف والتفجيرات التي شهدتها باكستان في نفس الفترة. وبالتزامن مع إعلان إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة قرب الانتهاء من إنشاء أعلى مبنى في العالم، والذي أطلقت عليه اسم "برج دبي" وقع اختيار "التايم" على حاكم الإمارة الشيخ محمد آل مكتوم، كواحد من أبرز القادة في العالم، بعد نجاحه في أن يجعل من دبي قلعة للتجارة العالمية، وملتقى للحضارات في سنوات قليلة من خلال العديد من الإنشاءات والمشروعات الكبرى. أدباء وعلماء وظهر في خانة الأدباء الأمريكي من أصل أفغاني خالد حسيني (41 عاما) الذي حققت أول روايته "كيت راينر" نجاحا باهرا، مما أهلها للترجمة إلى 40 لغة، حيث كانت أول عمل أدبي يقدم صورة لأفغانستان من الداخل خلال حكم حركة طالبان. ومن ضمن المفكرين والعلماء جراح القلب الأمريكي ذو الأصل التركي محمد أوز الذي اكتسب شهرة واسعة في السنوات الأخيرة لظهوره المتكرر في برنامج "أوبرا وينفري"، وله دور مشهود في إنشاء برنامج الطب التكميلي بجامعة نيويورك، وأطلقت عليه وسائل إعلام أمريكية لقب طبيب أمريكا رقم (1). "البنّاءون" وضمن الاقتصاديين "البنَّائين في العالم" برز وزير النفط السعودي على النعيمي؛ لدوره في محاولة الحد من ارتفاع أسعار النفط في الشهور الأخيرة، والتي ارتفعت إلى أكثر من 115 دولارا للبرميل لأول مرة، وذلك على عكس كل من إيران وفنزويلا اللتين ليس لديهما مانع في أن يصل سعر البرميل إلى 150 دولارا، بحسب المجلة. أما الأمير وليد بن طلال (53 عاما) والذي اعتبرته المجلة "نموذجا لحوار الحضارات؛ فهو أكبر مستثمر في أمريكا، ويضخ استثماراته المتنوعة في الشرق وفي الغرب على السواء، والمأمول أن يكون قدوة لكل العرب في كيف يمكن للاقتصاد الجيد أن يوحد بين الثقافات والأمم".
وأيضا مهندس الاتصالات البريطاني من أصل سوداني محمد إبراهيم وهو صاحب شركة "سيلتيل" التي يرجع إليها الفضل في إنشاء وانتشار تكنولوجيا اتصالات الهاتف المحمول في إفريقيا. وتصدر قائمة الشخصيات الأكثر تأثيرا لهذا العام زعيم التبت دلاي لاما، والذي بزغ نجمه مجددا مع اضطرابات المعارضين لحكم الصين في الإقليم. والتأثير المقصود للشخصيات المختارة في مجلة "التايم" يعني قدرتها على إحداث تغيير في بلدها أو في العالم، سواء للأفضل أو للأسوأ.