تصاعدت في الفترة الأخيرة وتيرة التضييق على الإعلام الحرّ في تونس، بهدف خنق الأصوات الحرة وكبت حرية الإعلام مقابل إبراز القراءة الأحادية الرسمية للأحداث وللواقع في الداخل والخارج، الأمر الذي يفسّر اتساع الحملة على الوجوه بسم الله الرحمن الرحيم
حركة النهضة تطالب برفع الوصاية عن حرية الفكر والإعلام
تصاعدت في الفترة الأخيرة وتيرة التضييق على الإعلام الحرّ في تونس، بهدف خنق الأصوات الحرة وكبت حرية الإعلام مقابل إبراز القراءة الأحادية الرسمية للأحداث وللواقع في الداخل والخارج، الأمر الذي يفسّر اتساع الحملة على الوجوه والمنابر الإعلامية المستقلة والمعارضة الجادة. فقد تعرضت اسبوعية الموقف لسان الحزب الديمقراطي التقدمي الى حملة ممنهجة من العراقيل والمضايقات والمحاكمات وقد عمد النظام كعادته الى توظيف الادارة والجهاز الامني والقضاء لاكراه الموقف على الاحتجاب وكبت كل صوت حر او معارض في مقابل اغداق كل التشجيع والدعم والحماية للاعلام الحكومي وملحقاته واعلام الاثارة وتشويه المعارضين واستهدافهم ودفع عدد من الشركات لتقديم شكاوى ضد أسبوعية الموقف امام قضاء فاقد للاستقلالية في كل القضايا السياسية والاعلامية مما دفع اسرة التحرير ممثلة في الاستاذين رشيد خشانة ومنجي اللوز للدخول في اضراب عن الطعام للمطالبة بوضع حد لكل هذه العراقيل والقضايا والخطايا وتحييد القضاء والادارة والبوليس عن نشاط الجريدة ومسالك توزيعها. وحركة النهضة تذكر بهذه المناسبة ان خيار السلطة خنق الاعلام واقصاء الاعلاميين سياسة قديمة ومستمرة وفي اطارها حرمت عشرات العناوين من الجرائد والقنوات الاذاعية والتلفزية من الحصول على التراخيص وفي اطارها يحرم اليوم المهندس حمادي الجبالي من اصدار جريدة الفجر بعد ان قضى ستة عشر سنة في السجن كما منعت جريدة البديل ومجلة كلمة وغيرها ونفي الصحفي والقيادي بحركة النهضة عبدالله الزواري الى الجنوب حيث يخضع لاقامة جبرية اعتباطية وزج بالصحفي سليم بوخذير في السجن على اثر مقال نقدي كما حوصرت واغلقت كل المواقع الالكترونية المعارضة او المستقلة وقطعت الانترنات عن اغلب المعارضين ونشطاء حقوق الانسان وتضاعفت عمليات القرصنة ومراقبة تنقل الاخبار وقطع البريد الشخصي وسخرت السلطة لذلك الادارة وجهاز الامن والوسائل التقنية المتطورة ولم يفتها كالعادة ان تمنع ما لا يقل عن عشرين دار نشر من المشاركة في معرض الكتاب بحجة مقاومة الفكر الاسلامي الاصولي. ولم تكتف السلطات بخنق الصحافة بكل أصنافها، بل تجاوزتها إلى عالم الكتاب. فبعد مصادرة ما يزيد عن 8 آلاف عنوانا في معرض الكتاب في تونس العام الماضي ، قامت بمنع 20 دار نشر من المشاركة في معرض الكتاب لهذه السنة بحجة واهية وهي " منع الفكر الإسلامي الأصولي"، مغرقة المعرض بكتب الطبخ والسحر والشعوذة ، عدا عناوين محدودة من كتب التراث لذر الرماد على العيون. فقد حظرت كتابات ابن تيمية وابن القيم من القدامى... وكل كتابات رجال الفكر الاسلامي المعاصرين مثل أعمال الشيخ محمد الغزالي والشيخ يوسف القرضاوي والشيخ رمضان البوطي والاستاذ مالك بن نبي.. فضلا عن كتابات محمد وسيد قطب وسعيد حوى وحسن البنا وحسن الترابي وأبي الاعلى المودودي وأبي الحسن الندوي ومصطفى السباعي وتوفيق الشاوي وراشد الغنوشي وأحمد الريسوني ومحمد علي الصلابي وعياض القرني وفيصل مولوي وفتحي يكن ومنير شفيق والبشير نافع ان هذا المشهد الاعلامي المظلم جعل بلدنا في اخر الترتيب العالمي في مجال حرية الاعلام والصحافة ودفع بعديد الكفاءات الاعلامية التونسية الى الهجرة بحثا عن منابر حرة تثبت فيها كفاءاتها وتبرز ابداعاتها وحسنا فعلت. وامام هذا الاصرار الحكومي على التحكم في قطاع الاعلام واسكات كل الاصوات والمنابر الحرة وقناعة منا بان حرية الاعلام والصحافة هي اولى الخطوات في طريق الديمقراطية وبدونها يكون الحديث عن الحرية محض ادعاء فان حركة النهضة اولا تستنكر بشدة ما تتعرض له اسبوعية الموقف واسرة تحريرها من صنوف العرقلة والتعجيز والاكراه على الاحتجاب كما تعبر عن كامل مساندتها لاسرة التحريرونضالها من اجل ايقاف هذه الحملة الشرسة . ثانيا تطالب بوضع حد لهذا المشهد الاعلامي البائس الناجم عن امعان السلطة في السيطرة على كل وسائل الاعلام ووسائطه وتعتبر ان الاشراف عن هذا القطاع الاستراتيجي يجب ان يعود الى هيئة مستقلة حتى يقوم بوظيفته الوطنية بعيدا عن كل احتكار او اقصاء . ثالثا تجدد مساندتها لكل الاصوات والمنابر الحرة ومواصلة النضال من اجل حرية الاعلام وحرية الصحافيين وحرية كل التونسيين تشجب بكل شدة ما تعرض له الكتاب في "معرض الكتاب" الاخير وقبله، من مذبحة رهيبة،وتدعو لرفع وصاية الاجهزة الامنية وزمرة الاستئصاليين العلمانيين عن عقول شعبنا ، وهو ما صرف الشباب الى ضروب مختلفة من الضياع والانتحار انصرافا عن كل نشاط جاد وإيجابي. " يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون" لندن في 1 مايو 2008 رئيس حركة النهضة