تونس:عبر رشيد وهو مغربي في الثامنة والاربعين من العمر لتوه الاربعاء الى الجانب التونسي من الحدود مع ليبيا مع زوجته وبناته الاربع هاربين من مدينة الزاوية الليبية، وروى "ان الثوار يسيطرون على وسط الزاوية وقوات القذافي حولها".ومدينة الزاوية الواقعة على بعد 40 كلم الى غرب طرابلس و150 كلم من الحدود التونسية، تعد معقل الثوار الاقرب الى العاصمة الليبية حيث يواجه معمر القذافي الانتفاضة ضد نظامه منذ 19 يوما. ولم يشأ رشيد الافصاح عن اسم عائلته لاسباب بديهية عندما التقته وكالة فرانس برس بعد ظهر اليوم الاربعاء عند مركز رأس الجدير. وهو يعتبر الزاوية مدينته، فهو يقيم فيها منذ احدى عشرة سنة ويملك فيها محلا للصور كما ان ثلاثا من بناته ولدن فيها. وقال "لا يوجد احد في الشوارع فالمدينة خالية تماما والعائلات تختبىء في الريف". كما "لا يوجد لا هاتف ولا انترنت". واضاف "هناك قناصة على السطوح" لكن لم يكن بوسعه القول ما اذا كانوا من القوات الموالية او المعادية للقذافي. وروى رشيد لفرانس برس "هذا الصباح حوالى الساعة العاشرة عندما غادرنا سمعنا بعض العيارات النارية بعيدا عن منزلي. لكن امس كان (دوي اطلاق النار) اكثر كثافة، وكان هناك قنابل واطلاق نار خصوصا في الصباح". وكانت زوجته تؤكد باستمرار ما يرويه مع اضافة بعض التفاصيل. وتابع رشيد "الجمعة والسبت والاحد كانت اسوأ ايام المعارك منذ اسبوعين"، "الاحد سقطت قذيفة على منزلي واحدثت فجوة قطرها متر في احد الجدران". وقال مغربي اخر كان وراءه هرب هو ايضا من المدينة اليوم الاربعاء "الزاوية هي مثل الصومال، بوم بوم بوم". واكد رشيد "عندما يعود الهدوء ساعود الى ليبيا. في الوقت الحاضر انني عائد الى المغرب. ان الرحيل صعب لقد عشت في الزاوية احدى عشرة سنة". وللفرار هذا الصباح من المدينة استأجرت العائلة سيارة اجرة بما يساوي 350 يورو (700 دينار ليبي) متوجهة الى الحدود التونسية. وقد اضطروا ايضا لدفع حوالى 50 يورو (100 دينار) لكل من نقاط التفتيش العسكرية الليبية الست بين الزاوية والحدود. وقال "افضل دفع 350 يورو على العيش وسط القنابل". ولتجنب سرقة ماله ومحفظته في الطريق خبأهما مع زوجته واطفاله. وروى رشيد ايضا انه كذب على العسكريين الموالين للنظام بقوله لهم انه آت من طرابلس لتفادي التفتيش، اذ "ان عمليات التفتيش اكبر عندما تكون آتيا من الزاوية". وفي مستهل رحلته اوقفت سيارة الاجرة ايضا مرات عدة من قبل ثوار طلبوا من السائق كلمة السر عند نقطة تفتيش لدى الخروج من المدينة. "انها طريقة للثوار للتحقق من اين نأتي". وقد عاد تونسيان هربا من طرابلس بسيارة اجرة صباح الاربعاء مع مصريين اثنين، الى بلادهما عبر مركز رأس الجدير الحدودي. وقالا انهما مرا على مقربة جدا من الزاوية. وروى طاهر سويفي وهو عامل بناء يبلغ من العمر 31 عاما، "ان سائق سيارة الاجرة اتى من الزاوية. وعندما اقتربنا من المدينة حوالى الساعة العاشرة صباحا قال لنا انه ينبغي الالتفاف حولها، لم يكن ممكنا المرور فيها لان الوضع خطر جدا. وعند الخروج من المدينة رأينا مركزا للشرطة مدمرا تماما. كما سمعنا عيارات نارية في البعيد". وقال "لو عبرنا في المدينة لكنا الان في عداد الاموات". وروى محمد سعيدي الذي رافقه في رحلة الفرار "كانت هناك نقاط تفتيش عند كل كيلومتر تقريبا بين طرابلس والزاوية". و"في ضواحي الزاوية اوقفنا عقيد في الجيش الليبي وطلب منا الخروج من السيارة لابعاد سلة قمامة مشتعلة من الطريق. وعندما رفضنا هددنا بكلاشنيكوف. وكان هناك بلاستيك يشتعل واحرقنا جميعنا ايدينا" وهو يمد يديه السوداوين اللتين تحملان حروقا طفيفة. وتابع "طلب العقيد من احد المصريين اعطاءه غطاء. قال له : ان لم تعطني اياه ساطلق النار على السيارة وهو يصوب سلاحه اليه". مضيفا "ان سائقنا الليبي اخفى مالنا واصطحبنا حتى الحدود.. من دونه لما كنا هنا الان".