بدأ الثوار بعملية للسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس وسمع دوي انفجارات وإطلاق رصاص في عدة احياء، هذا في وقت خرج العقيد معمر القذافي ليتهم الغرب بالتخطيط للسيطرة على النفط الليبي ودعا انصاره إلى إنهاء "المهزلة". أكد قائد عسكري للثوار الليبيين الاحد ان العاصمة طرابلس معقل العقيد معمر القذافي "ستسقط قبل الغد". وقال عبد الحكيم بلحاج "سندخل طرابلس خلال ساعات. ونامل ان تسقط في ايدينا قبل الغد". وتدور حاليا في العاصمة الليبية عملية لعزل القذافي وفقا للمجلس الوطني الانتقالي (الهيئة السياسية للثوار ومقره بنغازي) في الوقت الذي يقترب فيه الثوار من العاصمة من ناحية الغرب. وسقط حي تاجوراء الواقع في ضاحية طرابلسالشرقية، في ايدي الثوار الليبيين عصر الاحد كما اكد شاهد عيان لفرانس برس. واوضح هذا الشاهد ان قوات القذافي تقصف بانتظام هذا الحي الا ان الموقف لا يزال تحت سيطرة المتمردين. وأعلن متحدث محلي باسم المتمردين أن ثوارا من مدينة مصراتة الساحلية (200 كلم شرق طرابلس) يشاركون في المعارك التي تدور حاليا في العاصمة الليبية بعدما وصلوا اليها بحرا. وقال عبدالله مليتن من المركز الاعلامي التابع للمجلس العسكري في مصراتة ان "عناصر متقدمة من الثوار في مصراتة وصلوا الى طرابلس هذا الصباح بحرا". واضاف "لقد انضموا الى الثوار (في طرابلس) وهم يقاتلون حاليا الى جانبهم". وتعذر تاكيد هذه المعلومات من مصدر مستقل. ويسيطر الثوار الليبيون منذ منتصف ايار/مايو على ميناء مصراتة الذي يبعد 200 كلم شرق طرابلس بعدما صدوا هجوما واسعا شنته قوات القذافي وحوصروا لشهرين. وقال مصدر للمعارضة المسلحة إن المتمردين الليبيين توغلوا بسرعة شرقاً باتجاه طرابلس الأحد حيث استولوا على أسلحة ودبابات في منطقة جدايم بعد اشتباكات دامية مع القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي. وقال مصدر لم يكشف عن اسمه للمتمردين "تمكن الثوار من السيطرة على جدايم" المنطقة الاستراتيجية التي تقع على بعد 24 كيلومترا غربي مدخل العاصمة التي يأملون في الوصول اليها في وقت لاحق الاحد. وجاء ذلك فيما صرح احمد جبريل المتحدث بلسان المجلس الوطني الانتقالي للمعارضة المسلحة الاحد لوكالة الأنباء الفرنسية ان عملية جارية الان في طرابلس بمشاركة حلف شمال الاطلسي بهدف عزل القذافي حتى يستسلم او يرحل. وتابع جبريل ان "حلف شمال الاطلسي يشارك في العملية الجارية". واضاف المتحدث "بدأت العملية مساء امس (السبت) ونقدر انها ستستمر عدة ايام لحين احكام الحصار على القذافي". وقال جبريل "نتوقع سيناريو من اثنين اما ان يستسلم او ان يفر من المدينة" بحثا عن ملاذ في الخارج او في مدينة اخرى بالبلاد. واضاف "في حالة ابدى رغبته في الرحيل عن ليبيا، سنتجاوب مع هذا الطرح وسنقبله". ومن ناحية اخرى تحدث شهود عن اشتباكات في عدة مناطق من طرابلس بين المتمردين وانصار القذافي خاصة في مناطق سوق الجمعة وتاجوراء. واقر المتحدث الحكومي موسى ابراهيم بوجود "اشتباكات صغيرة" مشيرا الى ان الوضع في طرابلس "تحت السيطرة". وبعثت السلطات الليبية برسائل نصية للهواتف المحمولة تحث السكان للخروج الى الشوارع "للقضاء على الخونة"، فيما تحدث النظام عن "الاف الجنود والمتطوعين" للدفاع عن العاصمة. وقد تمكن المتمردون بدعم دبابات ومدافع من تجاوز قناصة من قوات القذافي في جدايم والاشتباك مع انصار الزعيم الليبي صباح الاحد. وسمع دوي الصواريخ وقذائف الهاون في المنطقة بينما تصاعد الدخان واستمر اطلاق رصاص الرشاشات. هذا وصرحت متحدثة باسم وزارة الخارجية البولندية لوكالة الأنباء الفرنسية أن السفينة المالطية التي كان يفترض ان تقوم الاحد باجلاء رعايا من جنسيات مختلفة عن طرابلس الى مالطا لم تدخل الى المرفأ بسبب النيران التي تعرضت لها. وقالت المتحدثة بولينا كابوسيسنكا لوكالة الأنباء الفرنسية "ان السفينة المالطية ام في تريفا 1 التي كان يفترض ان تقوم باجلاء الرعايا الاجانب عن ليبيا لم تتمكن من الدخول الى مرفأ طرابلس صباح الاحد. وقد تعرضت للنيران وعادت ادراجها". هذا وسمع دوي انفجارات عدة واطلاق نار كثيف في طرابلس ليل السبت الاحد، فيما تحدث شهود عيان عن "مواجهات" في بعض احياء العاصمة الليبية. وسمع تبادل لاطلاق النار بالاسلحة الخفيفة والثقيلة من وسط طرابلس بعد الافطار. وقال سكان في العاصمة لوكالة فرانس برس ان "مواجهات" تدور خصوصا في احياء سوق الجمعة والعراضة وتاجوراء شرق العاصمة، حيث تم اطلاق هتافات التكبير عبر مكبرات الصوت من المساجد. واكد المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم حصول "مواجهات صغيرة" مع "بعض المسلحين الذين دخلوا من هنا وهناك" في احياء مثل تاجوراء وسوق الجمعة وبن عاشور قرب وسط العاصمة. واكد ابراهيم ان المتطوعين والقوات الليبية صدوا المتمردين الذين "تسللوا" الى العاصمة وان المواجهات استمرت نصف ساعة فقط. وقال في تصريحات بثتها قنوات التلفزيون الليبية ان "طرابلس امنة والسيطرة كاملة لقوات الشعب المسلح والمتطوعين واهالي طرابلس الشرفاء". وبعيد ذلك، دعا الزعيم الليبي معمر القذافي انصاره الى "الزحف بالملايين" لانهاء "مهزلة" النزاع الذي يدمر ليبيا منذ شباط/فبراير. وقال القذافي في رسالة صوتية بثها التلفزيون الليبي "يجب انهاء هذه المهزلة. عليكم ان تزحفوا بالملايين لتحرير المدن المدمرة" التي يسيطر عليها المتمردون. كما اكد سيف الاسلام القذافي احد ابناء الزعيم الليبي معمر القدافي ان نظام طرابلس "لن يسلم ولن يرفع الراية البيضاء"، داعيا في الوقت نفسه المتمردين الى الحوار. وفي خطاب بثه التلفزيون الليبي الرسمي صباح اليوم الاحد، قال سيف الاسلام القذافي امام عشرات الشباب امس "نفسنا طويل. نحن على ارضنا وبلدنا. سنقاوم ستة اشهر، سنة، سنتان وسننتصر". ومع ذلك، سمع اطلاق نار كثيف ودوي انفجارات في العاصمة حوالى الساعة 3,30 (1,30 تغ) بينما قال احد سكان جنزور لفرانس برس ان معارط تدور في هذه الضاحية الغربية للعاصمة الواقعة في منتصف الطريق بين الزاوية وطرابلس. واكدت وسائل اعلام للمتمردين ان تاجوراء "تحررت بالكامل" لكن تعذر التأكد من هذه المعلومات من مصدر مستقل. وطوال الليل، عرض التلفزيون الليبي مشاهد من الساحة الخضراء في طرابلس حيث تجمع عشرات الاشخاص رافعين الاعلام الليبية الخضراء وصورا للعقيد القذافي. وندد ابراهيم مجددا بما قال انه هجوم اعلامي على نظام العقيد معمر القذافي، مؤكدا ان نصر معسكره "قريب". من جهته، حذر التلفزيون الرسمي من "الحملة الاعلامية المعادية"، مؤكدا ان العاصمة تحت السيطرة. واستولى المتمردون على غابة تقع على بعد 24 كلم الى غرب طرابلس بعد معارك دامية صباح الاحد مع القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي كما اكد احد المتمردين لوكالة فرانس برس. وقال محمد ان "المتمردين سيطروا على الغابة"، وهي منطقة حراجية استراتيجية تقع على طريق طرابلس مؤكدا ان جنود القذافي ما زالوا متمركزين عند اطراف الغابة. وشاهد احد مراسلي فرانس برس آليتين محترقتين لجنود القذافي. واعلنت حركة المتمردين "مقتل اربعة مرتزقة غير ليبيين". وقد انتشر المتمردون المدعومون بدبابات واسلحة مضادة للطائرات صباح الاحد لتصفية القناصة التابعين للقذافي في غابة جدايم ومواصلة زحفهم باتجاه العاصمة طرابلس. وقال الطبيب يوسف الديك لوكالة فرانس برس بالسؤال على متن سيارة اسعاف على بعد ستة كيلومترات من مدينة الزاوية الساحلية التي تبعد نحو 40 كلم من العاصمة الليبية والتي سيطر عليها الثوار الجمعة، "رأينا اربعة قتلى منذ الساعة السادسة (الرابعة ت غ) هذا الصباح (الاحد)". وقال طبيب اخر طلب عدم كشف اسمه انه عالج عشرة متمردين اصيبوا بجروح طفيفة برصاص مسدس. واكد متمرد اخر غادر الزاوية الجمعة "تقدمنا ثلاثة كيلومترات الجمعة وثلاثة كيلومترات اخرى امس (السبت)". وقال مقاتل اخر لفرانس برس ان الثوار كانوا يأملون الزحف الى طرابلس اليوم الاحد. وقال بسام الذي لم يشأ ذكر اسم عائلته "نريد الذهاب الى طرابلس اليوم". الأحد 21 أغسطس 2011