العراق(أربيل)تراجع البروفسور علي القرداغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عن فتوى سابقة أصدرها قبل عدة أيام، وصف خلالها تظاهرات ساحة السراي بمدينة السليمانية بأنها لا تدخل في باب الجهاد. وأشار القرداغي، في توضيح أرسله لوسائل الإعلام الكردية المحلية، إلى «أنه لم يقل إن التظاهرات ليست جهادا». وقال القرداغي، في توضيحه إنه نقلت تصريحات منسوبة إليه «ونشرت بمانشيتات عريضة في بعض الصحف والمواقع، التي أشارت إلى أنني قلت إن التظاهرات ليست جهادا في الإسلام، وهذا ما لم أقله، بل كانت هناك أطراف حاولت الاستفادة بشكل سلبي من الفتوى التي أصدرتها بهذا الشأن». وأضاف: «كان رأيي واضحا في رسالة وجهتها إلى مسؤولي وشباب تظاهرات كردستان، وهذا نصها: الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد فإنني أتابع، عن كثب، التظاهرات الأخيرة في حدود محافظة السليمانية، وأشعر بقلق بالغ من وقوع قتلى وجرحى في تلك التظاهرات والإضرار ببعض الممتلكات، وانطلاقا من شعوري بالمسؤولية أمام شعبي ومن منطلق تقديم النصح، أود أن أرسل رسالتين، الأولى للمسؤولين، والثانية للشباب المتظاهرين. ورسالتي إلى المسؤولين في كردستان هي أن يعلموا أن العالم قد تغير، ولم يعد هناك شيء يخفى على الشباب من الثروات والأموال، كما لم يعد هناك شيء يخاف منه الشباب، وذلك بسبب ما يوفره الإعلام المعاصر والمتقدم من حريات التعبير، والشباب يريدون أن يحققوا تقدمهم من خلال الاستفادة من ثروات بلدهم، وأن يشاركوا في إدارتها؛ لذلك أدعو المسؤولين أن يستمعوا، بكل محبة، إلى مطالب الشباب، وأن يعملوا بجدية لتحقيقها، كما أدعو المسؤولين إلى وضع خطط استراتيجية دقيقة لمعالجة هذه الأوضاع، وذلك من خلال: معالجة الفساد بجميع أشكاله، وإنهاء التدخلات الحزبية في شؤون الحكومة لكي تكون الموارد والثروات بيد الشعب، وأن توزع بشكل عادل على الجميع، وكذلك وضع خطة استراتيجية لتنمية شاملة في جميع المجالات الصناعية والزراعية والتجارية والسياحية لتحقيق التقدم في كردستان، وفصل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، ودعم بناء سلطة إعلام حر ومستقل، والاستفادة من جميع الطاقات العلمية والتجارب الناجحة لكي تتحول كردستان إلى مركز متقدم ومستقر أمنيا وتصبح نموذجا يُحتذى به من الآخرين». أما بالنسبة لرسالته إلى الشباب فقال القرداغي: «هي تأييدي لمطالبهم المشروعة بشرط أن تكون التظاهرات سلمية ومدنية وحضارية؛ فالتظاهر حق شرعي ومسموح به، بل هو شكل من أشكال الدعوة والأمر بالمعروف، بشرط أن يكون سلميا. وأدعوهم أيضا إلى أن يكونوا قدوة في مسيرة حضارية وأن يحافظوا على الأمن الاجتماعي والممتلكات العامة والخاصة، كما أؤكد على الطرفين المتظاهرين والسلطة الامتناع كلية عن إراقة الدماء؛ لأن إراقة الدماء هي من أكبر المحرمات، خاصة دم الأبرياء من دون وجه حق، فالإنسان في الإسلام هو أثمن ما في الوجود، وإن قتل المسلم عند الله أكبر من هدم الكعبة المشرفة». الشرق الاوسط