أعربت الرئيسة الجديدة لمنظمة الشباب المسلم في النمسا الآنسة تيغبا شاكر عن اعتقادها القوي بأن "الاندماج عن طريق اللجوء إلى القوة أو الإكراه أو ممارسة الضغوط على أبناء الجاليات الأجنبية وخاصة المسلمين لا يمكن أن يؤدي إلى اندماج حقيقي أو نموذجي، بل إلى نتائج عكسية من بينها التطرف". ورأت تيغبا شاكر (24 سنة)، وهي فتاة نمساوية مسلمة من أصل تركي، وتم انتخابها في الأسبوع الماضي لأول مرة كرئيسة لمنظمة الشباب المسلم في النمسا خلفاً للشاب فولفغانغ باور أنه "لا بدّ من احترام خصائص أبناء الجالية الإسلامية والأقليات العرقية الأخرى، وفي طليعتها عقيدتهم الدينية وثقافتهم ولغاتهم وعاداتهم وتقاليدهم بما فيها ارتداء الحجاب وتمكين المرأة النمساوية المسلمة من العمل في الوظائف العامة والخاصة"، على حد قولها ففي حديث أدلت به إلى وكالة الصحافة النمساوية اليوم، استبعدت تيغبا شاكر احتمالات قيام أنشطة إرهابية، وأكدت أن نمو التوجهات الإسلامية الراديكالية المتطرفة "ضعيف جداً في النمسا، لانه لا توجد لها أرض خصبة"، على حد تعبيرها. ودعت تيغبا شاكر المسلمين والنمساويين إلى ضرورة التعاون والتنسيق من أجل ضمان نجاح الاندماج الإيجابي الذي يخدم المصالح الأساسية للجانبين في إطار من الانسجام واحترام القواسم المشتركة والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، والعمل من أجل نبذ كافة أشكال التطرف أو التمييز العنصري على أساس الدين أو العرق أو الثقافة أو لون البشرة ونفت الآنسة شاكر عزم المسلمين النمساويين إنشاء مجتمعات موازية أو منعزلة عن المجتمع النمساوي، ولكنها لاحظت وجود بعض الطلاب الشباب المسلمين، من الذين ينتمون إلى ذوي الميول المتشدّدة. وكانت تشير بذلك إلى اعتقال السلطات النمساوية قبل شهرين لشابين وامرأة من أصول عربية مشتبه بتورطهم في توزيع شريط لتنظيم القاعدة هدّد المتحدث الرئيسي فيه بشن هجمات ضد المصالح الألمانية والنمساوية إذا لم تبادر ألمانيا والنمسا إلى سحب قواتهما العاملة ضمن القوات المتعددة الجنسيات في أفغانستان ونوهت الآنسة تيغبا شاكر والحاصلة على إجازة في علوم الكومبيوتر من جامعة سانت بولتن بمقاطعة النمسا السفلى، بأهمية الدور الذي يقوم به أبناء الجالية الإسلامية من مختلف الجنسيات في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية في النمسا. وفي هذا السياق، طالبت رئيس منظمة الشباب المسلم من السلطات النمساوية المعنية وكافة الأحزاب السياسية بضرورة اعتماد سياسة متوازنة تقر بحقوق المسلمين النمساويين في المعتقد وكمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات مثلهم مثل بقية أبناء الشعب النمساوي على حد تعبيرها. ورأت أن "المسلمين النمساويين وأبناء الجالية الإسلامية في النمسا تأثروا بالمفهوم الدولي لمصطلح الإرهاب المدان بأقسى العبارات". وشدّدت على أهمية مشاركة المسلمين في مختلف نواحي الحياة الاجتماعية في النمسا، ودعت لعدم التركيز على المفاهيم المغلوطة والأحكام المسبوقة بشأن الإسلام والمسلمين. وتعهدت الآنسة تيغبا شاكر التي كانت تترأس فرع منظمة الشباب المسلم في مقاطعة النمسا السفلى بالعمل على مكافحة أي نوع من التوجهات المتطرفة داخل منظمة الشباب المسلم في النمسا والتي يصل عدد أعضائها إلى حوالي العشرة آلاف شاب وشابة، وأكدت أنها ستشدّد على ترسيخ التعايش المشترك والاحترام المتبادل والاندماج الإيجابي في إطار المجتمع المدني النمساوي. وكان مسؤولون في محافظة فيينا والحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم رحبوا بانتخاب الآنسة تيغبا شاكر رئيسة لمنظمة الشباب المسلم في النمسا المنبثقة عن الهيئة الدينية الإسلامية، حيث وصفت مديرة شؤون المرأة في الحكومة المحلية بمقاطعة فيينا السيدة ساندرا بيرغر انتخاب فتاة نمساوية مسلمة في رئاسة منظمة الشباب المسلم في النمسا بأنه "خطوة بالغة الاهمية، وجاءت لتؤكد على الدور البارز الذي يمكن أن تقوم به المرأة المسلمة، وبما تملكه من كفاءة عالية وخبرة واسعة في مجال قيادة العمل الشبابي المشترك على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية". كما اعتبرت مسؤولة قسم الاندماج في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم السيدة إليزابيت هلافاتش انتخاب الآنسة تيغبا شاكر لمنصب رئاسة منظمة الشباب المسلم في النمسا بأنه مبادرة إيجابية ونقلة نوعية تؤكد استعداد المسلمين النمساويين وأبناء الجالية الإسلامية وكافة المنظمات الثقافية والاجتماعية الإسلامية للعمل من أجل تكريس التعاون والتنسيق بين الرجال والنساء في مواصلة العمل المشترك وبما يحقق آمال وطموحات الشباب والشابات المسلمين، وبما يخدم المصالح النمساوية وجدير بالذكر أن النمسا تعترف رسمياً بالدين الإسلامي منذ القرار الذي أصدره الامبراطور النمساوي فرانس يوزيف في العام 1912، حيث يعيش في النمسا حوالي نصف مليون مسلم غالبيتهم ينحدرون من أصول تركية، ولديهم أكثر من 500 منظمة وجمعية إسلامية وثقافية واجتماعية ورياضية. ولدى المسلمين ممثلين في برلمان مقاطعة فيينا هما المهندس عمر الراوي وهو نمساوي من أصل عربي، والسيدة سيرفان إيغيتشي وهي نمساوية من أصل تركي