دعا حقوقيون ومعارضون ليبيون السلطات الهولندية إلى عدم قيامها بتسليم مواطن ليبي معارض إلى السلطات الليبية خوفا من أن يلقى مصير مواطن ليبي آخر لقي حتفه قبل يومين في أحد السجون الليبية، تحت وطأة التعذيب بعد أقل من ثلاثة أسابيع على تسليم السلطات السويدية له إلى نظيرتها الليبية. وأوضح هؤلاء أن سلطات الهجرة بالسويد قامت في الخامس من الشهر الجاري بتسليم المواطن الليبي محمد عادل أبو علي للسلطات الليبية بعد إقامة دامت ست سنوات في السويد، في تجاهل تام لتحذيرات المنظمات الدولية والليبية ذات العلاقة بحقوق الإنسان بأن هذا الملف تعرض ولازال لانتهاكات جسمية من قبل السلطات الأمنية الليبية.. وتلقت العديد من المنظمات الحقوقية الليبية في الخارج معلومات مؤكدة بوفاة أبو على تحت وطأة التعذيب من قبل الأجهزة الأمنية في ليبيا، بسبب كونه احد المنتمين لجبهة «التبو» لإنقاذ ليبيا، المناوئة لنظام حكم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. وقال المحامي الشارف الغرياني أمين عام الاتحاد الليبي للمدافعين عن حقوق الإنسان في تصريحات من مقره في ألمانيا، إنه يخشى أيضا إقدام السلطات الهولندية على تسليم أو ترحيل المواطن الليبي احمد عبد الله عبد الرحمن الذي لجأ إليها مؤخرا هربا من قرار التسليم الذي اتخذته ضده السلطات السويدية حتى لا يلقى هو الآخر نفس مصير مواطنه أبو علي. وأبلغ عيسى عبد المجيد منصور رئيس جبهة التبو لإنقاذ ليبيا «الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من العاصمة النرويجية أوسلو أن مكتب الأمن الخارجي بطريق السواني أبلغ عائلة الضحية الذي ينتمي إلى قبيلة التبو ومن سكان مدينة البيضاء، بوفاته وطلبوا منهم الحضور لتسلم جثمانه. ولفت المحامي الغرياني إلى أن المعارضين السياسيين الذين كتب لهم النجاة بالفرار خارج الوطن، لم يسلموا من ملاحقة النظام لهم، مشيرا إلى التصفيات الجسدية التي تمت في ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي في شوارع وميادين أوروبا والمشانق التي نصبت في ميادين وساحات الجامعات في ليبيا. ولم يستغرب الشارف ما وصفه بضلوع السلطات الليبية الأمنية في التأثير على العديد من دول العالم للتضييق على الليبيين الراغبين في الحصول على حق اللجوء السياسي المكفول وفقا للمواثيق والعهود الدولية ذات العلاقة بحقوق الإنسان. واعتبر أن ما حدث في السويد لن يخرج عن هذا الإطار، موضحا أن لجنة سويدية انتقلت إلى ليبيا منذ عدة سنوات لتقف على حقيقة الحريات وحقوق الإنسان هناك، وقامت باستقبالها لجنة من مؤسسة القذافي للتنمية التي يديرها المهندس سيف الإسلام النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي.