الجزائر بعد سبع سنوات من النداءات المتكررة، تقدم المعارض الجزائري فرحات مهني بطلب رسمي لمنح منطقة القبائل الحكم الذاتي موجهاً طلبه للهيئات الرسمية في البلاد وبعض الهيئات الدولية الأمر الذي أثار موجة من الاعتراض والرفض في الجزائر. فقد بعث مهني بطلب رسمي لمنح منطقة القبائل الحكم الذاتي لكل من رئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان الشعبي، كما بعث بنفس النسخة للهيئات الدولية كالأمم المتحدة والمجموعة الأوروبية وهيئات حقوق الإنسان. كما اعتبر أن القضية الأمازيغية تعكر الأجواء السياسية في البلاد منذ أن طالبت المنطقة بحقها في الحكم الذاتي، مستعرضاً أهم الأحداث التي مرت بها منطقة القبائل بداية من "المواجهة المسلحة عام 1963" ثم "الربيع الأمازيغي عام 1980" وأخيرا "الربيع الأسود 20012003 " الذي شهد بدوره مواجهات دامية. كما انتقد المعارض الجزائري الأحزاب السياسية التي قال إنها أساءت تمثيل منطقة القبائل، واعتبر أنها "بمجرد انخراطها في اللعبة الانتخابية" يبحث قادتها عن المناصب والحكم متناسين مطالب المجتمع. وحاول أن يدلل على ضعف تمثيل تلك الأحزاب لمنطقة القبائل بقوله إن الدولة دخلت في حوار مع منظمات أمازيغية غير معترف بها رسميا إثر مقاطعة الدراسة عام 1994 وأحداث "الربيع الأسود" مستشهدا بالحوار مع الحركة الثقافية الأمازيغية وما يسمى العروش مؤكداً أن ما بين منطقة القبائل والحكومة ليس مجرد سوء فهم وإنما هوة عميقة. صعب التحقيق في المقابل انتقد رئيس جمعية الدفاع عن اللغة العربية عثمان سعدي وهو أحد أبرز المفكرين الأمازيغ، مطلب مهني ووصفه بالسخيف "الذي لا يستحق الرد لا من الأحزاب ولا من الجمعيات القبائلية". واعتبر سعدي أن المطلب صعب التحقيق باعتبار أن منطقة القبائل لا تملك إمكانيات اقتصادية ذاتية تسهم في إنجاح الحكم الذاتي. وتندرج ولايتا تيزي وزو وبجاية ضمن 48 ولاية أخرى تشكل نظام الحكم المحلي الجزائري من خلال المجالس الشعبية البلدية. وأضاف سعدي "تخلت منطقة القبائل عن الأحزاب السياسية جراء انشغالها بهمومها المعيشية والأمنية، فالإرهاب والجريمة والخطف تنتشر بالمنطقة التي صارت أقل المناطق أمنا بسبب طلبات جمعيات فرحات مهني والعروش وغيرها بطرد الدرك الوطني الذي يحفظ الأمن". وأوضح أنه بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة طالب السكان "بعودة الدرك الوطني الذي استعاد بالفعل مقراته التي خربتها جماعة مهني والعروش". وأشار سعدي أن مطلب تعليم الأمازيغية يعاني من مشاكل حيث إن الطلبة الذين تقدموا للشهادة الأهلية بمنطقة أم البواقي واختاروا تعلم الأمازيغية قدموا أوراقا بيضاء، إذ تبين أن الأسئلة التي قدمت لهم باللهجة الأمازيغية غير مفهومة "لأن الأمازيغية عبارة عن عدة لهجات حسب المناطق". وحسب الأبحاث التي قام بها سعدي توصل إلى أن 90% من كلمات الأمازيغية عربية عاربة أو مستعربة. محاولة استغلال من جانبه اعتبر المكلف بالإعلام لدى حركة الإصلاح الوطني أن ما يدعو إليه مهني "دعوة شاذة ومعزولة لن تحظى بصدى شعبي إلا من بعض الباحثين عن الشهرة أو راغبي التقرب من الدوائر الغربية والانتفاع بمزايا مادية ". وأضاف جمال بن عبد السلام أن بعض الجهات الدولية قد تحاول استغلال دعوة الحكم الذاتي للضغط على صانع القرار الجزائري لفرض طلبات وشروط بعينها، كما قد تسعى بعض الدوائر إلى "إضافة مزاعم فرحات مهني إلى قائمة الملفات التي يستهدف من ورائها التدخل في الشؤون الجزائرية مثل ملفي الإرهاب والتنصير". وشدد بن عبد السلام على أن "محاولات شق الصف الجزائري باتت لعبة مكشوفة تتصدى لها كافة القوى الحية في الجزائر".