أيّ نفع سوف يكسبه العراق من إجتماع دول الجوار بعد أن تناسى الجميع, حكومات وشعوب ووسائل إعلام, كلّ ما حصل في المؤتمرات السابقة؟ وهل هناك عراقي واحد, باستثناء سكنة المنطقة الخضراء, يأمل خيرا في لقاء حول العراق يعقد في محمية الكويت, إمارة آكلي المرار, مع الاعتذار للشاعرأمريء القيس, والتي كان دورها وما يزال أساسيا في خراب ودمارالعراق إبتداءا من الحصارالظالم الذي قضى على مئات الالاف من الأبرياء وحرمنا من أبسط مقومات العيش والحياة الكريمة. وليس خافيا إن الكويت ناصبت العراقيين العداء, حكومة وشعبا وأرضا, وظلّت تزرع سمومها في كل محفل ومكان ضد الشعب العراقي, الى درجة أنها كفّت عن أن تكون دولة منذ أن "حرّرها" مارينز وعلوج أمريكا وحوّلوها الى قاعدة عسكرية متقدمّة وحانة ليلية للترفيه وبنك أهلي مشرّع الأبواب لدفع فاتورة أي مغامرة أو عدوان عسكري تقوم به سيّدتها أمريكا. وبالرغم من إن الاحتلال الأمريكي للعراق دخل عامه السادس مع كل ما رافقه من جرائم بشعة وتدميرمنظّم على جميع المستويات وإلغاء شبه تام للدولة وتشريد الملايين داخل وخارج العراق وإشاعة الفوضى في أدق تفاصيل حياة العراقي اليومية, رغم كل هذا ما زالت الصورة غير واضحة للحكام العرب, وبالأخص حكام دول الجوار. وهاكم ما قاله فخامة وزير خارجية البحرين في إجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إضافة الى مصر والأردن وبصحبة وقيادة حمّالة الحطب الوزيرة كوندوليزا بنت رايس آل بوش" كانت لدينا تساؤلات حول عدم وضوح الصورة في العراق, الصورة السياسية. وقدمت لنا وزيرة الخارجية رايس وكذلك أخونا هوشيار زيباري تفسيرا جيّدا". وزير خارجية البحرين, طوّل الله عمره, لم يذكر لنا أي شيء عن"التفسير الجيّد" الذي قدّمه هوشيار زيباري والوزيرة رايس أو كيف إتضحت لديهم الصورة الأن فقط وقد مرّ على إحتلال العراق وتدميره أكثر من خمسة أعوام؟ وهل عُميت بصائرهم وأبصارهم كل هذه السنوات والعراق لا يبعد عنهم الاّ شمرة عصا, كما يُقال؟ أم إن الوزيرة كوندوليزا العزيزة نجحت الى حدّ كبير في تحويل"عباقرة" السياسة العرب, من أمثال وزير خارجية البحرين, الى شواذي )قِردة( أو ببغاوات لا تجيد الاّ ترديد الكلام, وإستطاعت إقناعهم بلا كثير عناء بأن المنطقة الخضراء أو المنطقة الدولية, كما يسمّيها ضخامة الوزيرهوشيار زيباري, آمنة جدا ومحصّنة تماما وما زالت فيها شقق وقصور شاغرة يمكن لهم فتح سفاراتهم هناك وبالمجان. لقد حاول وزراء خارجية دول جوارالعراق, كعادتهم, الضحك على ذقون وعقول شعوبهم وتلميع صورة إنظمتهم التي تآكلت وغطاها صدأ الأحداث منذ عشرات السنين. ولم تعد لدى المواطن العربي, والعراقي بشكل خاص, ذرّة من المصداقية في هؤلاء الحكّام الذين يتسابقون, كتسابق العميان الى وليمة, الى أية بقعة في العالم عند أو إشارة أو نظرة غضب من السمراء كونودليزا بنت رايس آل بوش. وليس ثمة حدود لاستعدادهم في التوقيع والبصم على أي قرار يصدرعن إدارة الشرالأمريكية, حتى وإن كان فيه حراب بيوتهم أو بيوت جيرانهم, كما هو حاصل اليوم في العراق وفلسطين ولبنان والصومال...ألخ. .وقد بلغت الصفاقة والسفالة برئيس وزراء محمية الكويت حدا إنه وصف الشعب العراقي بالشقيق. ويعلم الكلّ, الأنس والجن والأحجار وحبات الرمال وكواكب السماء, إنه إذا كان هناك عدوا لدودا للشعب العراقي فهم حكام الكويت. بل إن سمو تعاسته قال"نود التأكيك على أهميّة الالتزام بمبدأ عدم التدخّل في شؤون العراق الداخلية...فرغم الأواصرالقومية والعرقية والدينية والتاريخية التي تربط دول الجوار بالشعب العراقي الشقيق الى أن فتح باب التدخل وتصديرالخلافات السياسية له يحيله الى ميدان للصراع المسلح ويهّدد أمنه وإستقراره مما يؤثرعلى أمن وإستقرار المنطقة". قبّح الله وجهك يا شيخ الخونة والعملاء والحاقدين على هذا النقاق. فهل قلت لنا أين كانت مدفونة هذه الأواصرالقومية والعرقية والدينية والتاريخية التي تربطكم بالشعب العراقي الشقيق قبل الغزو الأمريكي للعراق؟ وماذا فعل حكامكم, أخزاهم الله في الدنيا قبل الآخرة, عندما فرضتم علينا حصارا ظالما جائرا لا مثيل له في التاريخ ولأكثرمن عقد من الزمان؟ وكنتم تتلذّذون بموت أطفالنا ونسائنا وشيوخنا دون أن يهتز لكم شارب أو عقال! أم إن مشاعركم "الانسانية" والوديّة نحو العراقيين كانت مودّعة, شأن ملياراتكم وثرواتكم الأخرى, في خزائن المخابرات المركزية الأمريكية؟ المصدربريد الفجرنيوز