انتقد حزب التكتل في بيان شديد اللهجة تصريحات الوزير الأول الموريتاني السيد يحي ولد أحمد الواقف ومتهما الأخير بأنه لا يملك المؤهلات التي تخوله الحكم على المشروع المجتمعي للمعارضة وخاصة تكتل القوى الديمقراطية ،مقدمين في الوقت ذاته كشفا بالأرقام التى أجدلها بها زعيم المعارضة. وهذا نص البيان: خلال اجتماع عام لحزب الدولة الذي يرأسه الوزير الأول الجديد السيد يحيى ولد أحمد الواقف، حاول هذا الأخير إعطاء دروس في مجال الديمقراطية، منتقدا بشدة غير معهودة زعيم المعارضة الديمقراطية، السيد أحمد ولد داداه. ففي نظر ولد الواقف لاتكون المعارضة ديمقراطية إلا إذا أخفت مغالطات الأغلبية المتأرجحة والتي تتعرض مرجعياتها لانتقادات لاذعة من لدن بعض القوى المساندة لها. فذاك أبلغ دليل على أن رئيس حزب الدولة لايملك المؤهلات التي تخوله الحكم على المشروع المجتمعي للمعارضة وخاصة تكتل القوى الديمقراطية. وحسب ولد الواقف، لاتتعرض سمعة موريتانيا للتشويه لدى الرأي العام الوطني والدولي بممارسات سوء التسيير، واختلاس المال العام، والفشل المتكرر لكافة خطط وبرامج النظام، ولامبالاته بمعاناة الموريتانيين، وإنما تتضرر بشكل بالغ لمَّا تمارس المعارضة واجبها اتجاه الشعب والأمة، فيصرخ ولد الواقف مذكرا بأساليب الماضي أن موريتانيا تتعرض لمؤامرة. إن ردة الفعل هذه الساخرة من ذكاء شعب برمته ناتجة عن تصريح أدلى به الرئيس أحمد ولد داداه لقناة الجزيرة ذكَّر فيه أنه تم إنفاق 93% من أرصدة الصندوق الوطني لعائدات البترول دون أي انعكاس إيجابي على تحسين ظروف حياة المواطنين. فحساب الصندوق المذكور يظهر - حسب معطيات الخزينة العامة أنه من إبريل 2006 إلى مايو 2008 - مبلغا للمداخيل قيمته 325,403 مليون دولار أمريكي و 303,11 مليون دولار أمريكي من المصاريف تمثل نسبة إنفاق بلغت 93,2% دون المداخيل واستخدام العائدات قبل أبريل 2006. فالرصيد الرسمي للصندوق في 31 مايو 2008 بلغ 22,4 مليون دولار أمريكي - حسب سعر صرف البنك المركزي بتاريخ 19 يونيو 2008 (1 دولار أمريكي = 234,61 أوقية للشراء) - أي 5,26 مليار أوقية بدل 7,6 مليار أوقية المعلن عنها في الكشف الشهري للخزينة العامة لشهر مايو 2008، وهو ما يعطي رصيدا مبالغا فيه بنسبة 44% مع سعر صرف مغلوط. فمن الواضح خلافا لادعاءات ولد الواقف أن هذا الحساب لايشهد زيادة بقدرما يُستنزف باستمرار. وللتوضيح يمكن الاطلاع على البيانات على موقع الخزينة : http://www.tresor.mr، رغم أنه لم تنشر المعلومات بصفة منتظمة عن هذا الحساب في الصحافة أو الجريدة الرسمية وفقا للترتيبات القانونية. وحرصا منه على إعلام الشعب الموريتاني بالوضعية المزرية التي تجتازها البلاد حاليا على جميع المستويات، فإن تكتل القوى الديمقراطية، رغم شُح المعلومات والتلفيق الذي تمارسه الإدارة على نطاق واسع، ليطالب بأن يُسَلَّطَ الضوء كاملا على استخدام الموارد الوطنية، خاصة الصندوق الوطني لعائدات البترول المُنشإ أصلا من أجل توزيع عادل للثروة الوطنية حتى يتسنى لأجيال المستقبل الاستفادة منها بعيدا عن أن تظل غنيمة يتقاسمها أهل النظام الحالي. نواكشوط، 16 جمادي الثانية 1429 الموافق 21 يونيو 2008 إدارة إعلام تكتل القوى الديمقراطية