تعتزم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بناء نحو 1800 وحدة استيطانية جديدة في القدسالمحتلة، في إطار سياسة الاستيطان وتهويد المدينة المقدسة والتي اشتدت وتيرته بعد اجتماع أنابوليس التساومي في أمريكا الخريف الماضي. وقالت الإذاعة العبرية انه سوف يتم إقامة نحو 900 منزل في حي "حومات شموئيل جي" الاستيطاني، وهو امتداد لمستوطنة جبل أبو غنيم في الضواحي الجنوبية للقدس. وسيقام عدد مماثل من المنازل الجديدة في مستوطنة "بسجات زئيف"، في الضواحي الشمالية لمدينة القدس الشريف. يشار إلى أن مستوطنة جبل أبو غنيم جزء من خطة أقرتها وزارة إسكان الاحتلال في يونيو الماضي لبناء 40 ألف وحدة سكنية خلال عشر سنوات شرقي وغربي القدس، وسط صمت عربي ودولي حول غريب. وبهذا الصدد قال مسئول دائرة الخرائط في بيت الشرق الفلسطيني خليل التفكجي في تصريح إعلامي: إن الإسرائيليين يركزون في اهتمامهم على جزء من المدينة المقدسة يطلق عليه الحوض المقدس الذي يرتبط بالبلدة القديمة حيث نلاحظ تركيزًا من الجانب الإسرائيلي على منطقتين فيه هي وادي حلوة وقبور الأنبياء. وأضاف: كما أن الاحتلال يركز على نقطتين رئيسيتين في منطقة سلوان من القدسالمحتلة وهي مدينة داود القديمة أو القدس القديمة والتي يعتبر اليهود أن المسيح المنتظر سيأتي من هذه المنطقة، حسب عقيدتهم. من جانب آخر أكد مواطنون فلسطينيون مقدسيون أنهم يتعرضون لمضايقات مستمرة، وأن المستوطنين يستولون على منازلهم تحت غطاء من الشرطة، في مسعى من قبل سلطات الاحتلال لطمس المعالم العربية والإسلامية للمدينة المقدسة وتغيير ديموجرافيتها. وذكر مواطن مقدسي أن الإسرائيليين يمارسون المضايقات والاعتقالات والتحقيقات مع المقدسيين بشكل يومي، كما أن الكاميرات تراقب المواطنين الفلسطينيين داخل بيوتهم. وقال مواطن مقدسي آخر أن هدف الاحتلال من هذه الممارسات هو إخراج كافة أهالي القدس ومنطقة سلوان بالذات إلى خارج ما يسمى بالجدار الفاصل. ويرى المراقبون أن ممارسات الاحتلال هذه ما هي إلا محاولة لتغيير الميزان الديموجرافي القائم في القدس القديمة، التي يقدر عدد المقدسيين الفلسطينيين فيها بنحو 30 ألف مواطن، بالإضافة إلى أن إقامة البؤر الاستيطانية تساعد الاحتلال في السيطرة على الحرم القدسي الشريف.