تونس / سوسة أبو الصبر الفجرنيوز: كثيرا ما نسمع مسئولي الدولة يتحدثون عن تحسين ظروف عيش المواطن و عن جودة الحياة و عن حماية البيئة و ما حظيت به تونس من رعاية موصولة من لدن سيادة الرئيس في هذا المجال . كل هذا الكلام هو مجرد دعاية و لا أساس له من الصحة على ارض الواقع . لن أتناول الأوضاع في المناطق الداخلية و لن أتحدث عن أزمة الرديف بل سأحاول إلقاء الضوء على ظروف عيش المواطن في أحياء مجاورة للمناطق السياحية في مدينة سوسة ال تي قد يعتبرها البعض منا محظوظة فسكان هذه الإحياء محرومون من العيش في أمان و طمأنينة فالأمن يزورها مرة في السنة عند اقتراب موعد مهرجان اوسو فكثرت فيها السرقات و البراكاجات و أصبحت شوارعها ملاذا لمعاقري الخمر و المخدرات و هي تدفع باستمرار فاتورة القطاع السياحي المضر الذي لا طائل من ورائه ( قطاع السياحة في تونس استقطب فقراء أوروبا وعوض إن يأتوا بالعملة الصعبة أتوا بفقرهم و أمراضهم العضوية و الاجتماعية ) مصالح البلدية والتطهير و حماية البيئة و مصالح الأمن العمومي استوعبها هذا القطاع و مهامهم تنحصر على أماكن تواجد السياح و أصبحت بالتالي سوسة تنقسم إلى سوسة محرومة و سوسة محظوظة . لنأخذ على سبيل المثال عمارة زروق المتواجدة على نهج قسنطينة و التي تبعد أمتار قليلة عن المنطقة السياحية الكورنيش فهذه العمارة تعاني من الأوساخ و الناموس و تراكم المياه بقبوها مما اقلق راحة السكان . وباني هذه العمارة متواطئ مع السلطة الجهوية في سوسة فهو لازال يحتفظ بقبو العمارة فهو واصل و متنفذ و يدفع الرشوة باستمرار لمسئولين كبار في الدولة . و إذا ما تتساءل عن إمكانية رفع دعوى ضده الكل يجيبك انه فوق الدولة و فوق القانون و فوق المؤسسات فهو ببساطة" منو للقصر" ... وفي الأخير أريد أن أنبه أولياء أمرنا إن يجسدوا على الأقل شعاراتهم تلك التي تتعلق بجودة الحياة و حماية المحيط .