واشنطن-اكدت وزارة الخارجية الامريكية امسالجمعة ان مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو سيطلب اصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك "على حد علمي فان المدعي العام (للمحكمة الجنائية الدولية) ينوي التوجه الى مجموعة من القضاة لتقديم معلومات والتقدم منهم بطلب اصدار مذكرة توقيف". وكانت صحف عدة من بينها لوموند الفرنسية والغارديان البريطانية والواشنطن بوست الاميركية ذكرت الجمعة ان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية سيوجه الاثنين الى الرئيس السوداني تهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور (غرب السودان). واعلن مورينو اوكامبو الخميس في بيان انه سيقدم الاثنين امام قضاة المحكمة الجنائية الدولية "ادلة" جديدة على جرائم تم ارتكابها خلال السنوات الخمس الفائتة ضد المدنيين في دارفور وسوف "يسمي" مرتكبي هذه الجرائم. وقال مبعوث اوروبي كبير امس الجمعة ان من المحتمل ان يطلب الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية القبض على الرئيس السوداني في قضية جرائم حرب جديدة سيبدأها بشأن دارفور يوم الاثنين. وحذر السودان من ان مثل هذه الخطوة قد تقوض عملية السلام في دارفور كما يخشى مسؤولو المساعدات ان يؤدي ذلك الي رد فعل غاضب. وقد يسبب التحقيق الخاص بدارفور حرجا للصين حليف السودان الوثيق قبل اسابيع قليلة من بدء الدورة الاولمبية في بكين وقال المبعوث الكبير لدى الاممالمتحدة لا نعرف شيئا على وجه التأكيد لكننا نعرف ان البشير واحد من الناس الذين يتطلع اليهم مورينو اوكامبو. واضاف اتوقع ان يكون البشير ضمن من يعلن مورينو اوكامبو اسماءهم. وطلب المبعوث عدم نشر اسمه بسبب حساسية المسألة. وذكرت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مسؤولين بالاممالمتحدة ودبلوماسيين ان الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي سيطلب اصدار أمر للقبض على البشير لاتهامه بالابادة الجماعية وجرائم في حق الانسانية. وعلى الصعيد العلني لزمت الاممالمتحدة الصمت بشأن مسألة قد تضع مطالب المحكمة الجنائية الدولية التي تؤيدها الاممالمتحدة امام مصالح المنظمة الدولية في نشر قوة سلام في دارفور. ةمن جانبها، صرحت المتحدثة باسم المدعي ان "مكتب المدعي يرفض اعطاء تفاصيل وان المدعي سيعرض الامر على قاضي المحكمة الاثنين ولن يعطي تفاصيل للصحافة الا بعد ذلك". واشارت "لو موند" ايضا الى ان "ادارة حفظ السلام في الاممالمتحدة تخشى اجراءات انتقامية من قبل القوات السودانية تستهدف البعثة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور".". وقالت جيرالدين ماتيولي العاملة في منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الانسان مرحبة "بالنسبة لنا هذا هو بالتحديد السبب في انشاء هذه الهيئة الا وهو مكافحة الافلات من العقاب". غير أن مندوب السودان لدى الأممالمتحدة عبد المحمود عبد الحليم محمد حذر من تبعات ما إذا وجه مورينو أوكامبو اتهامات ضد كبار المسئولين السودانيين قائلا إن ذلك "سيدمر" جهود المجتمع الدولي لإيجاد حل سلمي للصراع في دارفور. وقال إن "أوكامبو يلعب بالنار.. إذا كانت الأممالمتحدة جادة بشأن مشاركتها في السودان فإنه يتعين عليها أن تبلغ هذا الرجل بوقف ما يفعله.. سيكون هناك تداعيات خطيرة". وفي بكين قال خبراء امس ان الصين تخشى ان يؤدي توجيه الادعاء الاتهام الى مسؤولين سودانيين كبار الى اشتداد الصراع بشأن دارفور في الوقت الذي تستعد فيه بكين لاستضافة دورة الالعاب الاولمبية.. وقال أحد المصادر انه في محادثات خاصة مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن حذر دبلوماسيون صينيون من ان صدور امر اعتقال ضد البشير سيعقد كثيرا جهود السلم في دارفور وربما يدفع البشير الى وقف التعاون تماما وتشجيع جماعات المتمردين على رفض المفاوضات. وقال المصدر الذي ذكر انه بحث القضية مع دبلوماسيين معنيين الصين تعتقد ان هذا سيجعل الحوار السياسي بشأن دارفور أصعب بكثير. وقال تشا داو جيونج استاذ العلاقات الدولية بجامعة بكين الذي درس مخاطر اعتماد الصين على السودان كمصدر للطاقة رغم ان المحكمة الجنائية الدولية لها السلطة في ان تفعل ذلك فانني يجب ان اقول انها لم تفعل دائما الاشياء بأكبر قدر ممكن من الحكمة. وقال تشا انها مسألة سهلة تماما ان توجه اتهاما لكن هل لديهم خطة دعم للعواقب لا تتخلص من زعيم لا تحبه وتترك الشعب الذي تزعم انك تحبه مهملا.