أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ صالح بن محمد آل طالب أن حوار الأديان الذي دعا إليه العاهل السعودي هو الحق الذي لا ينبغي تجاوزه والحد الذي لا ينبغي تخطيه.وأوضح فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم أن ما قاله العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز- من أن الأديان والدين الذي أراده الله لإسعاد البشر يجب أن يكون وسيلة لسعادتهم , وأن نعلن للعالم أن الاختلاف ليس بالضرورة أن يؤدي إلى النزاع والصراع وأن المآسي التي مرت في تاريخ البشر لم تكن بسبب الدين ولكن بسبب التطرف والغلو الذي ابتلي به أتباع كل دين سماوي وكل عقيدة سياسية وتأكيده حفظه الله، أن الحوار لا يعني صهر الأديان والمذاهب بحجة التقريب بينها- هو الحق الذي لا ينبغي تجاوزه والحد الذي لا ينبغي تخطيه. وقال فضيلة الشيخ آل طالب: إن الله تعالى أوجد الناس وهيأ لهم ما يعمرون به الكون وضمن نسلهم وضمن بقاءهم ، فهم جيل يخلف جيلاً وحضارة تخلف حضارة، وأنهم شعوب وأمم وطباع وأعراف وأديان ومذاهب نسبهم في الميلاد آدم وأصلهم في التدين التوحيد ، مشيرًا فضيلته إلى أنهم أصبحوا بعد ذلك أحزاباً متعددة . وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب أن الله تعالى يبعث الأنبياء يتبع الآخر تلو الآخر وكلهم يتبع لمن سبقه في العقيدة ويختلف في الشريعة عما سبقها لحكمة يريدها الله سبحانه وتعالى حتى ختم الله بشريعة ضمن خلودها وأوجب على الناس إتباعها فجمع فيها خير ما وجد في الشرائع السابقة، وقال تعالى: ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)). وبين فضيلته أن القرآن الكريم أكثر من خطابه لأهل الكتاب وأتباع الديانات وتنوعت أساليبه وتعددت أغراضه واستهلت كثير من آياته: (يا أهل الكتاب) في حوارات شرعيه وعقلية ونداءات حضارية تحترم عقل المخاطب وتحاور فكره ولا تجرح عقيدته ، مشيرًا فضيلته إلى أننا في زمن الصراع على المصالح وتغليبها على القيم والمبادئ ، وفي وقت استعمل فيه كل ما أمكن من أدوات الصراع كانت الأديان وسيلة من الوسائل المستخدمة كأنها لم تكن من مشكاة واحدة وأتت بعقيدة راسخة ثابتة . ولفت فضيلته النظر إلى أن دين الإسلام تعرضت محاسنه للتغييب، ونالت أحكامه الإساءة والتشويه؛ فتارة من أعدائه وتارة أخرى من بعض أبنائه . وأكد فضيلته أنه يجب على القادرين من المسلمين أن لا يألوا جهدًا في إظهار هذا الدين وعرضه كما هو على الباحثين والتائهين بلا مزايدة أو تحريف ولا نقص أو تحوير، فإن أنواره دالة على حقيقته وصفائه ومعدنه وجوهره . وقال: إن الحوار مع أتباع الديانات وغيرهم فرض كفاية على القادرين من المسلمين، وكانت دعوة العاهل السعودي وفقه الله، للقاء العلماء وأصحاب الفكر من أتباع الديانات ليعرف الدين من رجاله وليس من أعدائه وليطلع على أحكامه من علمائه وليس من جهال أبنائه. وفي المدينةالمنورة دعا فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبد الباري الثبيتي، المسلمين إلى المداومة على الطاعات والبعد عن المعاصي والإكثار من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد النبوي: إن رسولنا الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده ، أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور وهدانا به إلى الصراط المستقيم، أخرج أحمد والنسائي عن أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً طيب النفس يُرى فيه وجهه البشر، قالوا يا رسول الله أصبحت اليوم طيب النفس يُرى في وجهك البشر قال: «أجل أتاني آتٍ من ربي عز وجل فقال من صلى عليك من أمتي صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات ورد عليه مثلها». وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن أولى الناس بشفاعته وأحقهم بتقديره وأخصهم بعنايته يوم القيامة الذين يعملون بشريعته ويتمسكون بسنته ويُكثرون من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. وأضاف يقول: ربنا تبارك وتعالى بعظمته وكبريائه وملائكته في أرضه وسمائه يُصلون على النبي الأمي إجلالاً لقدره وتعظيماً لشأنه وإظهارًا لفضله، ونحن -المؤمنين- نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم امتثالاً لأمر الله، قال الله تعالى: ((إن الله وملائكته يُصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )). أخرج أحمد وابن ماجه بإسناد حسن عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ويقول: «من صلى عليّ صلاة لم تزل الملائكة تُصلي عليه ما صلى عليّ فليُقّل عبد من ذلك أو ليكثِر» . وأضاف فضيلته أن الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيها غفران الزلات وتكفير السيئات وإجابة للدعوات وقضاء الحاجات وتفريج الكربات وحلول الخيرات والبركات، منجية من الشرور والآفات، وفيها القيام ببعض حقه وتنمية محبته في القلب، وهي من أسباب الهداية إلى صراط مستقيم، الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يفتح الله بها علينا أبواب رحمته والصلاة عليه تشرح الصدر وتزيل الهم وترفع مقام العبد فيسمو بها إلى الدرجات العلى، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كل دعاء محجوب حتى يُصلى على محمد صلى الله عليه وسلم». وعن خُبالة بن عبيد قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعداً إذ دخل رجل فصلى فقال اللهم اغفر لي وارحمني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «عجبت أيها المصلي إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله وصلي عليّ ثم أدعو ، قال ثم صلى رجل آخر بعد ذلك فحمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم «أيها المصلي ادعُ تُجب» . وتابع فضيلته قائلاً: إن من ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم ثم لم يُصل عليه فهو الكامل في البخل؛ لأنه بخل بما لا نقص عليه فيه ولا مؤونة ، وفي الحديث «البخيل من ذكرت عنده ثم لم يصل عليّ»، وفي الحديث «رغم أنف رجل ذُكرت عنده فلم يصل عليّ» .