اقتحمت الشرطة الاسترالية اليوم الخميس مقرّ مؤسسة الغوث الإسلامي في مدينة سيدني، بعد مزاعم عن تبرّعها للمقاومة الفلسطينية، الأمر الذي نفاه رئيس المؤسسة، مؤكدًا أن التبرعات كانت لأيتام فلسطين.وقد داهم عناصر من الشرطة الاتحادية الاسترالية مقر المؤسسة وراحوا يعبثون ويفتشون محتويات مكاتبها وأرشيفها ويحققون مع الناشطين فيها، كما وضعوا أيديهم على أجهزتها الإلكترونية. ومن جانبه، قال رئيس مؤسسة الصداقة الإسلامية بالمدينة، اللبناني قيصر طراد: إن السبب في عملية المداهمة، هو مزاعم عن تبرّعات قامت بها المؤسسة قبل سنوات لمؤسسة "انتربال" الخيرية، والمعروفة باسم صندوق التنمية وإغاثة الفلسطينيين، وهي إحدى 5 مؤسسات للعمل الخيري الفلسطيني، وتتخذ من دول أوروبية مقرًّا لها. وأكّد طراد أنه لا يعرف حجم التبرّع الذي قدمته مؤسسة الغوث لنظيرتها "انتربال" التي يقع مقرها في لندن، لكنه ذكر أن "انتربال" تمّ تصنيفها في العام 2003 تحت الرقم 486 في لائحة أمريكية بالمؤسسات المحظورة والموضوعة تحت الرقابة "وربما لأن مؤسسة الغوث أرسلت مساعداتها عبر "انتربال" إلى المحتاجين الفلسطينيين فقد اعتبروها موضوعة معها ضمن لائحة المؤسسات المحظورة والمستهدفة بالرقابة". إلا أن من مراجعة موقع "انتربال" على الإنترنت والاطلاع على نشاطاتها الخيرية، يمكن معرفة حجم ما قدمته من مساعدات للفلسطينيين، إذ تذكّر أنها قدمت "أكثر من 800 ألف دولار كمساعدات مباشرة إلى 42 ألف فلسطيني احتاجوها لشراء مواد غذائية وضروريات ملحة". وروى طراد أن صحافيًا لبنانيًا، يدعى ريتشارد كرباج، ويعمل في صحيفة "ذي أوستراليان"، كان قد كتب قبل 3 أسابيع تحقيقًا ذكر فيه أن "انتربال" تتستر بمؤسسات خيرية إسلامية في الخارج، ومنها مؤسسة الغوث الإسلامي في استراليا، لتجمع المال للمقاومين الفلسطينيين "وربما بسبب هذا التحقيق الصغير بدأت الشرطة الاتحادية تستهدف مؤسسة الغوث إلى أن اقتحمت مكاتبها صباح اليوم. كما ذكر أن المطرب البريطاني كات ستيفنس، الذي اعتنق الإسلام في 1977 وقام بتغيير اسمه إلى يوسف إسلام، هو مؤسس مؤسسة الغوث الإسلامي وكان رئيسها من لندن، إلا أنه ترك منصب الرئاسة، وظلّ ناشطًا معها إلى الآن. وذكر أن مؤسسة الغوث معروفة جدًا في استراليا، ولم تتعرض في السابق لأي ملاحقة "بل أن أحد القائمين عليها كان في السابق ضمن فريق عمل رئيس الوزراء الاسترالي، لذلك لا أعتقد أنها ستواجه مشكلات بعد مداهمة مكاتبها وستنتهي الأمور عند هذا الحدّ فقط".