لاهاي، هولندا (CNN)-- الفجرنيوز:بدأت المحكمة الجنائية الدولية حول جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة، الخميس، محاكمة زعيم صرب البوسنة السابق، رادوفان كراجيتش، المتهم بارتكاب جرائم حرب، والذي تم اعتقاله في الحادي والعشرين من يوليو/ تموز الجاري.ففي أول ظهور علني للمتهم بارتكاب جرائم حرب، منذ اعتقاله في الحادي والعشرين من يوليو/ تموز الجاري، سأله القاضي ألفونس أوري، رئيس المحكمة الجنائية الدولية، عما إذا كان هناك ممثل للدفاع عن المتهم، فرد كراجيتش بأنه سيتولى الدفاع عن نفسه، دون الحاجة إلى فريق للدفاع عنه. وخلال جلستها الأولى، وجهت المحكمة 11 اتهاماً لكراجيتش، من بينها "التطهير العرقي"، و"جرائم ضد الإنسانية"، و"انتهاكات لقوانين الحروب خلال الصراع في البوسنة والهرسك، بين عامي 1992 و1995، بدعم من حكومة يوغسلافيا السابقة، برئاسة سلوبودان ميلوسوفيتش، الذي توفي لاحقاً في سجنه بلاهاي أثناء محاكمته. كما اشتملت لائحة الاتهام "المسؤولية عن الإبادة الجماعية"، و"التواطؤ بهدف القتل الجماعي في البوسنة والهرسك"، حيث جاء في لائحة الاتهام، التي تلاها رئيس المحكمة على مسامع المتهم. وبعد ذلك، سأل رئيس المحكمة المتهم عن اسمه وتاريخ ميلاده، فأجاب قائلاً: رادوفان كراجيتش، من مواليد 19 يونيو/ حزيران 1945، في الجبل الأسود "مونتينغرو"، بعد ذلك سأله القاضي عن عنوانه الذي كان يقيم به قبل القبض عليه، وعرض عليه القاضي الإجابة في جلسة سرية، إلا ان كراجيتش قال إنه سيجيب في جلسة علنية. ورداً على سؤال عما إذا كان قد تم إبلاغ سفارة الدولة التي ينتمي إليها، أجاب كراجيتش بأنه يعتبر نفسه مواطناً من الجبل الأسود وصربيا، وأشار إلى أنه التقى السفير الصربي، إلا أنه لم يلتق بأحد من خارجية الجبل الأسود. ثم طلب القاضي من أمين المحكمة تلاوة حقوق المتهم وإجراءات المحاكمة، وبعدها سأله رئيس المحكمة عما إذا كان يفهم ما تُلي عليه، فرد بالإيجاب.وسأل القاضي كراجيتش عما إذا كان قد تسلم لائحة الاتهامات الموجهة له بلغته الأصلية، فأجاب بقوله إنه تسلم اللائحة، ولكنه لم يتسلم لائحة الاتهامات الجديدة، التي قام الإدعاء بإعدادها. وتوجه القاضي للإدعاء للاستفسار عن وجود لائحة اتهامات جديدة، فأجاب رئيس فريق الادعاء، سيرجي براميرتز، بقوله إن لائحة الاتهامات هي نفسها، ولكن يجري إدخال بعض التعديلات عليها.وطلب القاضي من المتهم الإجابة عن كل اتهام، ضمن اللائحة المعدلة، على حدة خلال 30 يوم، فرد كراجيتش بأنه يُقدر تفهم رئيس المحكمة لموقفه. وقرر القاضي عقد الجلسة التالية بعد ظهر الجمعة، التاسع والعشرين من أغسطس/ آب القادم، وسأل المتهم عما إذا كان يعارض ذلك، فقال كراجيتش إنه ليس لديه اعتراض.وقال القاضي إنه سيتم احتجاز المتهم في مركز الاعتقال التابع للأمم المتحدة، إلا أنه لفت إلى أن بإمكانه تقديم طلب للنظر في إطلاق سراحه. وثار جدل بعد ذلك حوق حق المتهم في تمثيل نفسه، حيث أصر كراجيتش على أنه لا يحتاج لفريق دفاع، بعدها طلب منه القاضي إخطار المحكمة كتابياً بذلك. كما شكا كراجيتش من "مخالفات" أثناء عملية القبض عليه وإحضاره إلى المحكمة، وطلب من القاضي تلاوة بيان من أربع صفحات يتضمن تلك المخالفات، فطلب منه رئيس المحكمة إيداعها بيانه لدي كاتب الجلسة، وسمح له بعرض مختصر لشكواه. وكشف كراجيتش عن أن مسؤولين أمريكيين، من بينهم ريتشارد هولبروك، عرضوا عليه التنحي عن منصبه عام 1996، مقابل عدم ملاحقته قضائياً، إلا أن القاضي طلب منه عدم إثارة قضايا ليست محل اهتمام المحكمة. وقال القاضي إن الجلسة الأولى مخصصة لإبلاغ المتهم بحقوقه، وتلاوة الاتهامات عليه، والرد على تلك الاتهامات ما إذا كان "مذنباً" أو "غير مذنب"، وأن المتهم يمكنه أن يثير ما يريده في الجلسات التالية. ولكن كراجيتش لفت انتباه المحكمة إلى أنه يخشى على حياته، فطمأنه القاضي بأن سلامته الشخصية "أمر مهم" بالنسبة للمحكمة، كما وجهه إلى التقدم بطلب رسمي عما يثير مخاوفه، حتى يمكن للمحكمة النظر بشأنها. واختفى كراجيتش، البالغ من العمر 63 عاماً، الزعيم السياسي لصرب البوسنة خلال الحرب الأهلية التي اندلعت من عام 1992 إلى 1995، عن الأنظار في أعقاب انفصال البوسنة والهرسك عن يوغسلافيا، في عام 1996.