تشن السلطات التونسية حملة شعواء ضد ارتداء الحجاب , تتزايد ضراوة هذه الحملة كل عام مع بداية افتتاح العام الدارسي الجديد , حيث تقوم السلطات التونسية قبيل بداية الدراسة - التي لم يبق عليها غير شهر تقريبا - بإصدار تعميم لمدراء المدارس والجامعات بمنع دخول أي فتاة لفناء المدرسة أو الجامعة وهي ترتدي حجابا ! إدانات حقوقية: من جهتها أدانت "منظمة المرأة ضد التعذيب " التابعة لحقوق الأنسان والتي تتخذ العاصمة البريطانية مقرا لها , هذا الهجوم السافرعلي الحقوق الانسانية للمرأة , حيث أن القانون الدولي تكفل للمرأة حرية ارتداء الملابس التي تروقها وهذا ما تنص عليه مواثيق الأممالمتحدة . وعبرت "منجية العبيبدي" ، رئيسة المنظمة عن تنديده بهذه الإجراءات ، لاسيما وأن كل إدارات المدارس والجامعات قد رفضت تسجيل الطالبات المرتديات الحجاب . كما أدانت المنظمات الحقوقية والنسائية في كل العالم العربي هذا المسلك . وفي هذا الصدد تقول أحدي الناشطات - التي تحفظت علي ذكر أسمها خوفا من السلطات الأمنية-: " أنني أفتخر بديني الأسلام , ولغتي العربية والتي أتشرف بالتخاطب بها مع الغير , وأنني أيضا أفتخر بامتلاكي ناصية الخطاب الإسلامي والعمل بكل ما يمليه علي هذا الدين ومن ضمنه ارتداء الملابس التي تغطي معظم أجزاء جسمي والتي تشمل الحجاب". وتضيف الناشطة التونسية " إنني حاليا أشعر بالتمزق والضياع لضياع هويتي التي تميزني بين نساء العالم , إنني أعتبر الدين جزءا أساسيا من مكوناتي و جذوري والتي تربطني بالعالم والوطن والحياة وبالتالي يعتبر رمزا لكبريائي وكرامتي , وإنهم بالتالي يسعون لسحب تلك الجذور المتاصلة في كياني ". وتؤكد إحدى الناشطات الإسلاميات في تونس على ضرورة الحفاظ على الهوية الإسلامية ، قائلة: " إن المرأة المسلمة شخصيتها تكتمل وتتكامل بحفاظها علي أسس القواعد الإسلامية عملا وقولا وقناعة في كل حياتها". تونس تسير على خطى باريس: وتونس تقلد في هذا السبيل فرنسا البلد التي تزعم رعايتها للحريات بالعالم حيث منعت السلطات هنالك المسلمات من ارتداء الحجاب وساقت معاذير وحجج واهية مثل ان أرتداء الحجاب في المدارس يثير النعرات الدينية ويؤدي لتفكك المجتمع ! والمعروف عن العالم الغربي قدرته على تزيين أفعاله والدعاية لها على الرغم من ادراك الغرب للخطأ الفادح الذي يرتكبونه باسم الأنسانية والحرية الشخصية. جهود وتحركات ضد منع الحجاب: ومن الجماعات والمنظمات الإسلامية التي تحركت ضد القرار " جماعة النداهة " ,حيث أدانت ذلك القرار , وبالتالي تفاعل معها الكثير من الجماعات الشيوخ ومن ضمنهم الشيخ "يوسف القرضاوي" الذي أدان مسلك السلطات التونسية خلال حوار له مع قناة الجزيرة . الأمر الذي أدي لأزمة حادة بين قناة الجزيرة وتونس , وبل تتطور الأمر ليشمل قطع العلاقات التونسية القطرية ممثلة في سحب السفير التونسي من دولة قطر . الرئيس التونسي يخفف من الانتقادات: وحينما شعر الرئيس التونسي"زين العابدين بن علي" بحرج الموقف بدأ في تغيير لهجته , حيث أنه شجع المرأة التونسية بارتداء الملابس التقليدية الممثلة في الزي التونسي القديم , زاعما أنه مع الأصالة وليس مع أرتداء الملابس التي ترمز لما أسماه ب"التعصب الديني" وتعمل علي وصفه ب"التفرقة الدينية" ببلاده . وكان وزير الأوقاف التونسي "أبوبكر الكازوري " قد صرح في مقابلة صحفية أجريت معه مؤخرا ، قائلا:"إنني أعتبر ان الزي الأسلامي زيا دخيلا علي المرأة التونسية ويؤسس لبث النعرات الدينية المتعصبة في المجتمع التونسي , وان بلادنا بعيدة عن هذا المنحي , وإن المرأة التونسية الأصيلة هي التي ترتدي الملابس التونسية التقليدية والتي في نظري تدعو للحشمة والوقار " على حد زعمه. وادعى الكازوري "أن الكثير من الفتيات بدأن إستغلال الزي الإسلامي في أعمال منافية للشرف حيث يعمل علي إخفاء شخصية المرأة ويساعدها في ذلك ". يذكر أن تعسف الحكومة التونسية مع المحجبات ازداد في السنوات الأخيرة بصورة غير مسبوقة حتى وصل الأمر إلى قيام السلطات بتوقيف المحجبات والزامهن بكتابة تعهد بخلع الحجاب وعدم ارتداءه مرة أخرى وإلا تعرضن للسجن. ترجمة:- يوسف وهباني تحرير: بسام المسلماني