بون، ألمانيا (CNN) -- الفجرنيوز:تتميز كلماته بأنها مجرد حشو وكلام فارغ، وكتبت بشكل سيء، ومطولة بصورة كبيرة، بحيث جاءت متعارضة مع كل شي غير ألمانيا، لربما كان سيختفي ويزول لو أن مؤلفه لم ينجح في تحويل العديد من كلماته إلى حقائق وأعمال. لقد حظرت ألمانيا، كتاب أدولف هتلر "كفاحي"، الذي يعد بياناً وسيرة وذاتية، من المكتبات منذ وقت طويل، "بدافع المسؤولية واحترام الضحايا الهولوكوست." غير أنه بعد مرور 83 عاماً على نشره لأول مرة، يجادل بعض الألمان بأنه آن الأوان لطرحه في المكتبات مرة أخرى من أجل تجريده من أي قوة وسلطة مازال يتضمنها هذا الكتاب. إن الجدل حول الكتاب في ألمانيا آخذ في التنامي تدريجياً، ويعود السبب في ذلك جزئياً إلى تاريخ انتهاء حقوق ملكية كتاب "كفاحي"، التي تعود إلى حكومة ولاية بافاريا، والتي تنتهي فعلياً في العام 2015. وبعد ذلك التاريخ، سيصبح الكتاب، الذي جاء في 800 صفحة، متاحاً للعامة ولأي شخص سيكون قادراً على إعادة طباعة النص. ويطالب الأكاديميون والمسؤولون، الذين يخشون من طوفان الطبعات والنسخ الجديدة التي قد يسيء اليمينيون المتطرفون استخدامها، بإعداد نسخة تتضمن بحثاً دقيقاً ونقداً موسعاً. وقال أوسكار شنايدر، رئيس هيئة الأمناء في مركز توثيق مؤتمرات الحزب النازي: "علينا أن نجهّز الأجيال المعاصرة بنسخة من كتاب 'كفاحي'.. علينا أن نزودهم بفرضيات موضوعية ونمنحهم القدرة على ندفعهم لمناقشة أفكارهم السياسية والعامة." وحتى المجلس المركز لليهود في ألمانيا قام بتغيير موقفه غير المتسامح نحو إطلاق نسخة ألمانية من كتاب "كفاحي". وقال ستيفان كرامر، الأمين العام للمركز: "إن طريقة التعامل المتنورة مع الكتاب ستعمل دون شك على تحويل الكثير من الأساطير التي أحيطت به.. والافتقار إلى المعرفة الشاملة حول النظام 'الاشتراكي القومي'" لا تسمح للشباب الألمان بأن يضعوا الكتاب في سياقه الصحيح. غير أن المؤرخين لا يتفقون جميعاً حول هذه المسألة، إذ يقول رئيس مركز أبحاث معادة السامية، ولفغانغ بينز: "ببساطة.. لا حاجة لذلك." وبصرف النظر عن نتيجة هذا الجدل، يبدو أن هناك شيئاً واحداً واضحاً، وهو أن المؤلف نفسه سينتشي طرباً أن مؤلفه الممل مازال يحظى بسلطة واسعة في لفت الانتباه وإثارة الجدل.