حذرت فصائل فلسطينية من أن زيارة وزيرة الخارجية الامريكية للأراضي الفلسطينية تأتي في ظل الحديث عن مسعى الإدارة الامريكية والحكومة الإسرائيلية، للتوصل إلى وثيقة تضع سقفا جديدا للعملية التفاوضية أكثر انخفاضا من السقف الذي حدده مؤتمر انابوليس وذلك تحت دعوى توثيق المدى الذي قطعته المفاوضات وترسيم ما حققته من تقدم مزعوم لتشكيل وديعة تتابعها الإدارة للامريكية اللاحقة. وحذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحزب الشعب الفلسطيني، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في بيان مشترك من الانسياق خلف هذه المساعي، التي قالت بأن إدارة بوش تريد من خلالها تسجيل نجاحات لسياستها الخارجية على حساب التآكل المضطرد للموقف التفاوضي الفلسطيني وشطب مرجعية قرارات الشرعية الدولية. وأكدت القوى الثلاث على أن الموقف الرسمي الذي تبنته منظمة التحرير الفلسطينية برفض الدولة ذات الحدود المؤقتة بمختلف تعبيراتها والتمسك بالبرنامج الوطني القائم على إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967وعاصمتها القدس، وحق العودة وفقاً للقرار 194، هو الموقف القادر على قطع الطريق على المحاولات الامريكية الإسرائيلية الهادفة إلى تكريس الأمر الواقع المفروض على الأرض، والتعهدات المتبادلة بموجب رسائل الضمانات بين بوش وشارون في 2004، إلى مرجعية جديدة للعملية التفاوضية بديلا عن قرارات الشرعية الدولية، على حد تعبير البيان. واعتبر بيان الفصائل الفلسطينية الثلاث أن هذا النوع من الاتفاقات الذي تسعى الإدارة الامريكية وإسرائيل لفرضه، في الوقت الذي لا يحمل فيه تغييرا جذرياً لواقع الاحتلال، إنما يعطي مشروعية لاستمرار الاستيطان وقضم الأراضي الفلسطينية، والتحكم في حق الاستقلال الوطني الفلسطيني، وربطه باشتراطات ومعايير قوة الاحتلال والسياسة الامريكية المتواطئة معها، كما انه يفتح الطريق أمام المسعى الإسرائيلي لربط القضية الفلسطينية بصيغ إقليمية دأبت على رفضها الدول العربية الشقيقة وفي مقدمتها دول الجوار في مصر والأردن وسورية ولبنان، تجاه قضيتي الدولة واللاجئين، وذلك في إطار الموقف العربي الشامل الذي عبرت عنه قرارات القمم العربية وجامعة الدول العربية ومبادرة السلام العربية، على حد تعبير البيان. ودعت الفصائل الثثلاث إلى وقف المفاوضات التي لم يعد لها أي معتى، وقال البيان: "إن استمرار المفاوضات على الشاكلة الحالية، في ظل استمرار وتصعيد التوسع الاستيطاني وبناء الجدار العنصري، وفي ظل تمسك إسرائيل بمواقفها تجاه الحدود، والقدس واللاجئين، والترتيبات الأمنية وغير ذلك، وفي ظل تواطؤ الإدارة الامريكية مع الموقف الإسرائيلي، لم يعد منسجما مع الحد الأدنى من المصالح الوطنية الفلسطينية، الأمر الذي يدعونا إلى تكرار مطالباتنا السابقة بوقف المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية بصيغتها الراهنة، واستعادة زمام المبادرة دفاعا عن حقوق شعبنا الثابتة على أساس التمسك بقرارات الشرعية الدولية". وطالب البيان بإنهاء حالة الانقسام القائمة فوراً، والتوجه بوحدة شاملة لانجاز مهام التحرر الوطني التي تواجه الشعب الفلسطيني، والتي قال بأنه لا يعوض عنها، مسعى الإدارة الامريكية لتسجيل نجاحات على حساب الشعب الفلسطيني، مقابل إخفاقات سياساتها الخارجية في المنطقة وفي مناطق مختلفة من العالم، وآخرها جورجيا، أو مع مسعى رئيس حكومة إسرائيل لمواجهة أزماته الخاصة، في تسويق بضاعة الاحتلال بأشكال جديدة، كما قال البيان.